[مراعاة الفروق الفردية في الهدي القرآني والنبوي]
ـ[جمال القرش]ــــــــ[29 Oct 2008, 02:26 م]ـ
الحادي والعشرون: مراعاة الفروق الفردية
هو أسلوب يساعد على التعامل مع اختلاف العقول والأفهام، وله أنواع منها:
1 - فروق في الجنس: فخصائص الذكور تختلف عن خصائص الإناث، قال تعالى: +وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى " [آل عمران: 36].
2 - فروق جسمية: كاختلاف اللون والجسد، قال تعالى: +وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ " [فاطر: 28].
وقال تعالى: +إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [البقرة247] (1).
وقَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فيهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ)) متفق عليه: رواه البخاري/ 703 ومسلم.
3 - فروق عقلية: قال تعالى: + يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " [البقرة:269].
وعَنْ ابنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: ((مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً)) رواه مسلم
فالرسول × ينهى عن مخاطبة الناس بما لا تحتمله عقولهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن معاشر الأنبياء قال أمرنا أن ننزل منازلهم، ونكلمهم على قدر عقولهم))، البخاري ج1/ 225.
وعَنْ الأَسْوَدِ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِي ابْنُ الزُّبَيْرِ كَانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيْكَ كَثِيرًا فَمَا حَدَّثَتْكَ فِي الْكَعْبَةِ قُلْتُ: قَالَتْ لِي: قَالَ النَّبِيُّ ×: يَا عَائِشَةُ لَوْلا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْر: ِ بِكُفْرٍ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ وَبَابٌ يَخْرُجُونَ فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْر)) رواه البخاري /123.
وقد ترك الرسول صلى الله عليه وسلم أمرًا عظيمًا كهذا خشية أن تقصر أفهامهم عن إدراك الأمر على وجهه، وَقَالَ عَلِيٌّ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ بِذَلِكَ، رواه البخاري / 124.
1 - فروق لغوية: وقال تعالى: + وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ" [الروم:22].
2 - فروق اجتماعية: قال تعالى: +نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " [الزخرف:32].
3 - فروق أخلاقية: قال تعالى: + وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً" [آل عمران:75].
4 - فروق في الأهداف والغايات: وقال تعالى: + إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى " [الليل: 4] (1).
من كتاب طرائق تدريس القرآن الكريم، لأخيكم / جمال القرش