تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رد الهجوم المسموم عن أبى هريرة المظلوم]

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[22 Nov 2008, 09:54 م]ـ

رد الهجوم المسموم

عن أبى هريرة المظلوم

(تفنيد كتاب "أبو هريرة" لشرف الدين الموسوى)

د. إبراهيم عوض

[email protected]

http://awad.phpnet.us/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9

أبو هريرة (21ق. هـ- 59هـ/ 602 - 679م) هو الصحابى الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي، ويرجع نسبه إلى قبيلة الأزد، ونشأ يتيمًا في الجاهلية. أما بالنسبة إلى إسلامه فالمرجح أنه أسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، الذي وفد على النبي قبل الهجرة. ولم يلحق أبو هريرة رضي الله عنه بالرسول إلا عند الانتهاء من فتح خيبر. وفى هذه الرحلة صحب أبا هريرة ثمانون ممن أسلموا من قبيلة دوس، وصادف مجيئهم عودة المهاجرين من الحبشة، وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فخصهم النبي بشيء من غنائم خيبر. ولزم، رضى الله عنه، الرسول وأصبح عريف أهل الصُّفّة في مسجد النبي عليه السلام، وكان حريصا على التقاط كل ما يتحدث به رسول الله. وقد عرف قدره الخلفاءُ، فجعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاملا على البحرين، وحاول عليٌّ كرم الله وجهه أن يستعمله فأبى، ثم ولاه معاوية المدينة. وقد أُثِر عن الإمام الشافعي قوله: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في عصره. وكان أكثر مقام أبي هريرة رضي الله عنه في المدينة، وتوفي في العقيق، وأثر عنه 5374 حديثًا مرويًّا عن رسول الله (بشىء من التصرف عن مادة "أبو هريرة" فى "الموسوعة العربية العالمية").

وقد تعرض أبو هريرة من قبل بعض ذوى الانحرافات العقدية والأهواء والعصبيات المذهبية العمياء إلى هجوم أرعن قرأت بعضا من ثماره المرة فى الفترة الأخيرة. وآخر ما قرأت من هذا القبيل الكتاب الذى سوده شرف الدين الموسوى الشيعى بمداد الحقد الأسود وحاول أن ينال فيه من الرجل الكريم. وتصادف أن عثرت على ذلك الكتاب فى أحد المواقع الشيعية منذ ليال، فقرأته فقلت لنفسى: لا بد من كتابة كلمة تنبه القراء إلى الدوافع القميئة التى وراء هذا الكتاب وما به من أخطاء بل خطايا. ومن يطالع الكتاب سوف يهوله ما يعج به من كراهية للصحابة كلهم تقريبا لا لأبى هريرة وحده، وإن كان نصيب أبى هريرة هو النصيب الأكبر لأن الكتاب إنما يدور عليه هو بالذات. ففى زعم الموسوى أن الصحابة ليسوا كلهم عدولا موثوقين، بل فيهم المنافقون ومجهولو الحال وأهل الجرائم والوضاعون (ص7)، ناسيا أننا لا نقول عن المنافقين مثلا إنهم أصحاب رسول الله، وإلا فليقل لنا الموسوى: متى وأين قيل عن ابن أبى سلول أو أحد من أشباهه إنه واحد من صحابته صلى الله عليه وسلم؟ كذلك هل كان من أصحابه صلى الله عليه وسلم من كان من أهل الجرائم؟ فمن هو يا ترى؟ إننا لسنا ممن يقدس الصحابة أو يقول بعصمتهم من الخطإ، لكن ثمة فرقا بين خطإ وخطإ، إذ لم نعرف عن أحد ممن نقول عنهم إنهم من أصحابه صلى الله عليه وسلم من زنى أو سرق أو ارتد. قد نقول إن فلانا لقى رسول الله وتحدث معه مثلا، إلا أننا لا نقول بالضرورة إنه من أصحاب رسول الله. وأيا ما يكن الأمر فأين الدليل على أن أبا هريرة كان منافقا أو مجهول الحال أو من أهل الجرائم؟ هل كان النبى عليه السلام ليقربه منه كل هذا التقريب ويختصه بأشياء لم يقلها أمام غيره ويعتمد عليه فى إفشائها بين الصحابة لو كان من هؤلاء أو أولئك؟ ويستمر المؤلف الشيعى فيقول (فى نفس الصفحة): "الواجب تطهير الصحاح والمسانيد من كل ما لا يحتمله العقل من حديث هذا المكثار". لكن هل هو جاد فى تطبيق هذا المقياس؟ إذن فعليه أن يشتغل بأحاديث الشيعة التى يزعمون أنها من رواية أهل البيت، وكثير جدا جدا جدا منها ينبغى إسقاطه، قبل أن يفكر فى الاقتراب من الأحاديث التى رواها أبو هريرة. ثم هل من اللائق وصف أبى هريرة بـ"هذا المكثار" بما فى ذلك من تحقير؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير