ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 Feb 2009, 10:32 م]ـ
أخي الكريم:
سدد الله خطاك وإياي ..
أنا لم أجزم بالصحة في حديث أبي مراية ولا الآثار المذكورة ..
ولكني ما جمعته إلا لأحيط علمك به في هذا الباب ..
وقد قلت بالنص كما هو مثبت أعلاه:
فجميع هذه الروايات قد يثبت أن لها أصلاٍ ..
فيمكن أن يكون النفخ في الصور على الأكثر من فعل ملكين اثنين إن صحت الأحاديث المذكورة فيه، والله أعلم
فالجزم بهذا افتئات على الله .. واقتحام الغيب مزلة مهلكة إن لم يثبت صحة الدليل بيقين .. اهـ
فكما ترى لم أجزم بهذا ..
أما عن سؤالك:
ولكن ما قولك في صاحب القرن هل هو إسرافيل كما هو مشهور في كتب التفاسير؟
فقد قلت في أول ما سطرته في مشاركتي:
والحديث الذي يثبت ان الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل رواه البيهقي في البعث والنشور وغيره .. ومداره على اسماعيل بن أبي رافع وهو ضعيف ..
قال ابن حجر في التقريب 442: ضعيف الحفظ، وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف واهٍ.
وجزاك الله خيرا ..
والله أعلى وأعلم ..
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Feb 2009, 03:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أما حديث أبي مرية فقد خرجه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة وهذا نصه:
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 920)
6896 - (النَّفَّاخَانِ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ: رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ وَرِجْلَاهُ بِالْمَغْرِبِ - أَوْ قَالَ: رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَغْرِبِ، وَرِجْلَاهُ بِالْمَشْرِقِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ يَنْفُخَانِ فِي الصُّورِ فَيَنْفُخَانِ).
منكر.
أخرجه أحمد (2/ 192) عن التيمي عن أسلم عن أبي مرية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ للشك الذي فيه، وتردد الراوي بين إرساله ووصله أولاً؛ ولأن (أبو مرية) مجهول الحال ثانياً - كما كنت حققته في حديث أخر له تقدم برقم (5005) -. والحديث أورده ابن كثير في "النهاية " (1/ 244 - 245) برواية أحمد هذه، وقال:" تفرد به أحمد. وأبو مرية هذا اسمه عبد الله بن عمرو العجلي، وليس بالمشهور، ولعل هذين الملكين أحدهما هو إسرافيل، وهو الذي ينفخ في الصور - كما سيأتي بيانه في (حديث الصور) بطوله -، والآخر هو الذي ينقر في الناقور ... ".
وأقول: في الحديث نكارة ظاهرة مخالفة في وصف الملك رأساً ورِجلاً، وأنهما ملكان، والمحفوظ في أحاديث الباب أن النافخ في الصور واحد، إلا في رواية لعطية العوفي منكرة؛ فإنها بلفظ: " إن صاحبي الصور ... ".
وأكثر الروايات عنه بالإفراد، وعليه أكثر الأحاديث - كما كنت بينت ذلك في " الصحيحة " برقم (1079) -.
ومما تقدم تعلم تساهل المنذري في قوله في " الترغيب " (4/ 191/ 6):
" رواه أحمد بإسناد جيد هكذا على الشك في إرساله واتصاله "!
إذ كيف تجتمع الجودة مع الشك المذكور؟! سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 922)
وغفل عن هذا الجهلة الثلاثة؛ فقالوا في تعليقهم على " الترغيب " (4/ 283):
" حسن "! ونحوه قول الهيثمي (10/ 330):
" رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية؛ فهو مرسل، ورجاله ثقات، وإن كان عن عبد الله بن عمرو؛ فهو متصل مسند، ورجاله ثقات "!
قلت: قد علمت جهالة (أبو مرية)، ولم يوثقه غير ابن حبان - كما بينت في المصدر المذكور آنفاً -. هذا إلى ما في متنه من النكارة - كما تقدم -.
والحديث عزاه السيوطي في " الدر المنثور " (5/ 338) للحاكم أيضاً، ولم أره في " مستدركه " بعد مزيد البحث عنه. والله أعلم.
(تنبيه): أبو فرية .. هكذا وقع في إسناد " المسند "، وكذا في المصادر التي عزته إليه؛ مثل: " نهاية " ابن كثير و " ترغيب " المنذري، و " مجمع " الهيثمي.
¥