تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[((قنوت النوازل))]

ـ[إمداد]ــــــــ[07 Jan 2009, 11:18 م]ـ

((قنوت النوازل))


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد.

فقد أصيبت الأمة الإسلامية بجراحات غائرة، في مشارق الأرض ومغاربها، فكان الواجب الشرعي هو: نصرة إخواننا المسلمين على عدوهم الكافر، و رفع الظلم عنهم، وإغاثتهم، وتعليمهم ما يجب عليهم في دينهم، والدعاء لهم؛ ومما يشرع من الدعاء:

((قنوت النوازل)) فهذه من السنن التي ينبغي إحياؤها في مثل هذه الأيام.

وفي إحياء هذه السنة عدد من الفوائد:
ففيها إحياء لعقيدة الولاء والبراء، فالمسلم يدعو عند النازلة لأخيه ويدعو على عدوه، وفي قنوت النازلة تقوية للمجاهدين والضعفاء، وفيها تحقيق لمعاني الأخوة الإيمانية.
عباد الله:شرع النبي صلى الله عليه وسلم قنوت النوازل؛ ففي الصحيحين أَنَّ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، قال أنس: كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، ويَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ، يبيعون الحطب وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ، حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فحزن حزناً
قال أنس: ما رأيته حزن أشدَّ منه، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ يلعنهم، قَالَ أَنَسٌ: فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ: بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دعا عليهم في الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء إذا قال: سمع الله لمن حمده، في الركعة الأخيرة.
ومن أدلة مشروعيته
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين، قال: لما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة قال: «اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعَيَّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين بمكة، اللهم اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنينَ كسني يوسف».
وهذا بعد صلح الحديبية.

ولهما عنه رضي الله عنه أنه قال: " لأقَرِّبَنَّ بكم صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ". فكان أبو هريرة يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح، ويدعو للمؤمنين، ويلعن الكفار.
وهذه بعض أقوال العلماء في قنوت النوازل

قال النووي رحمه الله: " والصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور إن نزلت بالمسلمين نازلة، كخوف أو قحط أو وباء أو جراد ونحو ذلك، قنتوا في جميعها، وإلا فلا".
وممن فعل القنوت من الصحابة: أبو هريرة، وعلي، وابن عباس، وعمر، والبراء، ومعاوية، وأبو موسى رضي الله عنهم أجمعين.
وبعض العلماء يرى وجوبه، فقد ذكر ابن عبد البر عن يحي بن سعيد: أنه كان يقول: يجب الدعاء إذا وغلت الجيوش في بلاد العدو - يعني القنوت - قال: وكذلك كانت الأئمة تفعل.

ومن الأحكام المتعلقة بقنوت النوازل:
1/ فعله في الصلوات الخمس كلها، ولا يقتصر على فعله في صلاة الفجر، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

2/ أنه يجهر به في السرية والجهرية. قال النووي رحمه الله: " وحديث قنوت النبي صلى الله عليه وسلم حين قُتل القراء رضي الله عنهم يقتضي أنه كان يجهر به في جميع الصلوات، هذا كلام الرافعي. والصحيح أو الصواب استحباب الجهر ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير