تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[احتفاظ لهجة "بني شهر" ببعض الصيغ النحوية الفصحى.]

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 Oct 2008, 06:05 ص]ـ

في الحق، هذا موضوع ليس بجديد، ولكن قد يكون التمثيل له هو الجديد - ربما - فإن الواقف على اللهجة الجنوبية عموماً ولهجات رجال الحجر خصوصاً يجد ما أشرتُ إليه. وكثير ممن وقف على هذا اقتصر في التمثيل على المفردات لا التراكيب، فيقول مثلاً: هلِم - بكسر عين الفعل - من بقايا الفصحى، و "ييصّد للشي" بمعنى يوصًد من قوله تعالى "كلبهم باسط ذارعيه بالوصيد"، و"يعبا" بتخفيف الألف من "يعبأ" كما في قوله تعالى "قل ما يعبأ بكم ربي"، وهكذا في تعداد كثير من المفردات. أما الصيغ أو التراكيب النحوية فقليل من أشار إليها، ربما يوجد من وقف لكن لا نكاد نجد من يخبرنا بما وقف عليه واكتفي هنا بمثالين:

الأول: احتفاظ اللهجة بـ "أو" التي بمعنى "إلى"، كما في قول الشاعر:

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى = = فما انقادت الآمال إلا لصابر.

الثاني: احتفاظها بـ "واو" المعية التي ينصب بعدها المضارع في سياق الطلب، وذلك بكثرة (أي عند بني شهر وليس في اللغة) في نوعين من الطلب هما الاستفهام والتمني. فمن الاستفهام كقولنا: هل جئت بالطعام وآكل السحور؟ ومن التمني قولنا: ليتك تجيء ونزور عمك، ومن الأخير يوجد شاهد من قصيدة عامية مشتهرة بين أهل المنطقة مطلعها [1]:

ليتني نا ومزهر بعد شبان ورودِ = = ونتمشى مع اهل الكيف ونقل واردينا

********************************************

[1] بين شاعرين أحدهما يقال له محمد بن علي وهو صاحب البيت، ومزهر الثرباني وهو من قيلت فيه.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Oct 2008, 06:44 ص]ـ

أحسنت يا أستاذ عبد الله

وأشعار الجنوب عموماً تُسمَعُ ولا تُكتَب , فليتك تتكرم وتشرح البيت الأخير, وقبلها تسجل لنا - بالصوت - شاهداً على المثال الأول , وطَوِّف على هذا القديم أسعدك الله * * من غريب ألفاظ المفسرين * * ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1348) وأجزم أنه سيعجبك.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 Oct 2008, 11:48 م]ـ

بارك الله في علمكم وعملكم.

ليتني نا (أي أنا) ومزهر (الثرباني) بعد (بمعنى لا زلنا) شبان (بتشديد الباء أي جمع شاب) ورود (من الورود وهو الإقبال على الشيء ولكن قبل الانتهاء إلى غايته ومنه قولهم "ترد الماء") ونتمشى (وهو موضع الشاهد) أهل الكيف (يقصد بها أهل المتعه والانبساط) ونقل واردينا (أي نقول للناس "نحن لا زلنا في مقتبل العمر لم نكبر ونهرم).

أما الشاهد على الأول فلا يحضرني شيء إلا من نثرهم المنثور وهو كثير، ولعل الدكتور عبدالرحمن الشهري عنده شيء من المحفوظ من شعرهم، فيليفدنا مشكوراً، ولا يخجلنا بالتلميح إلى علاقة هذا الموضوع بالتفسير من عدمه:).

ـ[عذب الشجن]ــــــــ[03 Oct 2008, 01:43 ص]ـ

السلام عليكم ...............

وكل عام والجميع بألف خير .............

فبغض النظر عن فائدة موضوع كهذا

إلا أن موضعه ليس هنا، ليته ينقل إلى مكانه المناسب ...........

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Oct 2008, 07:30 م]ـ

مرحباً بكم يا أبا ضياء وبكل من يقرأ موضوعكم الطريف هذا. ولكن سامحني فرأي أخي الكريم عذب الشجن في محله.

وقد كنت منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً خططت للكتابة عن (لهجة بني شهر) كتابة علميةً تثبت أصالتها، وقطعتُ في ذلك شوطاً بعيداً ولله الحمد حتى اليوم، وقد عثرت على كثير من النقولات البديعة من كتب اللغة ودواوين الشعر الجاهلي خاصة وكتب التفسير المتقدمة وغيرها. وقاربت المفردات التي عثرت عليها ما يزيد عن السبعمائة، فضلا عن التراكيب النحوية، والتغيرات الصوتية.

وقد نسقتُ هذا المشروع وفكرتُ في أن أجعله أطروحة علمية للتخصص في اللغة العربية وما زلتُ أفكر في ذلك بجد، غير أنني عرضت الأمر على كلية اللغة العربية في جامعة الملك خالد حينها لأنهم أقرب إلى العناية بهذا الموضوع لوقوع تلك البيئة اللغوية في محيطها، ثم اتصل البعدُ، وطال العهدُ، فنسيتُ الأمر ونسوه، وأصبح حالي كما قال أبو الطيب:

سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ = ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ

وإني لأقلب تلك الأوراق الآن بعد قراءتي لكلامكم، ولعل الله يبعث ساكنَ العزم وييسر إكمال هذا المشروع العلمي الذي أحسبه سيعجبك ويطربك يا أبا ضياء. وقد جمعتُ من أجله كل ما وقعت عليه يدي أو بلغني خبره من دراسات للهجات مناطق الجزيرة العربية وهي كثيرة. وفيها فوائد كثيرة تتعلق بتفسير القرآن لعله يكون للحديث عنها وقتُ غير هذا والسلام.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 Oct 2008, 06:38 م]ـ

هذه الفكرة انقدحت في ذهني منذ سنوات وما زالت تتجدد كلما مرّ بي شاهد موافق للفظ أو استعمال نستخدمه في لهجتنا.

وقد كنت أجمع هذه الكلمات وما يدل على فصاحتها رغبة في الاستدلال على عربيتها، إلا أن أمرا كان يراودني ويجنح بي عن مواصلة الفكرة وهو: جدوى مثل هذا العمل.

صحيح أن هذا الأمر يثبت أصالة هذه اللهجة، ولكن ماذا نستفيد من هذا وقد حرفها الزمن، ودخلتها العجمة في كثير من كلماتها وأساليبها؟

إن مثل هذا العمل -في نظري- يثبّت أهل اللهجة على لهجتهم، ويجعلهم يفخرون بأنها "فصحى" ولا تحتاج إلى تعديل.

والحق أن ما بقي من فصيح الكلمات والتعابير لا يرتقي باللهجة إلى عدها "فصحى" على وضعها الحالي.

بل لا بد من تغيير عدد من التعابير والألفاظ واستبدالها بالصحيح، مع الثبات على ما ثبتت فصاحته وعربيته مما أفاده هذا العمل.

كما أن الفائدة الكبرى من هذا العمل إنما تظهر إذا تكاتفت الجهود على جمع ما بقي من فصيح العربية في جميع اللهجات لا في لهجة بعينها.

هذا ما راودني ...

ولا أدري أصحيح أم خطأ؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير