تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آخر ما قال نزار ريان]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Jan 2009, 06:25 ص]ـ

'أسد فلسطين، الباحث عن الشهادة: الدكتور نزار ريان'

إبراهيم العسعس

المصدر: مجلة العصر

http://alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=10557

وكأنه كان على موعد، فاتصل يودِّع ...

أخي سوف تبكي عليك العيون ... وتسأل عنك دموع المئين

فإن جفَّ دمعي سيبكي الغمام ... يُرصِّعُ قبرك بالياسمين

أمس مساءً اتصل معي فضيلة الدكتور الشيخ نزار ريان قال:

"أريد أن أذكر أشياء كي تنشرها ليطمئن الناس"، قال: "لكن قبل ذلك أنت تسمع صوتي هادئاً، ونفسي مستقرة، مع أنَّ البحرية تقصف، والطائرات تُرسل حِمَمها، ولكننا ننعم بهدوء لا يعرفه كثير من الناس"، ثم ذكر أموراً لعلكم قرأتموها فيما نُشر اليوم. أراد أن يطمئن الأمة فقال بعدما سألته عن الأخوة: "كل القيادات بخير".

كل القيادات بخير؟! فأنت الآن ـ كما أحسبك ـ بخير، فقد نلتَ ما تريد، فترجلت صاعداً، وأظنك غير آسف على حياتنا، إن صح أن نسميها حياة! وإن تأسف فعلى ساعةٍ تقضيها بين تلاميذك من الأسود، أو على فرصة تجاهد فيها أعداء البشر.

ماذا يضيرك أن تفارق أمة ... ليست سوى خطأ من الأخطاء

نزار ريان الذي عاش أياماً طويلة بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يشرح صحيح مسلم، وقد أتمَّهُ قبل فترة وجيزة. وقبل ذلك قضى أغلب حياته بصحبة الحبيب إذ تخصص بالحديث النبوي الشريف وعلومه، وقد كنا نردد أيام الطلب قول الشاعر:

أهل الحديث همُ أهل النبي وإن لم ... يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

فلعلك الآن بصحبته صلى الله عليه وسلم في عليين، أسأل الله لك هذه المنزلة، جمعنا الله وإياك بالحبيب صلوات ربي وسلامه عليه كما جمعنا به في الدنيا من خلال حديثه صلى الله عليه وسلم.

نزار ريان كان يتعرض للشهادة، اتصل بي مرة، قال: "يا شيخ قبل أيام، هددوا بيتاً بالتفجير فذهبنا ووقفنا ننتظر على سطحه". لقد كان يغذي فكرة الأكفان البشرية ويقف في مقدمة الناس ملتفاً بكفنه. فللّه أبوه .. طلبها بإلحاح فنالها أخيراً. وكأن الله سبحانه يصطفي للمقامات العلية الأرواح الزكية.

نزار أول القادة ارتفاعاً، وأكثرنا حياة ... مفعمٌ بالحياة الشهيدُ ... نعم دخلها هذه الحياة رغماً عنه، ولكنه يختار لحظة الخروج منها ... فأيُّ حياة أعظم وأرقى وأطيب من مثل هذه الحياة؟ وهنا تكمن عظمة الشهادة، أنها اختيار لحظة الارتقاء، لأنها بالاختيار تصبح ارتقاءً لا موتاً.

نزار يقول لكل المتخاذلين إياكم أن تتحدثوا باسمي، إياكم أن تطلقوا اسمي على شارع، نزار يقول لهؤلاء، للراقصين على آلام أمتنا:

لا ألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادا

يقول للنظام العربي، الذي وقف يتفرج على أنهار الدماء في غزة، والذي لم يجرؤ إلى الآن على التصريح بالعداء للعدو، ولم يتفق على عقد مؤتمر يشجب فيه ويولول، فقط يشجب ويولول!

يقول: لماذا تخافون؟! أعلينا تشفقون؟! نحن لسنا كذلك فارحلوا عنا، ودعونا نواجه أقدارنا، نرجوكم لا تخافوا علينا، ولا تشفقوا علينا، فقط ارحلوا، وخذوا كل الأموال، وكل النفط، وعيشوا حيث تحبون، وتنعموا بالمال، فقط ارحلوا ودعونا.

وأنا أقول لنزار، كما قال أحمد مطر لصديقه ناجي العلي

"نزار ريان" .. لقد نجوت بقدرةٍ من عارنا، وعلوت للعلياء

اصعد. فموطنك السماء. وخلِّنا في الأرض. إنَّ الأرض للجبناء

للموثقين على الرباط رباطنا ... والصانعين النصر في صنعاء

ممن يرصُّون الصكوك بزحفهم ... ويناضلون براية بيضاء

المعلنين من القصور قصورنا ... واللاقطين عطيَّةَ اللقطاء

سامحك الله يا نزار، لماذا كنت تعرِّضُ نفسك، ولم تأخذ حذرك؟ هلا متعتنا بنفسك؟! نعم الموت حق، لكن الحق ألا نعرض أنفسنا للقتل، خاصة وأنك لست أي أحد ـ وكل أحد مهم ـ لكن حاجة الناس للعلماء العاملين لا تعلها حاجة. سامحك الله ورحمك وتقبلك في الشهداء، أسأل الله أن يجمعنا وإياك في مستقر رحمته، وأن يجعل في إخوتك خلفاً لك.

أخي ما يئسنا ... ولن نيأسا ... وما طال في القلب لُبثُ الأسى

فكن مِشعلاً خالداً لا يزول ... فنحن الوقود لذا المشعل

فإن فرقتنا سِنيُّ الحياة ... فإنا مع النصر في موعد

وإنا مع الله في موعد.


http://alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=10554

بقلم إبراهيم العسعس

في تصريح لزميل الدراسة الجامعية، أخي الحبيب الدكتور نزار ريان، أحد القيادات العلمية الشرعية في حماس، من غزة، حول آخر مستجدات وتطورات الوضع الميداني في أرض العزة، أفادني مشكورا:

ـ السماء تقصف الحمم، والبحرية ترسل اللهب، ومع ذلك فالنفسية هادئة، لدرجة أننا أفتينا بأن لا تصلى صلاة الخوف.

ـ هناك نوع من الثبات العجيب الذي لا يعرفه كثير من الناس.

ـ ويكمل: هذا مع أنَّ أوزان القنابل الساقطة علينا، تتراوح من 300 كغم إلى 1000 كغم، والصوت المصاحب لها كبير جداً، ومخيف جداً. لقد تأقلمنا مع ذلك.

ـ الحياة تمشي بشكل قد أقول إنه طبيعي بنسبة 15% إلى 20%.

ـ الصلاة تعقد في المساجد، والصفوف تنتظم بنسبة 85%.

ـ صواريخنا من تصنيعنا، والمستوردة طورناها، وقد وصلت إلى 56 كم في عمق العدو.

ـ وعدد صواريخنا يصل إلى 60 أو 70 يومياً.

ـ ومعركتنا هذه يقودها العلماء، وهم والقيادات ليسوا بعيدين عن الناس.

ـ كل مجموعاتنا لم يستطع العدو أن يقصف أياً منها، رغم أنَّ السماء ملبدة بطائرات ف 16.

ـ كل القيادات بخير والحمد لله. (انتهى).
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير