تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دفاع عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.]

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[09 Dec 2008, 05:09 م]ـ

عمر بن الخطاب:

أكبر صنم فى تاريخ البشرية؟

د. إبراهيم عوض

[email protected]

http://awad.phpnet.us/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9

قرأت بآخرةٍ فى عدد من المواقع المشباكية أن مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة قد أدان كتابا يسىء إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه عنوانه: "فصل الخطاب فى تاريخ قتل ابن الخطاب" لمؤلف شيعى اسمه أبو الحسين الخوئينى. ومن يطلع على الكتاب يجد أن المؤلف قد ألحق به رسالة مسيئة كذلك إلى الفاروق تحمل اسم "شهادة الأثر على إيمان قاتل عمر" ادعى فيها أن "التابعي الشهم" أبا لؤلؤة فيروز النهاوندي (المعروف بأبى لؤلؤة المجوسى) كان مسلما قوى الإيمان وأنه من أهل الجنة. وقد سعيت حتى حصلت على نسخة ضوئية من هذه الرسالة فألفيت الخوئينى ينبز ابن الخطاب رضى الله عنه بأنه "أكبر صنم فى تاريخ البشرية". ومثل ذلك الصنم لا بد من تحطيمه حسبما كتب المؤلف الموتور، ومن يَقُمْ بهذا العمل العظيم لا يمكن، فى رأيه، إلا أن يكون رجلا اختصه الله بفضله العميم وكتب له الرحمة وبوّأه أرفع المقامات. وهذا الرجل هو أبو لؤلؤة، الذى يسوق صاحبنا ما يزعم أنه برهان قاطع على أنه لم يكن مجوسيا ولا نصرانيا، بل مسلما عميق الإيمان، وأنه حين قتل عمر إنما كان يعمل بوحى من شعور المحبة لعلى وآل البيت، وبتوجيه مباشر من أبى الحسنين كرم الله وجهه. وهذا الرأى الذى يبديه المؤلف فى أبى لؤلؤة هو رأى الشيعة منذ قديم الزمان طبقا لما قال، وليس رأيه وحده. بل هو رأى علىٍّ أيضا حسبما ذكر، إذ كان، كرم الله وجهه، قد هدد عمر بأن أبا لؤلؤة سوف يقتله جزاء وفاقا على ما اجترحتت يداه فى حق الإسلام وآل البيت، مؤكدا أنه سوف يدخل الجنة رغم أنفه. وذكر الكاتب أن السبب المباشر لقتل عمر، رضى الله عنه ولعن قاتله ومن يثنى عليه، هو الحيلولة بينه وبين الدخول بأم كلثوم بنت على وفاطمة رضى الله عنهم جميعا، زاعما فى خبل عقلى ليس له نظير أن عمر، بهذه الطريقة، لم يستطع الاقتراب من بنت الزهراء رغم ما سبق من عَقْده عليها.

ولا تقف اتهامات المؤلف لعمر عند هذا الحد، بل يزعم الكذاب أنه رضى الله عنه لم يُسْلِم اقتناعا بدين الرسول الكريم، بل لما سمعه من أحبار اليهود من أن هناك نبيا كاذبا اسمه محمد سوف يظهر فى بلاد العرب وينتصر على أعدائه، فدخل فى الإسلام طمعا فى أن يتولى ولاية بلد من البلاد حين يتم الانتصار المتوقَّع. لكن لما طال عليه الأمد وعيل صبره تآمر على الرسول هو وأبو بكر وأمثالهما من المنافقين كعثمان بن عفان وسعد بن أبى وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبى عبيدة بن الجراح ممن اعتنقوا الإسلام لذات السبب لا لإيمان حقيقى به صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله فى عقبة تبوك، ثم بعد ذلك فى عقبة هرشى لَدُنْ سماعهم حديث الغدير، وهو الحديث الذى نَصَّ فيه النبى نَصًّا على أن الخلافة من بعده تنحصر فى علىٍّ وذريته إلى يوم القيامة لا تَعْدوهم، حسب مزاعم الشيعة. ثم أعاد أبو بكر وعمر الكَرّة فى مرض الرسول الأخير حيث سقياه السم هما وابنتاهما زاعمين أنهم كانوا يسقونه دواء "اللُّدّ"، وكان النجاح تلك المرة نصيبهم، فضلا عن قتل عمر لأبى بكر بالسم كى يخلو الجو له حسبما يقول.

ويختم المؤلف كلامه بتعداد ما يحصل عليه من ثواب عظيم زوّارُ قبر أبى لؤلؤة، الذى يصفه بأنه قد صدَّق عمله قوله فاستحق أن يكون من أهل الجنة، إذ تُغْفَر ذنوبهم أيا كان نوعها وحجمها، ويأمنون يوم الفزع الأكبر من كل هول. كما أن الزيارة دليل أكيد على صدق التبرؤ من أعداء الإسلام وكارهى آل البيت. وهى لهذا تعدل زيارة الأئمة منهم. ويسوق المؤلف حديثا قدسيا مزيفا سخيفا سخافة عقله فى فضل اليوم الذى يزور فيه الشيعة قبر المجرم العاتى، وهو ذاته اليوم الذى يقولون إن مقتل الفاروق على يديه الدنستين قد تم فيه. وهذا نص الحديث المزيف: "آليتُ على نفسى بعزتى وجلالى وعلوّى فى مكانى لأَحْبُوَنّ من تعبَّد فى ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقَيْن ولأُشَفِّعَنّّه فى أقربائه وذوى رحمه ولأزيدنّ ماله إن وسّع على نفسه وعياله فيه".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير