ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[08 - 03 - 04, 10:26 ص]ـ
بارك الله فيكم،
ما هي أخبار مجموع رسائل ابن القيم - رحمه الله -؟.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[08 - 03 - 04, 10:44 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد الفارس
جزاكم الله خيراً على النقد، مع حسن الأسلوب والاحترام الجميل،
والتواضع الحسن
كثر الله من أمثالكم
ـ[المقدسي]ــــــــ[08 - 03 - 04, 09:39 م]ـ
الأخ عبد الرحمن قائد وفقه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية، أشكر أدبك الواضح عند نقدك لطبعة الشيخ الحفيان وفقه الله، وثنائك على عمله وتجويده في هذا الكتاب وغيره، وهذا أمر نادر بين المحققين (المتنافسين!) في زماننا هذا.
ولا شك أن من فوائد تعدد الطبعات تعدد القراءات والفوائد والتوجيهات، مما ينصب في مصلحة الباحث على كل حال.
ونظرا لاهتمامي بالكتاب، وتعريفي به أول نزوله، فاسمح لي بالمشاركة في مقالك هذا.
أخي المكرم، ينقسم نقدك إلى قسمين متساويين تقريبا في الكمية:
1) نقد شكلي: وهو مما تختلف فيه وجهات النظر وطرائق التحقيق والأذواق، ولا مشاحة فيه، فهذا لا انتقاد فيه على محققي الطبعات الأخرى كما لا يخفى.
2) نقد علمي: وهذا ما يهمنا، لأن موضوع الكتاب حساس، وربما تختلف بعض المعاني باختلاف توجيه بعض الكلمات، فالغاية تقويم الكتاب ليخرج أصح ما يكون، وليس أحد ممن حقق الكتاب معصوما ليتجاوزه النقد.
وهذه النقطة لا يمكن الدخول والنقاش فيها إلا لمن اطلع على مخطوطة الكتاب، ولست كذلك، ولكن لفت انتباهي -بل استغرابي! - ثلاثة نقاط من ردك:
النقطة الأولى: جاء في ردك:
[وفي ص: 93: «قال ابن أبي شيبة [حدثنا] عبد الرزاق». كذا استدرك الساقط , وعزاه إلى «المصنف». والذي في «المصنف» في الموضع الذي أشار إليه في الطبعة الهندية (5/ 5): «نا عبد الرزاق» أي: أخبرنا.]
قلت: عجيب جدا! بل "نا" اختصار لـ"حدثنا"؛ لا "أخبرنا" كما قلت! واسأل أي طالب علم في الحديث للتأكد.
علما بأنني أحببتُ أن أنزهك أخي عن هذا الخطأ البدائي؛ فراجعتُ المصنف قائلا: لعلها فيه "أنا" وسقطت الهمزة من كتابة الأخ. فإذا بها كما نقلتَ: "نا"!!
النقطة الثانية: جاء في ردك:
[- وقال ابن القيم ص: 49: «قوله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) في ثلاثة مواضع من القرآن».
فعلق المحقق في الحاشية بقوله: «(الأعراف 200) , (فصلت 36) فقط! أقول:
أولا: علامة التعجب من المحقق.
ثانيا: الموضع الثالث: في سورة المؤمنون 97.]
قلت: حقيقة استغربت أن يفوت على أحد من يحقق مثل هذا، ولكني أحببت التأكد وفتحت المصحف، فرأيت قوله تعالى في سورة المؤمنون 97 (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون)
فلا أدري كيف تسرعت في تخطئة غيرك في هذا وأنت المخطئ جليا! فابن القيم ينقل آية بلفظها.
مع أنه -على كل حال- لم يكن من المستحسن أن تقول: [أولا: علامة التعجب من المحقق]، لأنه ليس ردا علميا، ولا نريده أن يفسد أدبك الظاهر في سائر مقالك، كيف وعلامة التعجب في مكانها؟!
النقطة الثالثة: جاء في ردك:
[- وقال ابن القيم ص: 81: « ... لما أمر باستنكاه من أقر بين يديه بالزنا ... ».
فعلق المحقق على الحديث بأن مسلما رواه عن بريد برقم (1695).
أقول: الرواية التي في مسلم ليس فيها الأمر بالاستنكاه , وإنما جاءت في رواية البزار.]
قلت: لما قرأت هذه الملاحظة قلت في نفسي: ليس من حاجة أن يكون عندي صورة للمخطوط للتأكد، ففتحت صحيح مسلم الرقم المحال عليه، ولفظه:
"فقال: أَشَرِبَ الخَمْر؟ فقام رجل فاستَنْكَهَهُ فلم يجد منه ريح خمر".
وابن القيم لم يذكر (لفظا) حتى يلتزم (فضلا أن يُلزَم) أي محقق تخريج اللفظ وحسب، ومن الواضح في الحديث أن الرجل ما قام إلا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما فهمه الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 123 - 126) إذ شرح الحديث نفسه على أنه أمر بالاستنكاه، ومن المؤكد أن ابن القيم بنى كلامه وحكمه على مصدر مشهور وصحيح، وهو كتاب مسلم، لا على مصدر غريب ونادر كمسند البزار، لأن كتاب ابن القيم في الأحكام، وليس في الغرائب والعلل والتخريج.
فالخلاصة أن ملاحظتك لا محل لها.
فهذه ثلاث ملاحظات عارضة على نقاطك -أخي الفاضل- أخذتُها لا على التعيين! أما توجيه النصوص فأمرٌ بين المحقِّقَيْن ومن عنده صورة المخطوط.
وفي النهاية أقول لك ولأي محقق ومستدرك: رويدك ومهلك، لأن الغاية خدمة العلم وأهله، والتأني مطلوب، وقد ظهر لي (بهذه النماذج) أنك متعجل يا أخي وعندك تسرع وشيء من جرأة، ولا سيما في علم الحديث، فآمل أن لا ينسحب ذلك على سائر الملاحظات والتحقيق.
ولا يزال معك يا أخي فسحة في المراجعة والاستفادة من هذه الطبعة الحديثة ما دام كتابك لم يخرج بعد، علما بأنني سمعت عددا من المشايخ والمحققين والمهتمين يثني على الطبعة وجودتها، فنريد لطبعتك المرتقبة أن لا تقل عنها دقة وتأنيا وجهدا، والله يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
¥