[موعظة بليغة: أثر الدعاء في هداية الأبناء]
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
حضرت في هذه الأيام موعظة بليغة كان لها أثر عميق في نفسي وفي نفوس الحاضرين، قصد الواعظ من خلالها بيان فضل الرفق والرحمة في تعامل الآباء مع أبنائهم.
ومن أهم المؤثرات في هذه الموعظة قصة سمعها الواعظ بنفسه من أحد الآباء. وخلاصتها أن هذا الأب كان له ابن، وبلغ في العناية به أنه قبيل حصوله على شهادة الباكالوريا زوَّجه وأسكنه معه، ولما حصل على الشهادة أصر الابن على المغادرة إلى مدينة أخرى للالتحاق بالجامعة، بالرغم من أن مدينته هي أيضا توجد فيها جامعة.
وتحت إصرار الابن قرر الأب الرحيل بأسرته كلها مع الابن إلى وجهته التي يريدها، واكترى في المقام الجديد بيتا وحانوتا واشتغل بالتجارة. فعل كل ذلك حرصا على مرافقة ابنه ومساندته في مواجهة الحياة، خصوصا أنه بدأ يلاحظ عليه بعض التصرفات غير اللائقة كشرب الدخان، وزاد على ذلك تهاونه في الصلاة حتى تركها.
فكلمه أبوه كلام الناصح الأمين، ولما رأى منه إصرارا وإعراضا، لم يلح عليه في الوعظ والأمر والنهي؛ بل اتجه إلى باب آخر يغفل عنه كثير من الناس، هو باب الله تعالى الذي لا يرد طارقه.
لجأ الأب إلى الله سبحانه وتعالى، واجتهد بالدعاء قبيل الفجر لأيام عديدة يسأله سبحانه نجاة ابنه مما هو فيه.
كان يفعل ذلك مع الاستمرار في الإحسان إلى ابنه وإكرامه، حتى جاء الفرج من عند الله تعالى.
كان الابن في سفر من أجل النزهة، وأراد اقتناء حقيبة من أحد الباعة على الرصيف، وكانت معه عشرون درهما، فبينما هو يساوم البائع في الثمن، إذا به يسمع صوتا منبعثا من شريط عند ذلك البائع، فلفت انتباهه وأصغى إليه حتى أخذ بلبه، وكان في الشريط موعظة لأحد الدعاة، فسأله عنه وعن ثمنه، فأخبره البائع بأنه عشرة دراهم، وأن عنده شريطا آخر إن أراده، فاشتراهما الابن ثم تولى إلى البيت يستمع ويعيد الاستماع، وما هي إلا سويعات حتى أصبح الابن خلقا آخر.
قال الواعظ: فأخبرني أبوه أن الابن الآن هو أول من يقوم للصلاة قبل الفجر بمدة فيعد الوضوء لأبيه ويوقظه وأهله جميعا.
فاللهم اهدنا واهد أبناءنا وأبناء المسلمين جميعا، ووفقنا إلى حسن تربيتهم وأعنا على ذلك حتى نراهم كما تحب وترضى يا أرحم الراحمين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 Dec 2008, 02:59 ص]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم ..
نعم و الله موعظة بليغة لنا .. !
كم و كم تشبّثنا بالأسباب المادية و نسينا الغيبية منها .. !!
كل ذلك لضعف اليقين على رب الأسباب!
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Feb 2009, 08:29 ص]ـ
و هذا موضوع وثيق الصلة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14343