[الذين يهرفون بما لا يعرفون]
ـ[العبيسي العنزي]ــــــــ[30 Oct 2008, 02:49 م]ـ
هل في كل مناسبة لابد لنا من فحص لعقليات قد أصابها لوثة من لوثات العصرانية أو كما يسمون بالمعتزلة الجدد اللذين يهرفون بما لا يعرفون
و يتكلمون فيما لا يفهمون ‘ و يظنون أنهم على شيء و ما هو بشيء‘
استسمن ذاورم ‘كمن يجري وراء السراب يحسبه شراب فإذا جاءه لم يجده شيء
مسكين يحسب أن كل بيضاء شحمة
و لو أن كل واحد تحدث بما يعرف و أوكل علم ما لا يعرف إلى أربابه
(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (و لو ردوه إلى الله و الرسول لعلمه اللذين يستنبطونه منهم)
إذا لكفين هذه الترهات ‘ و ذهب هذا الغثاء (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
يصدق فيهم قول ابن القيم:-
و تزعم مع هذا بأنك عارف **** كذبت يقينا بالذي أنت تزعم
و ما أنت إلا جاهل ثم ظالم **** وإنك بين الجاهلين مقدم
تلبسوا بلبوس ليس له أكمام‘ ووضعوا الجيب في الخلف بدل أن يجعلوه في الأمام
ركبوا خيولا بلا سرج ولا لجام فسقطوا على الرؤوس و الأقدام
شيخهم الجهل وقبح الله الجهل من إمام
و قد قيل من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه
هذا فيمن يقرأ فكيف الذي لا يقرأ
جهله مطبق لا عقل ولا منطق
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)
تراهم يتخبطون و في الكلام يخلطون
يسرون و يعلنون و يمدحون و يذمون
و أسلمني الزمان إلى أناس **** وجوههم و أيديهم حديد
لهم حلل حسن فهن بيض **** وأفعال سمجن فهن سود
و أخلاق البغال ‘ فكل يوم **** يعن لبعضهم خلق جديد
بعيدهم قريب ‘ و قولهم غريب
حركوا الأقلام ‘ فأتوا بما تنكره الأفهام
عمدوا إلى الكتابة فزادوها كآبة
دعي في الكتابة يدعيها **** كدعوة آل حرب في يزيد
فدع عنك الكتابة لست منها **** ولو أنقعت ثوبك في المداد
إنهم جاءوا بمولود خديج، سقط ليس له أعضاء، فليس هو انسان ولا حتى حيوان
و جاءوا بمجنون يسيل لعابه **** وما صاحبي الا الصحيح المسلم
اقول له و القول كالصمت عنده **** وهل يسمع الصخر الاصم الململم
وإن عناء ان تعلم جاهلا **** ويحسب جهلا أنه منك أعلم
وهل يبلغ البنيان يوما تمامه **** اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم