7 – وقد أشار إلى هذه المناظرة ابن الجوزي في المنتظم2 8/ 41 حيمسا قال: "وفي سنة أربعمائة وعشرين في عهد القادر، في يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمع القضاة والشهود والفقهاء والوعاظ والزهاد إلى دار الخلافة وقريء عليهم كتاب طويل جدا يتضمن ذكر أبي بكر وعمر وفضائلهما إلى أن قال: وأعيد فيه ما جرى بين بشر المريسي وعبد العزيز المكي في ذلك". ا هـ.
8 - ويقول: ابن العماد في شذرات الذهب2/ 95 في وفيات سنة 240 هـ وفيها توفي عبد العزيز بن يحي الكنافب المكي، سمع سفيان بن عيينة وناظر بشرا المريسي في مجلس المأمون بمناظرة عجيبة غريبة فانقطع بشر وظهر عبد العزيز، ومناظرتهما مشهورة مسطورة، وعبد العزيز هو صاحب "الحيدة" وهو معدود في أصحاب الشافعي.
9 - وابن أبي العز الحنفي في كتابه شرح الطحاوية.
فقد قال في ص 122 - 123 الطبعة الثانية تحقيق زهير الشاوش
قال: وبمثل ذلك ألزم الإمام عبد العزيز المكي بشرا المريسي بين يدي المأمون، بعد أن تكلم معه ملتزما أن لا يخرج عن نص التنزيل وألزمه الحجة، فقال بشر: "يا أمير المؤمنين ليدع مطالبتي بنص التنزيل ويناظرني بغيره، فإن لم يدع قوله ويرجع عنه، ويقر بخلق القرآن الساعة وإلا فدمي حلال". قال عبد العزيز: تسألني أم أسألك؟
فقال بشر: اسأل أنت، وطمع فيّ فقلت له: يلزمك واحدة من ثلاث لا بد منها إما أن تقول: إن الله خلق القرآن، وهو عندي أنا كلامه- في نفسه أو خلقه قائما بذاته ونفسه، أو خلقه في غيره"؟
قال: "أقول: خلقه كما خلق الأشياء كلها". وحاد عن الجواب. فقال المأمون: اشرح أنت هذه المسألة ودع بشرا فقد انقطع. فقال عبد العزيز؟ إن قال خلق كلامه في نفسه فهذا محال لأن الله لا يكون محلا للحوادث المخلوقة، ولا يكون فيه شيء مخلوق. وإن قال خلقه في غيره فيلزم في النظر والقياس إن كل كلام خلقه الله في غيره فهو كلامه. فهو محال أيضا لأنه يلزم قائله أن يجعل كل كلام خلقه الله في غيره- هو كلام الله ... إلى أن قال: هذا مختصر من كلام الإمام عبد العزيز في "الحيدة" انظره في الحيدة ص
وبهذا يتضح أنه ليس عند الذهبي رحمه الله في رد الكتاب إلا وجهة نظر ذكرها في لسان الميزان، وبسببها استبعد وقوع هذه المناظرة وهي عدم رجوع المأمون عن رأيه في خلق القرآن، وقد عرفنا إن الشبهة كانت قوية، وأن بشرا وإتباعه لا زالوا يتابعون الكناني ويستثيرون المأمون عليه، كما أشار هو لذلك. ثم إن الذهبي رحمه الله نفسه أثبت نسبة الحيدة- للكناني في كتابيه العبر، ودول الإسلام، وكذلك العلماء الآخرون قبله وبعده كالخطيب، وابن النديم، وأبو إسحاق الشيرازي، وابن كثير، وكذلك السبكي فإنه أثبت المناظرة، أما ما أشار إليه من الأمور المستشنعة في الرسالة- فإنه لم يوضح ذلك ولو بمثال واحد كما سبق ذلك. كل ذلك يجعلنا نطمئن إلى أن كتاب "الحيدة" هو من تأليف عبد العزيز الكناني وقد نصر فيه السنة، وقمع البدعة، وقد استفاد من هذا الكتاب أناس كثيرون. غير المأمون الذي لم يستفد من تلك المناظرة ومعلوم أن المأمون لا يريد إلا الحق، ولكنه لم يهتد إليه- ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 12/ 488.
"فإن الإمام أحمد قد باشر الجهمية الذين دعوه إلى خلق القرآن، ونفي الصفات وامتحنوه وسائر علماء وقته، وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس والقتل والعزل من الولايات وقطع الأرزاق ورد الشهادة وترك تخليصهم من أيدي العدو ... إلى أن قال: ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره، ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم، فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون القرآن مخلوق"، كما ذكر في ص 501: إن من ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة. اهـ
ومن هنا نقول: إن هذه المناظرة وإن قامت فيها الحجة للكناني على بشر المريسي أمام المأمون إلا أن الشبهة على المأمون أن كانت قوية، فلم تزل عنه بتلك المناظرة.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[11 - 04 - 05, 06:50 م]ـ
في الحقيقة هذه المسألة سبق أن أُثيرت قبل عشر سنوات وقام أحد الإخوة الفضلاء بكتابة عدة صفحات في الطعن في القصة والمناظرة والرد على الشيخ الفقيهي الذي غضب أشد الغضب من رد أخينا الفاضل فقام بالرد عليه في رد قوي وشديد وعنيف على صفحات الجرائد
وذكره بأقذع الأوصاف والسر في شدة الشيخ علي الفقيهي أن تحقيق هذا الكتاب (الحيدة)
كان بحث ترقية من أُستاذ مساعد إلى مشارك أو من مشارك إلى أُستاذ فلذلك كان رد الشيخ علي شديداً
وكان رد الأخ الفاضل البلادي حديث المجالس في المدينة المنورة النبوية ثم بعد ذلك قمت بكتابة رد على الشيخ الفقيهي والأخ الفاضل من عدة صفحات وأرسلته للجريدة لكن الجريدة
اعتذرت عن النشر لأنها أوقفت الرد ود
وكان هناك رد آخر لأحد الإخوة أيضاً على الشيخ الفقيهي لكن الجريدة اعتذرت عن النشر وعلى كل حال فكان ملخص رد ي أن الكتاب في صحته نظر إلى المؤلف لكن المناظرة صحيحة ومشهورة وكنت أول من ذكر المناظرة التي في الإبانة لابن بطة (القسم المخطوط)
وكان الشيخ الفقيهي لم يذكرهذه المناظرة في أول طبعة للكتاب فيما أظن (لأن العهد بعيد بهذه المسألة)
وقد استفاد الشيخ الفقيهي من ردي على الأخ البلادي وكنت قد ذكرت هذه المناظرة التي عند ابن بطة الحنبلي (المخطوط) وغيرها من المسائل وكان ردي من ثلاثين صفحة تقريباً!
ثم كتب الأخ البلادي رداً مطولاً على الشيخ الفقيهي مرة أُخرى في ستين صفحة تقريباً
وعمل مقارنة بين تحقيق الشيخ الفقيهي وتحقيق جميل صليبا وأمور أُخرى لاداعي لذكرها
والرد موجود عندي لمن أحب الإطلاع عليه!
وأما ردي على الشيخ الفقيهي فقد استعاره أحد الإخوة من تسع سنوات تقريبا ولم يرجعه إلى الآن والله المستعان!!
¥