تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحرج في الحج للشيخ سلمان العودة وفقه الله]

ـ[إمداد]ــــــــ[29 Nov 2008, 09:17 م]ـ

العنوان الحرج في الحج

المجيب فضيلة الشيخ/ سلمان العودة

رقم السؤال 63065

التاريخ الاربعاء 10 ذو القعدة 1425 الموافق 22 ديسمبر 2004

السؤال

فضيلة الشيخ سلمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أشعر بالحرج الشديد قبل الحج وذلك لما أسمعه وأقرأه في بعض الكتيبات من الأشياء التي ينبغي أن لا يقربها الحاج مثل الاغتسال والتنظف وغير ذلك لدرجة أني كلما نويت أن أحج أرجع في نيتي ولا أحج لأني أحس أني سأقدم على عمل عظيم حتى أني أشعر وكأنني سأدخل السجن طوال مدة الحج فماذا أفعل وهل الأمر كما أتصور؟

الجواب

الحمد لله, والصلاة والسلام على نبينا محمد , وبعد:

الأمر أخي الكريم فيه سعة جعلها الله -سبحانه وتعالى- في الحج، ربما لا توجد في غيره من العبادات، من ذلك مثلاً

ما رواه البخاري (83) ومسلم (1306) من حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل، فقال: لم أشعر، فحلقت قبل أن أذبح، فقال:"اذبح ولا حرج"، فجاء آخر، فقال: لم أشعر، فنحرت قبل أن أرمي، قال:"ارم ولا حرج" فما سئل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال:"افعل ولا حرج".

فهذه توسعة ربما لا توجد في غيره من العبادات، ففي الصلاة لو قدم الركوع على السجود أو قدم القعود على القيام فإن صلاته لا تصح، فهذه توسعة في الحج لا توجد في غيره.

وكذلك نجد أيضاً أن الحج له رخصة فيما يتعلق بالنية، وهي من أعظم مقاصد العبادة، فالحاج قد ينوي حجه نفلاً فينقلب حجه إلى فرض، والعكس كذلك فقد ينوي الحج فريضة فينقلب إلى نافلة، وذلك كما لو أنه لم يحج من قبل، وقال: أريد أن أحج نافلة حتى أتدرب والعام القادم أحج فريضة فإن حجَّه يقع فرضاً، والعكس لو أنه حج العام الماضي، لكنه حج مع قوم سفهاء، ويقول: فرطنا وضيعنا وجهلنا، وهذا العام أريد أن أجعل حجي فريضة وحجة العام أقلبها إلى نافلة، فإن حجه يقع نافلة ولو نواه هو فريضة.

وكذلك قد ينوي الحج عن غيره فيقع لنفسه، كما لو نواه عن فلان للحديث الوارد:"لبيك عن شبرمة" رواه أبو داود (1811) وابن ماجة (2903) من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- وإن كان في الحديث ضعفاً، لكن معناه صحيح فإن الحج يقع عن نفسه أولاً، ثم يحج عن غيره من عام قادم، وهكذا أنه قد يقلب حجه إلى عمرة.

فالحج فيه توسعة وقد يحرم بنسك مبهم كما أحرم علي –رضي الله عنه- فيما رواه البخاري (1558) ومسلم (1250)

عن أنس –رضي الله عنه- قال: قدم علي –رضي الله عنه- على النبي –صلى الله عليه وسلم- من اليمن، فقال:"بما أهللت" قال: بما أهل به النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال:"لولا أن معي الهدي لأحللت، فأهد، وامكث حراماً كما أنت" وعن حفصة –رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله ما شأن الناس حلوا بعمرة، ولم تحلل أنت من عمرتك قال:"إني لبَّدت رأسي، وقلدت هديي فلا أحِلُّ حتى أنحر" رواه البخاري (1566) ومسلم (1229)،

ففي الحج توسعة كثيرة من هذا القبيل، بل إن في المحظورات نفسها توسعة فمن محظورات الإحرام كحلق الرأس، فإذا احتاج الإنسان إلى حلق رأسه جاز له ذلك ويفدي،

كما في قصة كعب بن عجرة –رضي الله عنه- في البخاري (4190) ومسلم (1201).

الأمر الآخر: أن ثمة أشياء كثيرة جداً مما قد يذكرها بعض الفقهاء أو يتورع عنه بعض الناس، وليس لهم في ذلك دليل فيتركونها ويتجنبونها حال الإحرام، فإن الصحابة –رضي الله عنهم- كانوا يغتسلون حال الإحرام كما نقل عن بعضهم أنه قال: إنني اغتسلت في إحرامي في يوم واحد سبع مرات.

وعن يعلى بن أمية أنه قال بينما عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يغتسل إلى بعير وأنا أستر عليه بثوب إذ قال عمر –رضي الله عنه-: يا يعلى اصبب على رأسي، فقلت أمير المؤمنين أعلم، فقال عمر –رضي الله عنه-: والله ما يزيد الماء الشعر إلا شعثاً فسمى الله ثم أفاض على رأسه. رواه مالك في الموطأ (727) والشافعي في مسنده (1/ 117) والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 63). يعني: غسل الرأس بالماء ليس فيه طيب ولا شيء من هذا القبيل إنما هو تنظيف محض.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير