تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأحد العلماء الربانيين، والشجعان المشهورين، والزهاد المذكورين.

وأول من أسلم من الأطفال، تربى في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشب وترعرع في بيته.

وأجمع أهل السير والتواريخ على أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم كل المشاهد والغزوات إلا تبوك فإنه استخلفه فيها على الأهل والذرية.

وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية واللواء في مواطن كثيرة منها خيبر وغيرها.

وهو من أكثر الصحابة فضائل رضي الله عنهم أجمعين.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: " أنه لا يحب علي إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق " أخرجه مسلم (2/ 64) وأحمد (1/ 84) وجمع.

وأن منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كمنزلة هارون من موسى كما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم حين قال له: " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " أخرجه مسلم (15/ 175) وأحمد (1/ 185) والترمذي (3724) وأنه بعض من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال

له: " أنت مني وأنا منك "، رواه البخاري رحمه الله تعالى في عمرة القضاء (9/ 42).

حتى اختاره الله شهيدا مغدورا به من الخوارج عليهم لعنات الله تعالى متتالية فرضي الله عنه وأرضاه.

وأن هؤلاء الخلفاء الراشدين المهديين قد اجتمعت فيهم من الصفات ما لم يجتمع في غيرهم.

فكلهم رضي الله عنهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى ما في المصاهرة من الروابط الوثيقة وتبادل المحبة والتواصل فعلي وعثمان تزوجا بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأبو بكر وعمر زوجا بنتيهما عائشة وحفصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم جميعا على منهاج النبوة راشدين.

كما جاء في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ... ثم قال: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ... ".

أخرجه الدارمي (96) وأحمد (4/ 126) وأبو داود في السنة (4607).

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء، ثم تكون فيكم خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء ... ".

رواه أحمد (4/ 273) والطيالسي (2593).

فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم لمن يحكم بعده مباشرة بالخلافة الراشدة أنه على نهج النبوة وليس بعده صلى الله عليه وسلم إلا الخلفاء الأربعة المهديين رضي الله عنهم أجمعين

والله أسأل أن يجعل لهذا العمل القبول وان يحشرنا في زمرة الخلفاء الراشدين والصحابة المرضيين والأئمة المهديين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

د. طارق محمد الطواري

قسم التفسير والحديث

كلية الشريعة جامعة الكويت

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا الأربعين

أشتهر بين أهل العلم نوع من أنواع التصنيف ألا هو التصنيف على الأربعين وتسمي بالأربعينيات وهي الأحاديث في باب واحد، أو في أبواب شتى، بسند واحد، أو بأسانيد متعددة.

ولقد جمع الإمام السيوطي في هذا الكتاب أربعين حديثا في فضل كل واحد من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

وأول من صنف في الأربعينيات هو الحافظ الإمام عبد الله بن المبارك المتوفى سنة 181 هـ، وممن ألف فيها أيضا: الحافظ أبو نعيم المتوفى سنة 430 هـ، والحافظ أبو بكر الآجري المتوفى سنة 360 هـ، والإمام البكري، والإمام النووي، وغيرهم كثير.

والمؤلفات في الأربعينيات كثيرة يصعب حصرها، فلماذا الأربعين؟

الأصل في هذا ما روي عن عدة من الصحابة في حفظ أربعين حديثا.

فمن هذه الأحاديث:

1 – حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا: " من حمل من أمتي أربعين حديا لقي الله يوم القيامة فقيها عالما ".

أخرجه البكري في أربعينه (44) من طريق الجوزقي عن زيد بن حريش، عن عبد الله بن خراش، عن عمه العوام بن حوشب، عن ابراهيم التيمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك به مرفوعا.

قلت: وعبد الله بن خراش اتفق الأئمة على تضعيفه، واتهمه بعضهم، ووصفه ابن عمار بالكذب وانظر الميزان (2/ 413)

2 – حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة، حتى يؤديها إليهم، كنت له شفيعا، أو شهيدا يوم القيامة ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير