ـ[القيصري]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الكريم داوود
شكرا للمعلومات التي ذكرتموها حول تا وتالك إذ قلتم
((والثاني: أن المشار إليه ليس مثنى، بل هو مفرد .. وهو مذكر ولهذا أميل إلى رواية (لذلك الغمر) والله أعلم))
فإن الأخ الحجة قد جانبه الصواب حين ذكر
((إن تالكم لغة في اسم الإشارة للمؤنث المفرد. وشاهدها قول القطامي:
تعلَّم أن بعد الغيّ رشدًا **** وأنّ لتالك الغمر انقشاعا
إلى الجوديِّ حتى عاد حِجرًا ... وحان لتالك الغمَرِ انحسارُ))
وأنا أقول
تالك لغة في اسم الإشارة للمؤنث المثنى (كما نوهتم) وليس كما ذكر الحجة للمؤنث المفرد. ولا علم لي بالميم.
وإليك التفاصيل
تا: اسْمٌ يُشارُ به إلى المُؤَنَّثِ، مِثْلُ: ذَا و تِهْ و ذِهْ،
وتانِ للتَّثْنِيَةِ،
وأُولاءِ للجمعِ،
وتصغيرُ تا: تَيَّا، وتَيَّاكَ وتَيَّالِكَ.
ويَدْخُلُ عليها ها، فيقال: هاتا،
فإِن خُوطِبَ بها، جاءَ الكافُ، فقيلَ: تِيكَ وتاكَ وتِلْكَ وتَلْكَ، بالكسر، وبالفتح رَدِيَّةٌ،
وللتَّثْنِيَةِ: تالِكَ وتانِكَ، وتُشَدَّدُ،
والجمعُ: أُولئِكَ وأولاكَ وأُولالِكَ.
وتَدْخُلُ الهاءُ على تِيكَ وتاكَ، فيقالُ: هاتِيكَ وهاتاكَ.
شكرا
القيصري
ـ[أبو قصي]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 05:23 م]ـ
أخانا الفاضل: نائل ـ جمعنا الله به في المسجد الأقصى ـ
لك مني كل الشكر. والعذرَ فلم أستبِن دلالة رسالتك إليّ!
أخوك:
الحجة
ـ[أبو قصي]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 05:24 م]ـ
أخانا اللبيب الندس: داود – متع الله به –
إني مسرورٌ بتعاليقك الحسنة، وسؤالاتك الدقيقة؛ فإن كل أُلئك يهذب الموضوع المطروح، ويستلّ منه خطأ الرأي، وضلال الفهم؛ أوليس قد علمنا أن العقولَ الكثيرةَ مجتمعةً خير وأهدى سبيلاً من عقل واحد؟!
سأعقب على ما تكرمتَ به في نِقاط:
1 - تعلم أخي أن المسياح (الإنترنت) ليس مرجعًا في العلم موثوقًا؛ فلولا اقتصرنا على الكتب المطبوعة المحققة.
2 - رواية (تالك) وردت في ديوان القطاميِّ نفسِه، وفي اللسان، والتاج ... . فتبيَّن من بعد صحة هذه الرواية، وبها يصحّ السماع.
3 - أن هذه أسماء مبنية، لم تجرِ على قياسٍ، فما سُمع منها أُثبتَ، وما لم يسمع لم يستنبط بقياس. وقد أشار إلى نحو ذلك ابن مالك في شرح التسهيل.
4 - يصح دخول هاء التنبيه على أسماء الإشارة مجردة؛ نحو: هاتي. ويصح دخول كاف الخطاب مجردةً؛ نحو: تيك. ويصح دخولهما معًا؛ نحو: هاتيك. ويصح دخول الكاف مع اللام؛ نحو: تيلك. ولا يصح دخول اللام مع الهاء؛ كما قال ابن مالك:
................. **** .......... ولدى البعد انطقا
بالكاف حرفًا دون لام أو معه ***** واللام إن قدمتَ (ها) ممتنعة
قلتُ: وعلة قياسية دخول هاء التنبيه، وكاف الخطاب، ولام البعد على أسماء الإشارة أنها جيء بها لعلة؛ وهي التنبيه أو الخطاب أو الإشارة إلى البعيد. وشرطُ صحة العلة ـ كما في أصول النحو، وفي المنطق ـ الطردُ والانعكاسُ؛ فيلزم من وجود العلة أن يوجد الحكم، ومن فِقدانها أن يُفقد الحكم. وعلة التنبيه ـ مثلاً ـ ممكنة الوجود في كل أسماء الإشارة؛ فيلزم من وجودها أن يوجد معها الحكم؛ وهو إدخال الهاء على اسم الإشارة. والله أعلم.
5 - أن (الغُمَر) جمع تكسير لـ (غمرة) والغمرة هي شدة الشيء ومُنهَمكه؛ فهي مؤنث، يشار إليها باسم الإشارة للمؤنث.
6 - ذكرتَ أخي داود أنك لم تسمع بـ (تاك) و (هاتاك). وأنا أقول: إنّ عدم سماعك لها ناشئ عن هجر كثيرٍ من الكتاب لكثير كثير من الألفاظ والتراكيب، وإعراضهم عنها؛ فتراهم قد حبسوا أنفسهم على ألفاظ مكرورة يتعاورونها بينهم، ويتلقاها الآخِر عن الأول، والأول عمن قبله؛ مع أن العربية واسعة جدًّا. وربما أخذ بعضهم بألفاظ غيرِ عربية؛ وفي العربية عنها مزحل ومضطرَب واسع. ولهذا تراني حريصًا كلَّ الحرصِ على بَعْثها من مرقدها حتى يعلم من لا يعلم ما في لغتنا من السعة والتجدد. ومن ثمرات عملي ذاءِ أن نبهت في موضوعي هذا على ألفاظ لا تستعمل في عصرنا هذا هي من لبّ العربية وصميمها كـ (كأيّن، وتالك) ومثل تنبيهي على بعض اللغات حتى لا تنسى وتندثر، بعد أن يطول العهد بيننا وبينها. وكثير منها ـ يا أسفا ـ من ألفاظ القرآن وتراكيبه؛ نحو: كأين، جنف، متجانف، أعقبهم نفاقًا، مسه ضر، أصابته مصيبة، بلغه الكبرُ، بلغَ الكبرَ، أصابه الكبر، مسه الكبر، رُدّ إلى أرذل العمر، يوم عسر، يوم عسير، يوم عصيب، يوم ثقيل، يوم نحس مستمر، يُحبر، حزَنه، ثُقف .. وألفاظ وتراكيب كثيرة كثيرة! فأين نحن منها؟!
ثم أولا تعلمُ أن في اسم الإشارة إلى المؤنث عشرةَ ألفاظ؟!
وختامًا: أيَّ شيء تقول في (داود)؛ أبواوين أم بواو، ولمه؟!
أخوك المحبّ:
الحجة
¥