تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

15 - ذكر التولية التي هي الانصراف بالجسد، أو الذهن، دليل على رؤية ما يوجبها في ذلك الكهف، وليس ذلك راجعا-بالضرورة- إلى صورة أجسادهم، بل قد يكون سببه الخوف من عدد كهذا في موقع كهذا، يقول ابن عاشور:"وليس المراد الرعب من ذواتهم، إذ ليس في ذواتهم ما يخالف خلق الناس، ولا الخوف من كونهم أمواتاً إذ لم يكن الرعب من الأموات من خلال العرب".

16 - ذكر الفرار بعد التولية لبيان نوعية التولية، لأنها قد تكون بالجسد، وقد تكون بالاهتمام والعناية مثل: عبس وتولى، فلما أريد أنها هنا بالجسد قيل (فرارا)، وهو من باب المفعول المطلق المبين للنوع، وقد أبرز صورة حركية لحجم الخوف الذي يلحق من يطلع عليهم.

17 - ذكر الجار والمجرور (منهم) وتقديمه على المفعول المطلق (فرارا) يدل على أنهم هم مصدر الإخافة، وذلك لأن (من) لابتداء الغاية.

18 - عطف فعل (ملئت) على (وليت) يدل على ما يراه المطلع لأول وهلة يوجب له الفرار، فإذا دقق في أمرهم ازداد الأمر، وامتلأ قلبه رعباً على غير المعهود، لأن أمرهم كله عجب، وقد جاء النظم الكريم على هذا النسق، مع أن المتبادر أن يكون الرعب أولاً، لأنه عمل القلب، ثم يكون الفرار بعده، لأنه عمل الجسد لما ذكرنا.

19 - ذكر مادة الامتلاء (ملئت) لتصوير حجم الخوف الذي يصيب المطلع عليهم.

20 - جاءت كلمة (رعبا) تمييزا لبيان الإبهام الناتج عن الفعل (ملئت)، حيث يعن في الذهن سؤال: ماذا ملئت؟ فقيل: رعباً.

21 - ذكر الرعب دون الخوف، لأنه أشد الخوف، والخوف قد يكون محمودا، وأما الرعب فهو حالة مذمومة، وقد ذكرت في القرآن في غير هذا الموضع أربع مرات معرّفة (الرعب) في أربع سور، وهي الحشر، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، وكلها كانت تخص الكافرين.

يتضح مما سبق عظم منة الله على هؤلاء الفتية، وكيف أنه رحمهم، وهيأ لهم ما يحميهم، استجابة لطلبهم: ?رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً?، ويمكننا إجمال صور الحفظ والرحمة والتهيئة فيما يأتي:

أ- إلهام الله لهم بأن يأووا إلى الكهف، لأنه أبعد عن الأنظار وأكثر هدوءاً.

ب- الضرب على الآذان حتى لا يسمعوا الأصوات.

ج- تزاور الشمس عنهم شروقا وقرضها لهم غروباً، بحيث تطهر كهفهم، ولا يزعجهم ضوؤها، وهذا يدل أن الضوء من منغصات النوم.

د- كونهم على هيئة اليقظان، يوجب لهم من الحماية ما لا يخفى.

ه- تقليبهم الدائم حتى لا تأكل الأرض أجسادهم، أو لتدل تلك الحركة على حياتهم، فيكون ذلك مصدر حماية لهم.

و- وجود ما يخيف من اطلع عليهم يجعلهم أكثر أماناً، وأبعد من أي اعتداء، يقول ابن كثير:" أنه تعالى ألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلا هابهم؛ لما ألبسوا من المهابة والذعر، لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس، حتى يبلغ الكتاب أجله، وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم، لما له في ذلك من الحجة والحكمة البالغة، والرحمة الواسعة".

ز- وجود الكلب – باًسطا يديه - على فوهة الكهف يعد مصدر حماية لهم.

ويتضح من كل ذلك كيف هيئت لهم أسباب الحفظ والبقاء من جميع النواحي: الخاصة بأجسادهم، أو بمن يقدم عليهم، أو بما يحيط بهم، أو بمكانهم، أو بمن يرافقهم.

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:41 ص]ـ

السلام عليكم

الأخ عبد الرحمن

لي سؤال حول الفائدة من الدعوة بصيغة المتكلمين في قولهم " .... لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً " إذ المبلغين والدعاه يخاطبون الناس بصيغة المخاطب؛فإن كانوا دعاة لقومهم لماذا تكلموا بصيغة المتكلم؟

ولو كانوا قد قاموا أمام الملك لماذا تركهم؛

الأخ على جاسم

قولك أما بالنسبة للشمس فهي نعم تجري بنص القرآن , فلما سألنا أهل العلم المتخصصين قالوا جريانها هو دورانها حول مركز المجرة (مجرة التبانة) وليس دورانها حول الأرض , فهي بالنسبة للمجموعة الشمسية ثابتة والكواكب من حولها دوارة بما فيها الأرض , هناك اختلاف في السرعة النسبية بين مكونات المجموعة الشمسية؛ونحن من الأرض نرى وجها واحدا من الشمس؛ولكن قد نكون أقرب لأحد قطبيها فى وقت ما من الآخر الذى نقترب منه في وقت لاحق من السنة؛فعلى التدقيق لا يقال أن الشمس ثابتة بالنسبة للمجموعة الشمسية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير