تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

) ثمّ قال: (الخاشعين الذّين يعلمون أنّهم ملاقوا ربّهم وأنّهم محشورون إليه يوم القيامة معروضون عليه وراجعون إليه أي أمورهم راجعةٌ إلى مشيئته يحكم فيها ما يشاء بعدله، فلهذا لمّا أيقنوا بالمعاد والجزاء سهُل عليهم فعل الطّاعات وترك المنكرات) ملخّصاً من تفسيره 1/ 90 ـ 91.

() فيه مسألة يذكرها علماء الأصول، وهي: هل التّرك فعل أم لا؟ قال بعضهم التّرك فعل وعمل، وقال بعضهم بل التّرك ليس بفعل، وقول الإمام هنا يشعر بالأوّل لأنّه جعل الانتهاء عن المعصية داخل في فعل الخيرات، وللسّبكي استدلال لطيف في هذا، قال رحمه الله: (وقعت على ثلاثة أدلّة تدلّ على أنّ الكفّ فعلٌ لم أرَ أحداً عثر عليها: أحدها: قوله تعالى: ? وقال الرّسول ياربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً ? وتقريره أنّ الاتّخاذ افتعال من أخذ أو من وخذ أو من تخذ، أقوال ثلاثة للتّصريفيّين أرجحها أوّلها .. والحاصل أنّ الأخذ تناول والمهجور: المتروك فصار المعنى: تناولوه متروكاً أي فعلوا تركه .. والثّاني: عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله ?: (أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: فسكتوا، فلم يجبه أحد، فقال: هو حفظ اللّسان) والثّالث: قول قائل من المسلمين من الأنصار، والنّبيّ ? يعمل بنفسه في بناء مسجده من شعر: لئن قعدنا والنّبيّ يعمل لذاك منّا العمل المُضلّل. انتهى من طبقات الشّافعيّة 1/ 100ـ102.قلت: وهذه الآية دليل على ما ذكر أيضاً وتفسير الإمام أحمد مُعتمد.

() أي كليمه، من المناجاة وهي الكلام الخفي.

() قال ابن جرير رحمه الله: (اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم: معنى ذلك: أقم الصّلاة لي فإنّك إذا أقمتها ذكرتني .. عن مجاهد قال: إذا صلّى ذَكَر ربّه، وقال آخرون: معنى ذلك: وأقم الصّلاة حين تذكرها …قال أبو جعفر: وأولى التّأويلين في ذلك بالصّواب تأويل من قال: أقم الصّلاة لتذكرني فيهالأنّ ذلك أظهر معنييه) التّفسير 8/ 400، وقال القاسمي: (أي لتذكرني فيها بقلبك ولسانك وسائر جوارحك بأن تجعل حركاتها دالّة على ما في القلب واللّسان، قال أبو السّعود: خُصّت الصّلاة بالذّكر وأُفردت بالأمر بالعبادة لفضلها وإنافتها على سائر العبادات بما نيطت به من ذكر المعبود وشغل القلب واللّسان بذكره وذلك قوله تعالى: ? لذكري ? أي لتذكرني فإنّ ذكري كما ينبغي لا يتحقّق إلاّ في ضمن العبادة والصّلاة، أو لتذكرني فيها لاشتمالها على الأذكار، أو لذكري خاصّة لا تشوبه بذكر غيري، أو لإخلاص ذكري وابتغاء وجهي، لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضاً آخر، أو لتكون ذاكراً لي غير ناسٍ) تفسير القاسمي 5/ 97.

() قال القرطبي: (يُقال: مسك به وتمسّك به أي استمسك به، وقرأ أبو العالية: (يمْسِكون) بالتّخفيف من أمسك يمسك، والقراءة الأولى أولى، لأنّ فيها معنى التّكرير والتّكثير للتّمسّك بكتاب الله تعالى وبدينه فبذلك يُمدحون) تفسيره 7/ 199.

() اختلف السّلف في تفسير هذه الآية: من هم المعنيّون بهذه الآية؟ هل هم من أمّة محمّد ? أو هم من الأمم السّابقة،قال الشّنقيطي رحمه الله بعد أن سرَد الأقوال: (وكونهم من أمّة محمّد ? ليس بوجيه عندي لأنّ قوله تعالى: ? فخلف من بعدهم ? صيغة تدلّ على الوقوع في الزّمن الماضي ولا يمكن صرفها للمستقبل إلاّ بدليل يجب الرّجوع إليه كما ترى، والظّاهر أنّهم اليهود والنّصارى وغيرهم من الكفّار الّذين خلفوا أنبياءهم وصالحيهم قبل نزول الآية فأضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات، وعلى كلّ حال فالعبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب فكلّ خلْفٍ أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات يدخلون في الذّمّ والوعيد المذكور) أضواء البيان 4/ 308.

ثمّ اختلفوا في المُراد بإضاعة الصّلاة،فقال بعضهم: تركها بالكلّيّة، أسنده ابن جرير عن القُرَظي وهو اختيار الزّجّاج، وقال ابن مسعود والقاسم بن مخيمرة والنّخعي وعمر بن عبدالعزيز إضاعتها: تأخيرها عن وقتها، قال القرطبي: وهو الصّحيح، واختار الطّبري رحمه الله القول الأوّل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير