قال الحافظ أبو يعلى الموصلي ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=12201) في مسنده: حدثنا أحمد بن إسحاق البصري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثني يزيد الرقاشي، حدثني أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من عبد إلا وله في السماء بابان: باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل منه عمله وكلامه، فإذا مات فقداه وبكيا عليه " وتلا هذه الآية: (فما بكت عليهم السماء والأرض ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) وذكر أنهم لم يكونوا عملوا على الأرض عملا صالحا يبكي عليهم. ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب، ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم.
ورواه ابن أبي حاتم من حديث موسى بن عبيدة وهو الربذي.
وقال ابن جرير: حدثني يحيى بن طلحة، حدثني عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16230)، عن شريح بن عبيد الحضرمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا. ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض ". ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فما بكت عليهم السماء والأرض ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) ثم قال: " إنهما لا يبكيان على الكافر ".
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو أحمد - يعني الزبيري ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=11798)- حدثنا العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=15342)، عن عباد بن عبد الله قال: سأل رجل عليا رضي الله عنه: هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال له: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إنه ليس [من] عبد إلا له مصلى في الأرض، ومصعد عمله من السماء. وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض، ولا عمل يصعد في السماء، ثم قرأ علي، رضي الله عنه (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ( http://www.tafsir.net/vb/#docu))
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا طلق بن غنام، عن زائدة، عن منصور، عن منهال، عن سعيد بن جبير قال: أتى ابن عباس رجل فقال: يا أبا عباس أرأيت قول الله: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال: نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه بكى عليه، وإذا فقد مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه، وإن قوم فرعون لم تكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير، فلم تبك عليهم السماء والأرض.
وروى العوفي، عن ابن عباس، نحو هذا.
وقال سفيان الثوري ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16004)، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس [رضي الله عنهما] قال: كان يقال: تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحا. وكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=15992)، وغير واحد.
وقال مجاهد أيضا: ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا، قال: فقلت له: أتبكي الأرض؟ فقال: أتعجب؟ وما للأرض لا تبكي على عبد، كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوي كدوي النحل؟
وقال قتادة: كانوا أهون على الله من أن تبكي عليهم السماء والأرض. "
وعليكم تخريج الأحاديث.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jul 2010, 10:53 م]ـ
صحيح أن الأنبياء مرتبطون ببيئتهم، لكن تكرار ذكر الشيء الواحد في حياتهم مما يدعو إلى التأمل والنظر.
استطراد:
إن من ينظر في حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة (أي: قبل التكليف) وحرصه على التحنث في الجبال دون السهول والوديان = فإن هذا النظر يدعوه إلى أن القضية بحاجة إلى بحث علاقة التعبد بالجبال دون غيرها.
وإن قال قائل: إن حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ليس مما يُهتدى به إلا بما وافق ما شرعه الله له.
¥