تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لبيك يا غزة .... يا أمة الإسلام انفري ...]

ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[28 Dec 2008, 12:22 ص]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..

إن الله عز وجل قد جعل رابطة الدين والإيمان أقوى الروابط على الإطلاق، فبها تكون المولاة أو المعاداة، كما قال تعالى في سورة التوبة: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)

وهذه الأخوة العظيمة تستدعي النصرةَ وعدمَ خذلانِ الأمة وتركِها بين يدي العدو الغاشم كما روى البخاري رحمه الله في صحيحه (رقم 2442 - 6951) من حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

و لا شك أن من أشد أنواع النصرة دفع العدو الصائل عن البلد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (ج4 ص508): (فَالْعَدُوُّ الصَّائِلُ الَّذِي يُفْسِدُ الدِّينَ وَالدُّنْيَا لَا شَيْءَ أَوْجَبَ بَعْدَ الْإِيمَانِ مِنْ دَفْعِهِ)

فإن لم يتمكن أهل بلدٍ ما من دفعه تعين الدفع على الأقرب ثم الأقرب وهكذا، فالمسلمون لا حدود بينهم بل لسان المسلم الصادق هاتفة تقول:

وحيثما ذكر اسم الله في بلد ..... عددتُ ذاك الحمى من صلب أوطاني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (ج4 ص509): (وَإِذَا دَخَلَ الْعَدُوُّ بِلَادَ الْإِسْلَامِ فَلَا رَيْبَ أَنَّهُ يَجِبُ دَفْعُهُ عَلَى الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ إذْ بِلَادُ الْإِسْلَامِ كُلُّهَا بِمَنْزِلَةِ الْبَلْدَةِ الْوَاحِدَةِ)

ومن المعلوم أن الجهاد مراتب،كما قال تعالى في سورة التوبة: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41))

وروى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (رقم 2843) من حديث زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا".

وروى الإمام أحمد والنسائي وأبو داود وابن حبان والحاكم رحمهم الله تعالى من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (جاهدوا المشركين بأموالكم،وأنفسكم وألسنتكم)

ومن المقرر في القواعد الفقهية أن الميسور لا يسقطُ بالمعسور، وأن ما لا يدرك كله لا يترك جله؛ لذلك فإن لم نستطع الجهاد بالنفس استطعنا بالمال:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: (ج4 ص507): (وَمَنْ عَجَزَ عَنْ الْجِهَادِ بِبَدَنِهِ وَقَدَرَ عَلَى الْجِهَادِ بِمَالِهِ وَجَبَ عَلَيْهِ الْجِهَادُ بِمَالِهِ وَهُوَ نَصُّ أَحْمَدَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْحَكَمِ وَهُوَ الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْقَاضِي فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ عِنْدَ قَوْلِهِ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فَيَجِبُ عَلَى الْمُوسِرِينَ النَّفَقَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى هَذَا فَيَجِبُ عَلَى النِّسَاءِ الْجِهَادُ فِي أَمْوَالِهِنَّ إنْ كَانَ فِيهَا فَضْلٌ وَكَذَلِكَ فِي أَمْوَالِ الصِّغَارِ وَإِذَا اُحْتِيجَ إلَيْهَا كَمَا تَجِبُ النَّفَقَاتُ وَالزَّكَاةُ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَحَلُّ الرِّوَايَتَيْنِ فِي وَاجِبِ الْكِفَايَةِ فَأَمَّا إذَا هَجَمَ الْعَدُوُّ فَلَا يَبْقَى لِلْخِلَافِ وَجْهٌ فَإِنَّ دَفْعَ ضَرَرِهِمْ عَنْ الدِّينِ وَالنَّفْسِ وَالْحُرْمَةِ وَاجِبٌ إجْمَاعًا.)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير