غنى القصيدُ وفاضت الأحداقُ
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[02 Oct 2008, 10:54 ص]ـ
كلما قرأت خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم على الأنصار،
عند توزيع الغنائم في غزوة حنين، وصدقهم في الافصاح عن مشاعرهم،وبكائهم ورضاهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حظا وقسما تأثرت،مع سابقتهم في نصرة الدين،وبذلهم أرواحهم ومهجهم في منعة النبي صلى الله عليه وسلم فجادت القريحة بهذه الأبيات التي أحتسب أن تكون من النصرة لهم:
غنى القصيدُ وفاضت الأحداقُ=وتسابقت صوب الوفاء رفاقُ
وجحافل التوحيدِ ترمق ماضياً=هل يرجع الماضي الجميلَ براقُ
الفخرُ للأنصارِ أوسُ وخزرجٌ =الكلُ في يوم الوغى عملاقُ
في يوم بدر كالليوثِ تتابعوا=مارابهم جزعٌ ولا إخفاقُ
وليوم أُحْد والسيوفُ صواعقٌ=والغلُّ قد قذفت به الأعماقُ
منهم غسيلٌ للملائكِ فارسٌ=لم يلههِ يوم النِّزالِ عناقُ
والآخذُ الصمصامِ باعظم حقِّهِ=وقد ارتخت أيدٍ له أعراقُ
بعصابةٍ حمراءَ ذاتِ ذؤابةٍ=إن أخرجت خرت لها الأعناقُ
وابن الحِمام يُبينُ تمراً عاجلاً=فالجنة العظمى إليه تساقُ
ولعاصمٍ في الناس ذكرٌ عابقٌ=فقد احتمتهُ الدبْرُ والميثاقُ
والعرشُ هزّ لموت سعدٍ سعدِهم=والفضل قد دوّت به الأفاقُ
منديله في الوزن أعظم كِفَّّة=لاتعتريه هوادةٌ وملاقُ
حسانهم في الشعر سيف صارم=فالسيف واللسِن الفصيحُ رفاقُ
في حبهِم للدين أعظمُ آيةٍ=في بغضهم إجحافةٌ ونفاقُ
ميعادهم حوض النَّبي بوعدهِ=وعدٍ كريمٍ ليس فيه شقاقُ