تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:50 م]ـ

ثالثا: تسمية السورة باسمها هل يدل على نبوتها؟

فإن سور القرآن التي سميت بأسماء الأعلام لم تسم بغير اسم نبي، كيونس وهود ويوسف وإبراهيم ومحمد ونوح عليهم السلام.

ووقع الخلاف في لقمان ومريم عليهما السلام.

أما لقمان فإن المشهور بين العلماء أنه كان عبدا نوبيا وأنه اختار الحكمة على النبوة، وقالوا: لم يكن نبيا لأنه كان عبدا.

والذي يظهر لي – والعلم عند الله – أن لقمان كان عبدا نبيا.

لا أقصد بالعبودية ملك اليمين، بل كان حبشيا أسود اللون، وسواد اللون لا يمنع من النبوة ألم يقل الله عز وجل وإن من أمة إلا خلا فيها نذير، والحبشان أمة من الأمم، فلا بد أن يكون منهم نبي يتكلم بلسانهم ويعرفون أصله فيهم.

ثم الحكمة التي أوتيها ما هي إلا النبوة والله أعلم، فإن الحكمة في القرآن هي النبوة كما قال تعالى وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة، وقال: ويعلمكم الكتاب والحكمة، وقال: رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وقال: واذكرن ما يتلى في بيوتكن الآية

فكذلك قوله: ولقد آتينا لقمان الحكمة .. الآية.

فالذي تحصل أن كل الأعلام الذين سميت بأسمائهم سور القرآن هم أنبياء، فهل كذلك مريم عليها السلام؟

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:53 م]ـ

رابعا: هل في وصفها بالصديقية دلالة على أنها ليست نبية.

وذلك في قوله تعالى: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة.

فإن القرآن الحكيم غاير بين وصف المسيح وأمه، أما المسيح فوصفه بأنه رسول قد خلت من قبله الرسل، فهو ليس بدعا من الرسل.

وأما أمه فهي صديقة، ولأنها صديقة والصديقيون كثر لم يحتج لأن يستدل بوجود الصديقين في الأمم السابقة واللاحقة.

فلما غاير بين وصف المسيح وأمه دل على أنها لم تكن نبية بل صديقة.

وأجاب من قال بنبوتها عن وصفها بالصديقية بأنه لا تناقض، فالنبي صديق، كما قال سبحانه: يوسف أيها الصديق .. الآية.

وفيه نظر – في نظري – من جهتين:

الأولى: أن الذي وصف يوسف بالصديقية هو رسول الملك، فقد يكون الرسول لم يكن يؤمن بنبوة يوسف، بل هو على دين الملك، ولما ظهر له صلاح يوسف وصفه بالصديقية لأنها مرتبة دون النبوة.

الثانية: ولو وصف يوسف بالصديقية فإن القرآن دل في آيات أخرى على نبوته، فهو صديق نبي، كما قال سبحانه (إنه كان صديقا نبيا)، وهذا لم يات في مريم بل اقتصر في وصفها على الصديقية.

فهذه الآية من أقوى الآيات الدالة على أن مريم ليست نبية، ألا تجدونها كذلك؟.

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:57 م]ـ

خامسا: هل في تنزل الملائكة عليها ومخاطبتهم إياها دليل على نبوتها؟

ذلك لأن عند المتكلمين كل من نزلت عليه الملائكة وبلغته أوامر الله فهو نبي.

وقد حصل مثل هذا لمريم لما أخبرتها الملائكة أن الله اصطفاها، ولما جاءها جبريل الأمين بصور بشر سوي فنفخ في جيبها.

ومن نقض هذا الدليل بأن الله أوحى إلى أم موسى وهي ليست نبية، كما قال تعالى (وأوحينا إلى أم موسى) الآية فقد نُقض نقضه هذا بأن قيل إن الوحي إلى أم موسى لم يكن بتنزل ملك، بل هو من قبيل الإلهام، بخلاف الوحي الذي نزل على مريم فإنه كان بتنزل ملائكة بلغتها رسالة من الله بنص القرآن.

فهذا أقوى دليل على إثبات نبوة مريم عليها السلام.

وأقوى ما يمكن أن يقال في ذلك: إن الملائكة نزلت في أحوال أخرى وبلغت عن الله، ولم يقل أحد أن الذين نزلت عليهم أنبياء.

فقد جاء الملك إلى ثلاثة نفر أبرص وأقرع وأعمى حيث بلغ الملك في آخره إلى الأعمى، وقال: انما ابتليم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك، الحديث.

وأصرح منه بنزول الملائكة رسلا من الله على بشر ليسوا بأنبياء حديث مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ' أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله - عز وجل - قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه '.

لاحظ قوله: رسول الله اليك ...

وفي دلائل النبوة للمستغفري قصة الأوزاعي مع ملك من الملائكة وقال له خيرا، والله تعالى أعلم.

وللبحث بقية .. بانتظار تأملاتكم في الآيات الواردة في شأن مريم عليها السلام.

ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:07 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الفاضل ..

ذكر العلامة العثيمين رحمه الله فائدة عند قوله تعالى في سورة يوسف (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) وهي أن هذه الآية دليل على أن النبوة كانت تختص بالرجال دون النساء .. وأن مريم لم تكن نبية وإنما كانت صديقة كما قال تعالى (وأمه صديقة) ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير