تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

() لمّا ضرب الله تعالى مثلاً لقلب المؤمن وما فيه من الهدى والعلم بالمصباح في الزّجاجة الصّافية المتوقّد من زيت طيّب وذلك كالقنديل، ذكر محلّها وهي المساجد الّتي هي أحبّ البقاع إلى الله من الأرض وهي بيوته الّتي يُعبد فيها ويوحَّد، فأمر تعالى برفع بنائها وتشييدها وتطهيرها من الدّنس واللّغو والأفعال والأقوال الّتي لا تليق فيها، و ? يُذكر فيها اسمه ? أي يُتلى فيها كتابه ? يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال ? أي في البكرات والعشيّات والأصيل هو آخر النّهار وقيل عني بذلك الصّلاة فيها ? رجال ? فيه إشعارٌ بهممهم العالية الّتي صاروا بها عمّاراً للمساجد فـ ? لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله ? أي عن تسبيحه وتحميده ولا عن إقامة الصّلاة في أوقاتها بشروطها وكمالها ولا عن إيتاء الزّكاة المفروضة عليهم وكلّ ذلك لأنّهم قد استقرّ في قلوبهم محبّة الله وخوفهم منه في يوم تتقلّب فيه القلوب والأبصار أي يوم القيامة ففيه من شدّة الفزع تتقلّب القلوب والأبصار، انظر تفسير ابن كثير 3/ 303 ـ 307، قال السّيوطي في الإكليل: (في الآية الأمر بتعظيم المساجد وفي قوله: ? رجالٌ ? إشارة إلى أنّ الأفضل للنّساء الصّلاة في بيوتهنّ إلاّ في نحو العيدين، وفيها أنّ الصّلاة لا تنافي التّجارة لأنّ مقصود الآية أنّهم يتعاطونها غير أنّها لا تلهيهم عن الصّلاة) من تفسير القاسمي 5/ 315.

() تقدّم ذكر الحديث ص 140.

() قال الغزالي في وصف كبر العلماء والعبّاد: (ويترشّح الكِبر منهم في الدّين والدّنيا، أمّا الدّنيا: فهو أنّهم يرون غيرهم بزيارتهم أولى منهم بزيارة غيرهم، ويتوقّعون قيام النّاس بقضاء حوائجهم وتوقيرهم والتّوسّع لهم في المجالس، وذكرهم بالورع والتّقوى وتقديمهم على سائر النّاس في الحظوظ ... وكأنّهم يرون عبادتهم منّة على الخلق، وأمّا في الدّين فهو أن يرى النّاس هالكين ويرى نفسه ناجياً، وهو الهالك تحقيقاً، قال صلّى الله عليه وسلّم: (إذا سمعتم الرّجل يقول: هلك النّاس فهو أهلكهم) ـ أخرجه مسلم ح2623، وإنّما قال ذلك لأنّ هذا القول منه يدلّ على أنّه مزدرِ بالخلق مغترٌ بالله، أمن من مكره غير خائف من سطوته، وكيف لا يخاف ويكفيه شرّاً احتقاره لغيره، قال صلّى الله عليه وسلّم: (كفى بالمرء شرّاً أن يحقر أخاه المسلم) ـ أخرجه مسلم ح2564 .. وهذا يعرّفك أنّ الله تعالى إنّما يريد من العبيد قلوبهم، فالجاهل العاصي إذا تواضع هيبة لله، وذلّ خوفاً منه فقد أطاع الله بقلبه، فهو أطوع لله من العالم المتكبّر والعابد المعجب، ثمّ إنّه يمتنّ على الله بعمله، ومن اعتقد جزماً أنّه فوق أحد من عباد الله فقد أحبط بجهله جميع عمله، وحكمه لنفسه بأنّه خير من غيره جهل محض، وأمن من مكر الله ولا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون، لكنّ العلماء والعبّاد في آفة الكبر على ثلاث درجات: الأولى: أن يكون الكبر مستقرّاً في نفسه ويرى نفسه خيراً من غيره إلاّ أنّه يجتهد ويتواضع ويفعل فعل من يرى غيره خيراً منه، فهذا قد رسخ في قلبه شجرة الكبر ولكنّه قطع أغصانها بالكلّيّة، والثّانية: أن يظهر ذلك على أفعاله بالتّرفّع في المجالس والتّقدّم على الأقران وتصعير الخدّ وتقطيب الجبين ونحو ذلك، ومع شناعة فعل هؤلاء فهم أخفّ من الّذين بعدهم، الثّالثة: الّذين يظهرون الكبر على ألسنتهم حتّى يدعوهم إلى المفاهرة والمباهاة وتزكية النّفس، فيقع الواحد منهم في أيّ عابد يُذكر تنقيصاً لحقّ المذكور وتناءُ على نفسه فيقول من فلان وما عبادته، أمّا أنا فلم أفطر منذ كذا، وأصلّي في اليوم كذا ونحو هذا) ملخّصاً من الإحياء 4/ 151 ـ153.

() لم أجده.

() أي حمّله وملأه.

() لم أجده.

() ذكره الغزالي في الإحياء 1/ 216 ولم يتكلّم عليه العراقي ..

() الإمام شيخ الإسلام أبو بكر الأنصاري الأنسي البصري مولى أنس بن مالك خادم رسول الله ?، من أجلّة التّابعين توفّي سنة 110هـ.سير أعلام النّبلاء 4/ 606.

() لم أجده.

() هو مسلم بن يسار البصري الأموي المكي. وقال ابن سعد قالوا: كان أرفع عندهم من الحسن البصري، حتى خرج مع ابن الأشعث، فوضعه ذلك عند الناس توفّي سنة مئة، سير أعلام النّبلاء 4/ 510.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير