الصحابة تحققوا .... و التابعون حقّقوا؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 Nov 2008, 07:31 ص]ـ
الصحابة تحققوا .... و التابعون حقّقوا؟!!
قبل البدء .. لا بد من التقرير بأني لا أقصد أن التابعين رضي الله عنهم لم يتحققوا!! و إنما القصد التركيز أكثر على ما يتباينون به عن الصحابة , كما سيأتي بيانه؟
نعم ... فقد حدث ذلك في أنواع عديدة من الأمور:
الأوّل: اللغوي:
فقد كان تحقق الصحابة رضي الله عنهم فطريّاً سليقيا ... بل كان ما يقولونه هو اللغة نفسها!؟
أمّا التابعون فلكي يصلوا إلى مشارف دقائق الأذواق اللغوية و يتعرّفوا كنه ما يقرؤون على الوجه الأتمّ فقد اضطروا إلى وضع علم النحو بمصطلحاته الدقيقة و مفاهيمه التي لو سمعها أعرابي من زمن الصحابة رضي الله عنهم ... فربما حسبهم أعاجم أو متفلسفة!
فكان النحو تعبيراً عن حال لسان القوم؟!
الثاني: الأصولي:
و هو يتفرع عن الأول و يتعلق به بشكل وثيق ...
فالصحابة كانوا إذا سمعوا قوله تعالى: " حرمت عليكم أمهاتكم ...... و ربائبكم اللاتي في حجوركم .. " لم يكن ذهنهم ينساق إلى معنى القيد و حسب من كلمة اللاتي ... بل كان يتسع كذلك لمعانٍ غدت غريبة عنا اليوم مثل معنى العهد!؟ إلى درجة أن أحد الباحثين في علم الحديث يتهم غيره قائلاً ما معناه " و العجب من إخواننا علماء نجد مع حرصهم على اتباع الدليل (كذا) قد تبعوا مذهبهم و خالفوا النص (كذا)؟!! مولّداً بهذه الطريقة تربية فكرية قلبية ذات أثر مدمّر كلّي أي في مستويات عديدة؟!!
و من ذلك فهم الصحابة لمعنى الكفر معنى يتسع لأنواعه كلها .. ؟! و إلا لما راحوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم: يكفرن بالله؟؟؟ بعدما أخبرهم عن كفر النساء!
الثالث: القواعد الكلية:؟
و هي التي لا زالت مبعثرة في كتب الأصول و القواعد الفقهية .... و أهمها مقاصد الشريعة ... فالصحابة رضي الله عنهم اكتسبوها بطريقة سليقية فطرية راسخة – و الأمثلة عليها غريبة على ذي النظر السطحي و متوافرة في مظانها – من أثر العيش زمنَ التنزيل!!؟
الرابع: التصوّف السني:
(كما حققه الإمام ابن تيمية رحمه الله)
فالحقائق الإيمانية الإحسانية التي ذكرها و فصّلها مثلا الإمام ابن القيم بأذواقها و دقائقها في كتابه البديع مدارج السالكين لم تكن إلا محاولة بناها على محاولات أئمة التابعين الذين تخصصوا في هذا الجانب من الشريعة ... لاستشراف حال إيمان القوم و التعبير عنها ....
فكما كان النحو بفلسفته و دقائقه و تحليلاته تعبيرا عن لسان القوم .... فكذلك كان التصوّف تعبيرا عن حال إحسان القوم و إيمانهم؟!!
و قد يعنّ لي غير هذه المستويات من التحقيق الذي يقابل التحقق؟؟!! فمن ظهر له شيء من ذلك فليكن نعم الناصح ... و أنا له من الشاكرين الداعين.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[30 Nov 2008, 01:28 م]ـ
جزاك الله خير أخي على هذا الموضوع وسدد الله أمرك ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 Dec 2008, 02:50 ص]ـ
و ياكم أخي العزيز ... بارك الله فيكم .... تأخرت عليكم!
و قد عنّ لي منذ أيام طبقة جديدة في هذا المعنى و هو إن لم يكن يوافق العنوان بدقة لكنه في المفهوم " الصحابة كذا ... و غيرهم هكذا على التعميم كذا " مناسب له ...
و أضعه الآن ثم أكتب فيه ما يتيسر ... و في هذه الأثناء أنتظر قرائحكم السيّالة:
الخامس: قواعد المنطق
فالصحابة رضي الله عنهم أعملوا من حيث لا يشعرون قواعد المنطق الفطري من جهة ...
ثم إنهم كانوا لضعف تشابك الأمور و تعقدها مستغنين عن كثير من آلات فض الاشتباك التي طرأت بعد ذلك فاستدعت البحث فيها بما يناسب الحال!