تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيها الذليل ارفع رأسك قليلا لترى فإن البيع مرتخصٌ وغال

ـ[سلسبيل]ــــــــ[29 Oct 2008, 12:41 م]ـ

مسكين! ينظر أسفل منه يراقب الوحل وقذارته! ولو رفع رأسه قليلا لرأى السماء وبريقها!!!!

فما أشقاه.! وما أسوأه من بدل!!

يلهث هنا! .. هناك! باحثا عن فتات لن يشبعه!، ولن يغنيه!

ولو صبر لنال .. ولطاول المجد في عليائه

ولكنه إيثار العاجل، واستبطاء الآجل

ولكنه الهوان، والرضى بالدون!!

فلا عقلٌ، ولا حزم

يفعل ... ليُقال!!

ويترك ليُقال!!

ويعطي .. ليُقال!!

ويتعلم ... ليُقال!

ويُعلم غيره .. ليُقال!!

وما يقدم رجلا و يؤخرها إلا ليُقال!!

ويُقال .. ويقال .. ويُقال!!

حسنا، فقد قيل، وقيل، وقيل

فهنيئا له ما قيل .. !

حقا، لقد قيل كما تمنى .. ! وحقق ما أراد،وليته استفاد، ولكنه ما استفاد!!

فلن ينفعه غدا ما (يُقال الآن) ولن يصرف عنه جهنم وحرها، أو يدخله الجنة ونعيمها

بل سيكون عليه حسرة ووبال!!، فيا لهوان الهمة!! ودناءة المطلب!!

فاربأ بنفسك عن هذا الذل، واسمو بها أن تعيش أسيرا لقول فلان! أو ثناء فلان

وشد الرحال إلى من تُبتغى عنده الآمال،إلى الملك الديان، الذي بيده الجنان، الرحيم الرحمن

فإنما بيده مقاليد الأمور ومفاتيح القلوب

فإنه إن شاء أسخطهم عليك فعاد مادحك منهم ذاما! وبؤت بعد التعب والكد بالعتب والنكد

فبئس الحصاد لما زرعت وبئست العقبى لما أردت!!

وإن شاء أرضاهم من غير أن تسعى بذلك جهدا أو تبذل في سبيله حمدا

فارفع رأسك قليلا .. لتسمو .. بروحك .. بهدفك .. بمطلبك .. بهمتك

فإن البيع مرتخص وغال!!

فلا ترضى لنفسك إلا رضى الرحمن، ولا تطلب أجرا لعلمك إلا من الملك الديان

فاجمع همّك على ما يهّمك، ولا تبوء بعد الربح بالخسران

أسس عملك على تقوى من الله ووضح من النهار قبل أن ينهار على رأسك فإن ما ترائي به لا قرار له إنما هو جرف هار (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نارجهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)

فإياك أن تظلم نفسك!!

وقدّم لها قبل التندّم!

قدّم لها مخْلِصا لا مُخلّطا

اختر الآجلة على العاجلة فإنها أطيب وأبقى

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ). (التوبة: 38).

ولتكن حياتك في سبيل الله فلا رياء،ولا حبا للظهور،ولا سمعة

كفاك إضاعة لوقتك ومجهودك،، كفاك عبثا وعناء بلا قيمة

كفاك تثاقلا وسقوطا في الوحل ...

فإن من سقط فيه اعتاد على القتر والنتن والأكدار

حتى لا ينكر نفسه ولا تنكر عليه!!!!

فارفع رأسك قليلا لترى ...

بقلم: أختكم في الله

:::: سلسبيل::::

ـ[جمان]ــــــــ[09 Nov 2008, 07:54 م]ـ

زادك الله رفعة وسمواً في الدنيا والآخرة ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير