ـ[أبو قصي]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 03:33 م]ـ
أخي العوضي
حالي كحالِك؛ فما أبيح لك أبيح لي؛ إذ العلةُ الموجبة للحكم واحدة؛ فإني لم أتكلم على سيبويه ولا ابن جني ولا ابن مالكٍ، ولا أمثالِهم؛ وإنما تكلمت على جهلاء ضلال مبطلين.
وأنا أخبرُك - حفظك الله - أن الناسَ أخيافٌ مختلِفونَ. ولا يقتضي الميلُ إلى الشدة في الحوارِ الحقدَ، ولا البغضاءَ، ولا الكبرَ؛ ولكنها مذاهبُ للناسِ؛ لكل امرئ منهم مذهب؛ على ألا يكونَ في ذلك ما يضع من قدر أحدٍ، أو يقعُ في عرضه.
أرجو أن تحتملوني على ما بي؛ فإني أجد نفسي إذا حاولت اللينَ في غيرِ موضعِه يستعصي علي البيانُ.
الشدة حياة، واللين موت!
الحجة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 03:39 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
أقدر لك غيرتك على اللغة، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصف الذين يخطئون في اللغة بأنهم ضلال مبطلون، هذا إذا كان الخطأ متفقا عليه، فما بالك ومعظم الأخطاء التي ذكرتها مما يمكن الاختلاف فيه، وبعضها مما جوزه كثير من اللغويين.
ونحن نحتملك يا أخي الكريم، وندعو لك بالتوفيق والسداد، ونتمنى أن تثري هذا الموضوع بما شاكله من الفوائد والتعليقات.
ويحسن بك يا أخي الحبيب أن تحتمل نصحنا لك أيضا كما تحب أن نحتمل منك النصح.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 04:33 م]ـ
أخي أبا مالك
ما حملني على ذلك واللهِ إلا الغيرةُ على العربيةِ؛ فإني ربما رأيتُ الرجلَ يفتري الكذبَ على العربيةِ، ويخطّئ فيها ويصوِّب بغيرِ علمٍ ولا سلطانٍ مبينٍ، فلا أزالُ مغيظًاَ الغيظَ كلَّه؛ فقد أضحت العربيةُ مضطربًا واسعًا للقولِ لكلِّ أحدٍ. ومما ساءني من ذلك ما فعلَ ابن عثيمينٍ - رحمه الله- في شرحه للألفيةِ حينَ عرضت له مسألة من النحوِ، فذكر قولَ البصريينَ والكوفيينَ، ثم رجح قولَ الكوفيينَ، بحجةِ أن النحو ليس شرعًا من اللهِ، وأن قولَ الكوفيينَ هو الأيسر!!!
كذلك فعلَ، وبذلك احتجَّ!
ولو كانت مسألةً من مسائل الفقهِ لما قال ذلك، ولذهب يحتج لها وسعَه بالأدلةِ المقبولةِ، مع أن العربيةَ من علومِ الشريعةِ!
فغفرَ الله للشيخ ابن عثيمينٍ.
كذلك يكادُ للعربيةِ، ولذلك أغارُ.
وتعلَّمْ أخي المبارَك أن صدري واسعٌ، وأني أقبلُ النصحَ كما أنصح لغيري.
شكر الله لك ...
الحجة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 04:45 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخنا الفاضل
وأذكر أني انتقدتُ صنيع ابن عثيمين هذا في ملتقى أهل الحديث، والشيح رحمه الله لم يكن من النحويين، وهو معذور في اجتهاده، وفرق شاسع بين من يكيد للعربية عمدا، ومن يخطئ في اجتهاده.
وهبني يا شيخنا الكريم من الكوفيين، وقد انتحلتُ مذهبهم، وهلم بنا نعيد مجالس المناظرات بين البصريين والكوفيين (ابتسامة)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 11:44 م]ـ
أما أنا فأقبل الجميع هنا على كل حال؛ لأني أفيد من علمهم وأصبر على ما قد يكون منهم من شدة وغلظة وعنف أحيانا، عارفا أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، داعيا الجميع إلى اللين والرفق. وأشكر للجميع هنا صبرهم وسعة صدورهم،بارك الله فيكم وحفظكم ورعاكم جميعا.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 03:12 م]ـ
أرى الشيخين-أبا مالك والحجة-كأنهما اتفقا على أن العنف في القول والشدة في المناقشة والغلظة في الخطاب بل الشتم والسب أحيانا، أمور سائغة في جدال الجهال المبطلين. وسؤالي:ألا يخالف هذا هدي الكتاب العزيز في قوله تعالى لموسى وهرون-على نبينا وعليهما الصلاة والسلام- في شأن فرعون:" ... فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" وقوله عز وجل:" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقوله جل شأنه:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" وقوله تبارك اسمه:" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم"؟ وهل من تجادلونهم أجهل وأضل وأبعد من فرعون واليهود والنصارى وكفار قريش؟ أفيدوني أفادكم الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 03:29 م]ـ
أحسن الله إليك أستاذنا الكريم الدكتور بشر
ما تفضلتَ به صحيح، بارك الله فيك، ومع ذلك فهو لا يتعارض مع قولنا
لأن المقام إذا كان مقام مناظرة مع المبطل، فإن القول اللين لازم؛ لعله يتذكر أو يخشى كما بين سبحانه وتعالى.
أما إن كان المقام مقام تحذير وبيان للضلالات والافتراءات، فلا بأس بالشدة أحيانا؛ لأن هذا ينفع العامة، فيعرفوا أن المسألة لا تحتمل الاجتهاد ولا الاختلاف في النظر؛ ولا يخفى عليكم أن العامة قد يرون اللين في النقاش فيحسبون أن المسألة واسعة.
فمثلا من كان في مقام التحذير من ضلالات الروافض وتكفيرهم لأبي بكر وعمر وشتمهم لعائشة أم المؤمنين ونحو ذلك، فلا يصلح أن يصور المسألة وكأن الخلاف فيها سائغ.
ومن كان في مقام التحذير من أباطيل الباطنية ومقالات الفلاسفة، فلا يحسن به أن يجعل الخلاف معهم مثل الخلاف الفقهي بين الأئمة الأربعة.
¥