تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Mar 2009, 07:23 م]ـ

مرحبا بكم يا أخانا الفاضل أشرف وأهلا وسهلا بك بين إخوانك في الملتقى، وهذه مشاركتك الأولى يعقبها مشاركات كلها نفع وعلم

[ QUOTE= أشرف الملاحمي;74135] بسم الله الرحمن الرحيم

، (أنظر الى قوة تصور الخليل ان هجم به الظن على اليقين) وذلك في قصة ابراهيم الخليل عندما بحث عن الحقيقة وارد التخلص من آثارالشك باليقين فقال ( ... ربي أرني كيف تحيي الموتى ... )

الحقيقة أنك تفضلت بما ينزّل الآيات وتفسيرها على الواقع وقد وفقت باستشهادك بحسي الأمثلة من خلال الشيخ الإمام محمد متولى الشعراوي.

ولكن ثمت مدارسة علمية تخص موضوع الظن أو الشك عند خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، والشك عندما يصدر من مؤمن عادي ويكون في حق الله تعالى وقدرته يكفر به فما بالنا عندما يثبته البعض في حق الأنبياء ومنهم الخليل عليه السلام

والمقام مقام العلماء وأهل التفسير الذين سبقونا بالعلم والإيمان أقتبس من نورهم لتجلية هذه القضية التي وضعتها في أعلى المشاركة مقتبسة من كلامك ـ يرحمني الله وإياك ـ

يقول العلماء ومنهم القرطبي الذي ناقش فيها الطبري واستعان في مناقشته بقول ابن عطيه وجمل كل ذلك وكمله بما صدر من بنيات فكره.

"اختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا؟

فقال الجمهور: لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به ولهذا قال عليه السلام ليس الخبر كالمعاينة رواه بن عباس لم يروه غيره قاله أبو عمر

قال الاخفش: لم يرد رؤية القلب وإنما أراد رؤية العين.

وقال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير والربيع: سأل ليزداد يقينا إلى يقينه.

قال ابن عطية: وترجم الطبري في تفسيره فقال: وقال آخرون سأل ذلك ربه، لانه شك في قدرة الله تعالى.

وأدخل تحت الترجمة عن ابن عباس قال: ما في القرآن آية أرجى عندي منها.

وذكر عن عطاء بن أبى رباح أنه قال: دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال: رب أرنى كيف تحيى الموتى.

وذكر حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) الحديث، ثم رجح الطبري هذا القول.

قلت: حديث أبى هريرة خرجه البخاري ومسلم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال ر ب أرنى كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ويرحم الله لوطا لقد كان يأوى إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن

ما لبث يوسف لاجبت الداعي).

قال ابن عطية: وما ترجم به الطبري عندي مردود، وما أدخل تحت الترجمة متأول، فأما قول ابن عباس: (هي أرجى آية) فمن حيث فيها الادلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا وليست مظنة ذلك.

ويجوز أن يقول: هي أرجى آية لقوله " أو لم تؤمن " أي إن الإيمان كاف لا يحتاج معه إلى تنقير وبحث.

وأما قول عطاء: " دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس " فمعناه من حيث المعاينة على ما تقدم.

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) فمعناه أنه لو كان شاكا لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك فإبراهيم عليه السلام أحرى ألا يشك.

فالحديث مبنى على نفى الشك عن إبراهيم.

والذى روى فيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (ذلك محض الإيمان) إنما هو في الخواطر التى لا تثبت، وأما الشك فهو توقف بين أمرين لامزية لاحدهما على الآخر، وذلك هو المنفى عن الخليل عليه السلام.

وإحياء الموتى إنما يثبت بالسمع وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به، يدلك على ذلك قوله: " ربى الذى يحيى ويميت "

فالشك يبعد على من تثبت قدمه في الإيمان فقط فكيف بمرتبة النبوة والخلة، والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا.

يقول القرطبي: وإذا تأملت سؤاله عليه السلام وسائر ألفاظ الآية لم تعط شكا، وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو سؤال عن حالة شئ موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول، نحو قولك: كيف علم زيد؟ وكيف نسج الثوب؟ ونحو هذا.

ومتى قلت: كيف ثوبك؟ وكيف زيد؟ فإنما السؤال عن حال من أحواله.

وقد تكون " كيف " خبرا عن شئ شأنه أن يستفهم عنه بكيف، نحو قولك: كيف شئت فكن، ونحو قول البخاري: كيف كان بدء الوحى.

و " كيف " في هذه الآية إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء، والإحياء متقرر، ولكن لما وجدنا بعض المنكرين لوجود شئ قد يعبرون عن إنكاره بالاستفهام عن حالة لذلك الشئ يعلم أنها لا تصح، فيلزم من ذلك أن الشئ في نفسه لا يصح،

قلت: هذا ما ذكره ابن عطية وهو بالغ، ولايجوز على الانبياء صلوات الله عليهم مثل هذا الشك فإنه كفر، والانبياء متفقون على الايمان بالبعث.

وقد أخبر الله تعالى أن أنبياءه وأولياءه ليس للشيطان عليهم سبيل فقال: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " وقال اللعين: إلا عبادك منهم المخلصين، وإذا لم يكن له عليهم سلطنة فكيف يشككهم، وإنما سأل أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها وإيصال الاعصاب والجلود بعد تمزيقها، فأراد أن يترقى من علم اليقين إلى علم اليقين، فقوله: " أرنى كيف " طلب مشاهدة الكيفية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير