ج. معظم سنن الخلق يلخصها العلماء اليوم في صيغة قوانين رياضية. وعليه يمكن أن يتكشف لنا بعض ما خفي من أسرار الكون فيكون ذلك من قبيل الإعجاز العلمي. وبما أن الذي خلق هو الذي أنزل فإذا وجدنا الإنسجام بين ما خلق وما أنزل يكون ذلك دليلاً إضافياً فيزداد الذين آمنوا إيماناً. وهنا أذكر بقوله تعالى:" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحق".
د. الإحصاء هو القاعدة التي لا بد منها لانطلاق البحوث في هذه المسألة. والمشكلة اليوم أن أكثر البحوث متكلفة ولا ترتقي إلى المستوى المرجو.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Mar 2009, 07:40 م]ـ
بارك الله في الجميع.
أما قبل:
فيعجبني هذا النمط من النقاشات الذي توجّه فيه العبارات وتختار الكلمات بعناية لائقة بنقاش علمي في ملتقى خاص بالقرآن الكريم.
ومسيرة النقاش بمثل هذه الوتيرة المتزنة تكسب النقاش أمرين مهمين:
الأول: اجتذاب أصحاب العقول الرشيدة من الفضلاء والعلماء.
الثاني: الوصول إلى نتائج واضحة ومعلومات ثمينة يفيد منها كل من شارك في النقاش أو اطلع عليه.
والعكس بالعكس يذكر: حيث إن غياب مثل هذا النَفَس العلمي يفقد النقاش أي فائدة ولو كانت صحيحة، كما يجلب أصحاب الألسن المتطاولة والآراء القاصرة في الوقت الذي ينفِّر الفضلاء وكل حصيف.
وأعجبني من الأستاذ الفاضل عبد الله جلغوم قوله: إن عنوان المشاركة جاء كردة فعل من المتطاولين عليه بالعبارات المتنقصة.
فهو بهذا يعلن أنه لم يتقصد الإساءة لأحد أو الاستثارة السلبية، وهذا من كريم خلقه اللائق بأهل العلم.
والغضب يعتري بني آدم أجمعين، ولكن الاعتذار عن الخطأ من شيم النبلاء.
وعليه أقترح تغيير عنوان المقال إلى عبارة ألطف حتى يبقى للموضوع رونقه العلمي اللائق والبعيد عن ردود الأفعال.
أما بعد:
فإنه يجب التفريق بين القول بتوقيفية ترتيب سور القرآن والكلام في الإعجاز العددي.
فالعلماء الذين يرجحون القول بوقيفية ترتيب سور القرآن -ومنهم الدكتور مساعد- أقاموا كلامهم على أدلة علمية منضبطة بالمنهج العلمي المرعي عند علماء الفن، وليس لكلامهم علاقة بالإعجاز العددي ثبوتا أونفيا.
ولذا ينبغي وضع الأمور في نصابها الصحيح وعدم الخلط بين المفاهيم والأقوال أو إلزام قول ما لا يلزم.
وأقترح بشدة على جميع الإخوة أن يبقى الموضوع المطروح هو مدار النقاش، وألا نجري وراء مشاركة من المشاركات بقصد الرد والتعليق عليها حتى تتوالى الردود على الردود فيتحول الموضوع إلى موضوع آخر!
وكم من الموضوعات نجد أنه يتم الاستفاضة فيها ومناقشتها تحت موضوعات أخرى، فتفقد قيمتها العلمية بسبب عدم تمكن الباحث من الوصول إليها لأنها جاءت في غير محلها وبغير عنوانها.
وللأستاذ عبد الله جلغوم سلسلة من المشاركات الجيدة بعنوان: (روائع الترتيب في القرآن الكريم) ليتها جاءت بهذا العنوان في موضوع مستقل ليفيد منها الجميع لكنها جاءت تحت موضوع آخر ومن أرادها فعليه البحث والتنقيب!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Mar 2009, 07:54 م]ـ
الأخ أبا عمرو
أشكر لكم مداخلتكم، وياحبذا لو اطلعتم على كتب عدِّ الآي، فعدد آي بعض سور القرآن مختلف فيه،ومنه سورة البقرة التي بنيتم على كون عددها (286 آية).
ففي العد المكي والمدني والشامي (285) وفي الكوفي (286) وفي البصري (287)، وقد اختلفوا في أحد عشر موضعًا من هذه السورة.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[27 Mar 2009, 08:36 م]ـ
هذا الذي يعكر علي ما يسمى بالإعجاز العددي - أقصد الخلاف الواقع في عد الأي و كذا في توقيفية ترتيب السور و الرسم العثماني - و لا أدري كيف يصر بعض الفضلاء و الباحثين المشتغلين بالإعجاز العددي في إثبات هذا اللون من الإعجاز مع أنهم كلهم مقرين بوجود هذا الخلاف و إذا علمنا أن مقصد إبراز وجوه الإعجاز هو إلزام الكافر و الجاحد بأن هذا القرآن من عند الله و أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثله فإن أول ما يحاج به الجاحد المؤمن أن الخلاف واقع في الركائز التي يعتمد عليها هذا اللون من الإعجاز ... فكيف سيكون جواب المشتغلين بالإعجاز العددي عن مثل هذا التسائل؟ أتوقع أن جوابهم لا يخرج من أمرين: إما التسليم لهذا المنطق و بالتالي نقد الإعجاز العددي من أساسه و إما إنكار حقيقة علمية مبثوثة في الكتب يرثها جيلا من بعد جيل ..... و لعله يوجد - لدي المشتغلين بالإعجاز العددي - جواب ثالث نخرج به من هذا المأزق فلا يبخلو علينا به ... و الرجاء الكلام بعلم أو السكوت بحلم ....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Mar 2009, 09:10 م]ـ
أتطفل على أخي أبا عمر وأقول إن ما أورده الشيخ مساعد يجيب عنه مثبتوا الإعجاز العددي بأنه لا إشكال فيه، لأن ما ذكروه قائم على عد معتمد عند علماء العد، وهو العد الكوفي، وثبوت الإعجاز العددي بناء على هذا العد لا يعني أنه لا يمكن إثبات أوجه إعجازية أخرى اعتمادا على أنواع العد الأخرى.
وهذا الجواب يجيبون به أيضا على الخلاف في القراءات القرآنية وفي أوجه الرسم وهو أن إثبات وجه إعجازي على قراءة معينة لا يعني حصر الإعجاز به، فما المانع من تعدد الإعجاز بتعدد القراءة؟
وما المانع من تعدد الإعجاز بتعدد أنواع العد؟ ... وهكذا.
ولكن الكلام السابق ما زال نظريا، فالواقع أنه لم يتم حتى الآن بحث أي إعجاز عددي اعتمادا على غير رواية حفص وعلى غير العد الكوفي، فالسؤال:
لماذا لم يقم هذا البحث حتى الآن مع توافر أسبابه؟
(هذه المشاركة قصدت بها اختصار المسافة بعدم تكرار كلام سابق حتى لا يبتعد النقاش كثيرا ويضيع في مسارب متعددة)
¥