ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jul 2010, 08:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخي الفاضل د. عبد الرحمن على هذه الإضافة القيمة وأتمنى أن نتدبر الأمر أكثر فربما هدانا الله إلى شيء فيه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2010, 11:04 ص]ـ
صحيح أن الأنبياء مرتبطون ببيئتهم، لكن تكرار ذكر الشيء الواحد في حياتهم مما يدعو إلى التأمل والنظر.
استطراد:
إن من ينظر في حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة (أي: قبل التكليف) وحرصه على التحنث في الجبال دون السهول والوديان = فإن هذا النظر يدعوه إلى أن القضية بحاجة إلى بحث علاقة التعبد بالجبال دون غيرها.
وإن قال قائل: إن حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ليس مما يُهتدى به إلا بما وافق ما شرعه الله له.
فإن الجواب: نعم، هو كما قلت، وإن الأمر الذي كان يطلبه النبي صلى الله عليه وسلم من الخلوة هناك؛ نراه استبدله بالاعتكاف في المسجد، فما عُهِد عنه صلى الله عليه وسلم أنه تحنَّث في جبل بعد النبوة، مع ما ثبت من محبته صلى الله عليه وسلم لجبل أحد مثلاً.
وهذا فيه تنبيه لمن يعظم أمر التحنث في الجبال، أو يدعيه من الشرع، وهو ليس كذلك.
لكن الذي أريد التنبيه عليه أن المسألة فيها مجال للبحث التاريخي، وإن لم يكن لها أثر عقدي.
وأما علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بجبل أحد بالذات، فإنها مما يحتاج إلى بحث خاصٍّ، فإن فيها من الإشارة اللطيفة إلى تجاوب أجزاء هذه الأرض الهامدة مع أولياء الله الصالحين، وإننا لنحب جبل أحد؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يحبه، ولأنه يحب نبينا صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائد هذا الحديث الوارد في محبة جبل أحد إثبات الإحساس للجمادات، وإن كان الإحساس نسبيًا لا يدركه كثير من الناس، إلا أن الحديث يشير صراحة إلى هذا، وهذا يدخل في معنى قوله تعالى (ولكن لا تفقهون تسبيحهم).
والله الموفق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:00 م]ـ
روى البخاري عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِى اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)).
قال في الفتح: وقال السهيلى: كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والاسم الحسن ولا اسم أحسن من اسم مشتق من الأحدية. قال ومع كونه مشتقا من الأحدية فحركات حروفه الرفع، وذلك يشعر بارتفاع دين الأحد وعلوه، فتعلق الحب من النبى صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى فخص من بين الجبال بذلك والله أعلم. أ هـ.
وهناك أمر آخر يخص الجبال في القرآن وأنها خصت بالذكر مع أنها جزء من الأرض، وذلك:
عرض الأمانة في قوله تعالى:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) سورة الأحزاب (72)
السجود في قوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) سورة الحج (18)
أما هل الجماد له حس " مشاعر"؟ فمخاطبة للرسول صلى الله عليه وسلم لأحد، وحنين الجذع، وسلام الحجر عليه صلى الله عليه وسلم بمكة تدل على ذلك، وربما دلنا على ذلك قول الله تعالى:
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) الدخان (29)
قال بن كثير رحمه الله:
"وقوله: (فما بكت عليهم السماء والأرض ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) أي: لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها فقدتهم ; فلهذا استحقوا ألا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم، وعتوهم وعنادهم.
¥