تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أحاديث أبى هريرة وأحاديث آل البيت: قراءة سريعة فى كتاب الكافى للكلينى]

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[05 Dec 2008, 03:31 م]ـ

أحاديث أبى هريرة وأحاديث آل البيت

(قراءة سريعة فى كتاب "الكافى" للكلينى)

د. إبراهيم عوض

[email protected]

http://awad.phpnet.us/

http://ibrahimawad.com/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9

كنت قد نشرت قبل أيام دراسة مطوَّلة أردّ فيها على الاتهامات الغليظة المجحفة التى صبها عبد الحسين شرف الدين الموسوى العالم الشيعى الإمامى المعاصر على رأس الصحابى الجليل أبى هريرة رضى الله عنه جريا على سنة كثير من علماء الشيعة وكتّابهم فى التشكيك بأمانة معظم الصحابة الكرام وطهارة أخلاقهم، ورسم صورة قاتمة لهم تنفر الناس منهم وتوحى بأنهم جماعة لا تتمتع بأقل قدر من خشية الله أو حب رسوله. ذلك أن هذا الضرب من الشيعة لا يعترف باستقامة أحد من الصحابة إلا إذا كان من شيعة على، إذ إن عليا عندهم، كرم الله وجهه ورضى عنه رضا واسعا كبيرا، هو الإسلام، والإسلام هو على. وعلى هذا فأبو بكر وعمر وعثمان وكل الصحابة تقريبا بما فيهم معظم أمهات المؤمنين خارجون على الملة أو على الأقل: منافقون، ومن ثم يصح، بل يجب، فضحهم والإبداء والإعادة فى ذمهم ونهش لحومهم وأعراضهم. ورغم أنى لم أفعل شيئا فى الدراسة المذكورة سوى الذَّبّ عن الصحابى الكريم فقد تعرضت فى الحال للاتهام بأننى أهاجم الشيعة وأشعل نار الفتنة بين السنة وبينهم. الله أكبر! هكذا إذن؟ ليس ذلك فقط، بل أضاف المعلقون على تلك الدراسة مزيدا من الاتهامات لأبى هريرة وأشار أحدهم إلى بعض الكتب الأخرى التى تهاجم ذلك الصحابى أو الصدّيقة بنت الصدّيق عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها، موصيا بقراءتها حتى تتجلى لنا الحقيقة حسبما قال.

الشيعة إذن يريدون أن يشتموا الصحابة ويحقروهم فنسكت، وإلا تتابعت الاتهامات الظالمة ضدنا، فى الوقت الذى لا يفكر أحد من أهل السنة فى التعرض لعلى أو لفاطمة أو للحسنين أو للمقداد أو لسلمان الفارسى ... إلى آخر الرموز التى يعتز بها الشيعة ويَعُدّونهم هم وحدهم المؤمنين والناجين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إن أهل السنة يعتزون أيما اعتزاز بعلىٍّ وفاطمة والحسنين ويتقربون إلى الله بحبهم وتبجيلهم مثلما يعتزون بالصديق والفاروق وعثمان وسائر الصحابة ويتقربون إلى الله بحبهم وتبجيلهم. وهذا ما استفزنى إلى الرد على الموسوى، إذ رأيت أنه عديم اللياقة. وهذا أقل ما يقال فى وصف ما كتب، وإلا فالأمر أبشع من عدم اللياقة بما لا يقاس. وقد قلت، وأكرر القول، إننى أَعُدّ نفسى مسلما، وكفى.

وقد دعا أحد المعلقين الشيعيين إلى تكاتف جَنَاحَىِ الأمة واحترام كل من السنة والشيعة لما تعتقده الطائفة الأخرى. وهو فى الحقيقة كلام جميل، لكننى فى الواقع قليل الأمل فى أن يتزحزح الشيعة بوجه عام عن موقفهم من معظم الصحابة، إذ هم ينظرون إليهم بوصفهم أعداء لآل البيت اغتصبوا حق على وذريته فى خلافة المسلمين، اللهم إلا إذا غير الشيعة فهمهم للدين تغييرا جذريا، وإلا فلسوف نظل فى هذا الهم إلى ما لا نهاية. فهل يمكن أن يكذّب الشيعة ظنى ويُقْدِموا على هذه الخطوة؟ إن من علمائهم ومفسريهم من لا يقول شيئا من هذا الكلام الذى يردده الفريق الآخر منهم عن الصديق والفاروق وذى النورين وعائشة وحفصة مثلا، وإن كنت أشعر بوجه عام أنهم يتحدثون عنهم من تحت أسنانهم، فضلا عن أننا لا نعرف أهذا الفريق منهم عقلاء حكماء فعلا، أم هم يمارسون مبدأ التقية لسبب أو لآخر. مسألة محيرة. وكذلك الأمر بالنسة لأهل السنة، إذ لا أظنهم سوف يعتنقون يوما ما يعتنقه الشيعة من أن ولاية على وذريته تشكل الركن السادس فى الإسلام وأن الخلفاء الراشيدن الثلاثة الأوائل قد اغتصبوا حقه فى الخلافة فخرجوا من الملة أو نافقوا على أقل تقدير. فهل يمكن أن يحترم كل من الفريقين ما يذهب إليه الآخر؟ نظريا ممكن، لكن هل يكف الشيعة عن التطاول على الصديق والفاروق وذى النورين وعائشة وحفصة ... ولا ينهشون عرضهم أو يشوهون سمعتهم أو يتهمونهم فى دينهم؟ إن الشيعة لا يمكن أن تكون لهم من أهل السنة شكوى فى هذا المجال، فهل يستطيعون أن يبادلوهم احترامهم لرموزهم باحترام مثله؟ كذلك هل يمكن أن يكفوا عن وضع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير