تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن عُمر دخلها سلماً ولم يدخُلها حرباً دخلها ماذا؟ دخلها سلما ونزعها من النصارى بالسِلم لم ينزعها من اليهود بالحرب وأنت تتحدث عن اليهود وتتحدث عن الحرب هذي يجب استصحابُها ..

نعود للآيات:. هذا يدفُعنا إلى أُمور عدة قُلنا هذا قول.

قال آخرون: الإشكال كذلك في قول الله جل وعلا (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ) وعسى من الله واجبة يقول المُفسرون وهذا يدُل على أنهُم داخلون في الرحمة ومعلومٌُ أن اليهود بعد الإسلام لا يُسمّون يهوداً إذا امنوا سيُسمّون مُسلمين فلا يُمكن أن تصلهُم رحمة وهم كُفار الرحمة بمفهومها الخاص والله يقول (وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا) فقال بعضهُم: أنهم كُلما عادوا للإفساد عاد اللهُ جل وعلا لتذليل والتنكيل بهِم ويستشهدون بأنهُم في عصرنا هذا ظهر إفسادهُم فسلّط الله عليهِم هتلر هذهِ كُلها أقوال منثورة لكنها إذا طُبقت على الآية ومع السياق التاريخي ما يُمكن تتفق والذي يترجح عندي واحدة:

أن (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) ليس لها علاقة باليهود هذهِ الآية ليس لها علاقة بما قبلها مُنفكة لا تتحدث عن بني إسرائيل لأن عسى من الله واجبة والله قد علم أن اليهود لن تعود لدين الإسلام والتاريخ يشهد على هذا وسنُقاتلهُم حتى قُبيل قيام الساعة ولو عادوا لما سُمّو يهود فـ (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا) المُخاطب بها كُل من ءامن بالقرآن هذا الذي أفهمهُ من الآية هذي أكادُ أجزم بها وإن قُلت في بعض الدروس أن المُفسرين يقولون (وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا) أي كُلما عُدتم للإفساد عُدنا لتنكيل والعذاب واستشهدوا بقضية هتلر وقالوا فسدوا في أول الزمان فسلّط اللهُ عليهِم نبيهُ وأصحابه فأخرجوا بني النظير و بنو قينُقاع وبني قُريظة لكن قُلنا هذا لا يستقيم مع الآيات،، الآيات تتحدث عن مسجد لا تتحدث عن شيءٍ عام

هذا يدفُعنا للحديث في أُمورٍ كثيرة والذي يظهرُ - أتوقف أنا لا أستطيعُ أن أجزم- لكن يظهر أن كلا الإفسادين و العلوّين لم يقع ربُما -والعلمُ عند الله- وقد قال بهذا بعضُ المُؤرخين المُعاصرين أن ما يحصُل الآن هو العلوّ الأول لبني إسرائيل ثم فيما يبدو -والعلمُ عند الله- أنهُ يتمُ إخراجهم من المسجد الأقصى دون أن تذهب دولتهُم بالكُلية بمعنى إلى حدود قبل 67 ثم بعد ذلك فيما يظهر -ظاهر القرآن- أنهُم يستعينون بقوى العالم فتُعينهُم فيُخرجون المُسلمين من المسجد الأقصى ثم إنّ الله جل وعلا يُهيأ للأُمة آنذاك من يردُ كيد اليهود وهي الملحمة الأخيرة التي فيها الحديث ستُقاتلون اليهود وفيها نطقُ الحجر والشجر إلا الغرقد [واضح] هذا الذي يبدو -والعلمُ عند الله-.

دولةُ إسرائيل المُعاصرة سُميت بإسرائيل نسبةً يعقوب الذي من ذُريته وقد أُعلنت عام 1948م والذي أعلن من رُؤساء إسرائيل قيام الدولة بنقريون أول زعيم إسرائيلي وفي مطار هناك باسمهِ بعد 11 دقيقة من إعلان بنقريون قيام دولة إسرائيل أعلن تومان الرئيس الأمريكي آنذاك اعتراف الولايات المُتحدة الأمريكية بقيام دولة إسرائيل بعد كم؟ إحدى عشر دقيقة بالضبط على إعلان بنقريون قيام دولة إسرائيل مما يدُلُ على أن الأمر كان مُتفقاً عليهِ وهذا أمرٌ لا يحتاجُ إلى شرحاً ولا دليل.

حين ذاك لم يكُن المسجد الأقصى مدينة القُدس لم تكُن تحت حُكم دولة إسرائيل عام 48 كانت تل أبيب وما حولها ولم تدخُل ما يُسمّى الآن بالضفة الغربية وقطاع غزة في الحُكم الإسرائيلي.

ثم حدثت حرب خمسة حُزيران 67 م في تلك الحرب دخلت القُدس وبالتالي المسجد الأقصى في حُكم بني إسرائيل فيُصبح الإفساد المقصُود بهِ في الآية هو الحيلولة بين الناس وبين المسجد الأقصى.

(وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً).

هذا ما قاله الشيخ صالح المغامسي في برماج محاسن التأويل والبرنامج متوقف له سنة،، فالحلقة قبل أحداث غزة الأخيرة وقبل حلقة القطوف الدانية ..

*منقول للفائدة والإبضاح*

ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله في الإخوة جميعا وجزاهم كل خير .. وإنما أنصح نفسي وأحبتي من طلبة العلم بخصلتين يحبهما الله ورسوله، هما: الحلم والأناة. فمشكلة بعض الإخوة التسرع في إصدار الأحكام، دون تأن ولا ترو ولا جمع لأطراف الموضوع. وهو ما يخالف الأناة. والثانية: الشدة والغلظة في معاملة أهل العلم! وهو ما يخالف الحلم. ويا حبذا لو تكرم كل من كتب شيئا بإعادة قراءة ما كتب! ليرى ما موقع كلامه من الحلم والأناة؟

وفي الختام أقول إنني سعدت بما كتبه جميع الإخوة بمن فيهم حبيبنا أبو صالح المدني. لكني أقول، والحق إن شاء الله أقول: لقد أُعْجِبْتُ بالدقة العلمية التي كتب به الأستاذ رأفت المصري. فلله دره! وهذا لا ينقص عندي من قدر الأخ أبي صالح المدني، كلا وحاشا. وإنما أنصح نفسي وإياه بالتأني في إصدار الأحكام، وبالحلم في مخاطبة أهل العلم. فلقد أكثر من التعجيب منهم! والتسفيه لآرائهم؛ مما يشعر القارئ بما يشبه التحامل عليهم! غفر الله لنا جميعا! وألهمنا مراشدنا! وجعلنا وإياكم من الراشدين!

أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير