أخرجه ابن عبد البر في الجامع (325) والبكري (33) من طريق يعقوب بن إسحاق العسقلاني، عن حميد بن زنجوية، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعا.
قال ابن عبد البر في الجامع (205): هذا أحسن إسناد جاء به هذا الحديث، لكنه غير محفوظ ولا معروف من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن رواه عن مالك فقد أخطأ وأضاف ما ليس من رواياته إليه.
قلت: وفي إسناده أيضا يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم العسقلاني، قال الذهبي وقد أورد الحديث من طريقه في الميزان (4/ 449): وهذا كذاب في السند والمتن.
وقال ابن حجر: الناس يختلفون فيه فبعضهم يوثقه وبعضهم يضعفه، والظاهر أنه دخل له حديث في حديث.
3 – حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما ".
أخرجه ابن عبد البر في الجامع (1/ 43) وغيره من حديث عمرو بن الحصين العقيلي، عن محمد بن عبد الله بن علاثة، عن خصيف، عن مجاهد، عن أبي هريرة به مرفوعا.
قلت: وعمرو بن حصين كذبه أحمد وابن معين، وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وقال: تركت الرواية عنه ولم يحدثنا وقال: هو ذاهب الحديث وليس بشيء أخرج أول شيء أحاديث مشتبهة حسانا، ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا عنه، فتركنا حديثه.
وقال: ابن عدي: مظلم الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو زرعة ليس في محل من يحدث عنه وهو واهي الحديث.
ومحمد بن عبد الله بن علاثة، وخصيف فيهما كلام.
قال الذهبي في الميزان (3/ 595): الظاهر أنه من وضع ابن حصين.
4 – حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: " ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثا يعلمهم بها أمر دينهم إلا جيئ به يوم القيامة فقيل له: اشفع لمن شئت ".
وفي إسناده عمرو بن الأزهر، وشيخه أبان بن أبي عياش كلاهما متروك.
5 - حديث أبي الدرداء مرفوعا: من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها وكنت له يوم القيامة شهيدا ".
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 133) من حديث إبراهيم بن أبي أمية، حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد الهروي قال: حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن أبي الدرداء به مرفوعا.
وعبد الملك بن هارون قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الحاكم: ذاهب الحديث جدا، وروى عن أبيه أحاديث موضوعة.
قلت: وهذا منها فقد اتهمه ابن حبان به.
وروي مثل هذا عن ابن عباس، ومعاذ بن جبل، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود وغيرهم، إلا أنه لا يثبت منها شئ.
وأكثر العلماء على عدم صحة هذا الحديث:
قال البيهقي في الشعب (2/ 270): هذا حديث مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح.
وقال أيضا: أسانيده كلها ضعيفة.
وقال ابن السكن: ليس يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق يثبت.
وقال الدارقطني: لا يثبت من طرقه شيء.
وقال ابن عساكر: أسانيده كلها فيها مقال، ليس فيها للتصحيح مجال.
وقال النووي: طرقه كلها ضعيفة وليس بثابت.
وقال ابن حجر: ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة.
وقال الرهاوي: طرقه كلها ضعاف إذ لا تخلو طريق منها أن يكون فيها مجهول لا يعرف أو معروف يضعف.
وكذا ضعفه رشيد الدين بن العطار، والمنذري، والنووي في فتاويه (272) وفي مقدمة كتابه في الأربعين، وابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية (1/ 111) وابن عبد البر في الجامع (1/ 192 - 198).
وقد ذهب بعض العلماء إلى تحسين الحديث لكثرة طرقه وشواهده، ولذا توجه الناس إلى التأليف في الأربعينيات، وممن حسنه من المتأخرين الإمام السلفي رحمه الله تعالى وهو ظاهر كلام الكيا الهراسي – والكيا من كبار الفقهاء الشافعية -، والشيخ الملا علي القارئ صاحب " مرقاة المصابيح ".
¥