تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جعفر بن برقان قال: سألت ميموناً عن مقدار الرّكوع والسّجود فقال: لا أرى أن يكون أقلّ من ثلاث تسبيحات) ح2571،وعن عطاء قال: قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: (اركع حتّى تستمكن كفّاك من ركبتيك قدر ثلاث تسبيحات) مصنّف عبدالرّزّاق ح2886، وهذا يُفهم منه أنّ الواجب في الرّكوع والسّجود ثلاث تسبيحات، وخالفهم غيرهم، روى ابن أبي شيبة عن سعد أنّه قال لابنة له تفرط في الرّكوع: (إنّما يكفيك إذا وضعت يديك على ركبتيك) ح 2577وعن ابن مسعود وعليّ وعمر رضي الله عنهم: إذا وضع الرّجل يديه على ركبتيه ومكّن الأرض من جبهته فقد أجزأه ح2578 ـ2580 ومثله عن ابن سيرين وعطاء ومجاهد ح2583ـ2585، عن جعفر بن برقان قال سألت الزّهري فقال: إذا وقعت العظام واستقرّت فقلت له: إنّ ميموناً يقول: ثلاث تسبيحات فقال: هو الّذي أقول لك) ح2571، فيُحمل قول من أوجب الثّلاث على أنّه أقلّ الكمال في عدد التّسبيحات، وأمّا أقلّ ما يجزىء من هيئة الرّكوع والسّجود ما ذكر هؤلاء من أنّه إذا مكّن يديه من ركبتيه وجبهته من الأرض فقد أجزأته صلاته ويُعتبر قد سجد وركع، وعليه فإنّ المأموم إذا وافق الإمام في جزء من ركوعه وهو واضع يديه على ركبتيه فقد أدرك الرّكعة وإلاّ فهو مسبوق، ومن هنا قلنا إنّه يجب أن يكون تكبير الإمام للرّفع من الرّكوع مقارناً لرفع يديه من على ركبتيه حتّى يعلم المأموم إدراكه الرّكوع من عدمه.

() أي يقول التّسبيح بطريقة متوسّطة في السّرعة فيُفصح بها ولا يُدخل حرفاً في حرف أو يسقط منها حرفاً، كما لو أنّه يريد إفهام رجل يخاطبه، ويسكت بين كلّ تسبيحة وأخرى سكتة خفيفة تفصل بين التّسبيحة والّتي قبلها، فتكون ثلاث تسبيحات أقلّ الكمال فعلاً، لا أن يقولها بعجلة يفوت معها ركن الطّمأنينة والخشوع ومتابعة المصلّين لإمامهم.

() وهذا موجود منتشر في أئمّة المساجد، بعضهم يسبّح أكثر من ثلاث تسبيحات لكنّه يقولها بسرعة تصل أحياناً لدرجة أنّ المأموم لا يدرك أن يسبّح واحدةً في ركوعه أو سجوده، فهو بين أن يقولها ويتأخّر عنه وربّما فاته الرّكن الّذي يليه بسبب تأخّره ليلفظ بالتّسبيح، وبين أن يترك التّسبيح ويتابع الإمام، وفي كلا الأمرين وزر يتحمّله الإمام كما ذكر المؤلّف رحمه الله ويشير إليه قريباً.

() أي سمع الله من الحامد له سمع إجابة وقبول.

() حديثٌ صحيح ثبت عن عدد من الصّحابة بألفاظ متقاربة في بعضها اختصار، وأتمّ لفظه من مجموع رواياته: (اللّهمّ ربّنا ولك الحمد ملء السّماوات والأرض وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئت من شيء بعد أهل الثّناء والمجد أحقّ ما قال العبد وكلّنا لك عبد، اللّهمّ لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدّ منك الجد) أخرجه أحمد 1/ 94، 102،103، و مسلم في صلاة المسافرين باب الدّعاء في صلاة اللّيل وقيامه ح771 والتّرمذي في الصّلاة باب ما يقول الرّجل إذا رفع رأسه من الرّكوع وفي الدّعوات باب32 ح3421و22و3423 وأبوداود في الصّلاة باب ما يُستفتح به الصّلاة من الدّعاء والنّسائي في الاستفتاح باب نوع آخر من الذّكر بين التّكبير والقراءة وفي التّطبيق باب نوع آخر من الذّكر في الرّكوع وغيرهم عن عليّ بن أبي طالب بألفاظ في بعضها طول، وأخرجه مسلم في الصّلاة باب ما يقول إذا رفع رأسه من الرّكوع عن أبي سعيد الخدري وابن عبّاس وابن أبي أوفى ورواه عنهم غيره، وانظر أيضاً مصنّف ابن أبي شيبة 1/ 222 ومصنّف عبدالرّزّاق 2/ 164، وسنن البيهقي 2/ 134، وهناك أذكار أخرى تُقال في هذا الموضع من أشهرها مارواه البخاري في الأذان باب 126 ح799 من حديث رفاعة بن رافع قال: (كنّا نصلّي وراء النّبيّ ? فلمّا رفع رأسه من الرّكعة قال: سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه: ربّنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، فلمّا انصرف قال: من المتكلّم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّل)، وأخرجه مسلم في المساجد ح600 عن أنس وفيه اختلاف خفيف.

() هذا يقوله الإمام في عصره فكيف بأيّامنا هذه، نسأل الله أن يصلح حال الأمّة ويعيد للصّلاة هيبتها من جديد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير