[كتب تراجم العلماء المعاصرين (تعريف بها ـ وفوائد منها)]
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Nov 2008, 03:10 م]ـ
قال ابن حجر رحمه الله في كتابه توالي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس:
(الحمد لله الذي جعل نجوم السماء هداية للحيارى في البر والبحر من الظلماء، وجعل نجوم الأرض وهم العلماء هداية من ظلمات الجهل والعماء، وفضل بعضهم على بعض في الفهم والذكاء، كما فضل بعض النجوم على بعض في الزينة والضياء).
وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والأتقياء،نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه النجباء الأوفياء أما بعد:
فإن من أقل ما يقدم لأهل الفضل والعلم السعي في أن تنشر محاسنهم ومآثرهم وتبث علومهم وأن يتعبد لله سبحانه وتعالى بحبهم والدعاء لهم.
فمن هذا الباب أحببت أن أعرف بشيء مما كتب في علماءنا المعاصرين، وليس قصدي الاستيعاب، إنما هو تعريف يسير موجز، وكذلك نسوق شذرات من سيرهم الجليلة ومواقفهم الجميلة.
وكل ما سيقدم في هذه الزاوية من كتب ماهو إلا قطرة في إناء، ولبنة في بناء، فأسأله سبحانة بمنه وكرمه أن يغفر لهم ويرحمهم ويجمعهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يلحقنا بهم وإياكم، كما أسأل سبحانه وتعالى أن يجزل الأجر والمثوبة لمن قام بإعداد هذه الكتب ويجزيهم خير الجزاء.
وأود التنبيه لأمر وهو أن الكتب التي كتبت عن أهل العلم متفاوتة فبعض أهل العلم المعاصرين لم يؤلف فيهم إلا كتاب واحد وبعضهم جاوز ما كتب عنه الثلاثين فلذلك ستجدون في هذه الزاوية تفاوتاً في ذكر الكتب عند إيراد سير هؤلاء العلماء، وكذلك لا أورد في هذه الزاوية من الكتب إلا ما يغلب على الظن أن الإنسان إذا اقتناه انتفع به.
وسأفتتح هذه الزاوية بالعلامة المحدث فضيلة الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني:
وسأورد كتاباً واحداً عنه هو آخر ماألف عنه ولعله من أجمعها وهو كتاب (الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر) من إعداد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز السدحان ومن تقديم فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عقيل حفظه الله.
تعريف بالكتاب:
الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر، إعداد الشيخ عبدالعزيز السدحان، تقديم العلامة عبدالله بن عقيل، الطبعة الأولى 1429، دار التوحيد، عدد الصفحات 320.
مقدمة:
يقول الشيخ بن عقيل حفظه الله في مقدمة الكتاب مثنياً على المؤلف في إعداده:
فقد قام بإعداد ترجمة ضافية للشيخ الألباني في مجلد كبير، أجاد فيه وأفاد، واستوعب أبرز ما كتب قبله وزاد عليه، حتى أصبح كتابه جامعاً وشاملاً لمن أراد معرفة أخبار هذا العالم الجهبذ. ص6.
هذه فوائد يسيرة من الكتاب لعلها تكون محفزاً لاقتنائه:
1 ـ ذكر الشيخ الحويني أنه كلما قابل الشيخ الألباني، قبل يده، فكان الشيخ ينتزعها بشدة ويأبى، فذكر الجويني أنه قرأ في بعض أبحاث الشيخ في (السلسلة الصحيحة) أن تقبيل يد العالم جائز، فقال له الشيخ: وهل رأيت بعينيك عالماً قط؟
فقال الحويني: نعم أرى الآن.
فقال الشيخ: إنما أنا طويلب علم، إنما مثلي ومثلكم كقول القائل: إن البغاث بأرضنا يستنسر. ص70.
2 ـ رجوع الشيخ الألباني للحق:
يقول رحمه الله:
فإنني في بعض الأحيان قد يبدر مني أثناء حديثي عبارات في أشخاص أو كلمات في أعيان أو هيئات، ماقلتها إلا غيرة على الدين واهتماماً بأحكامه، لا تحريضاً على أحد ولا إثارة لأحقاد وليس هذا غريباً من أمثالنا نحن الخلف والمحاطين بظلمات من الفتن، فمثل هذه الكلمات لا يجوز أن يبنى عليها اتهام لقائليها، ولكن ابتلينا في العصر الحاضر بأناس يتتبعون العثرات والمتشابهات ويعرضون عن المحكمات الواضحات المؤكدات لما قلنا، بقصد إيقاع الفتنة بين الإخوة المؤمنين، أو بينهم وبين بعض أولياء الأمور، ولذلك رأينا أن نعدل بعض الكلمات التي تبين لنا بعد دراسة محتويات كثير من الأشرطة المنسوخة أنها من ذاك القبيل، وأن الأولى عدم النطق بها، ثم ليمت المفسدون في الأرض غيظاً. ص86.
3 ـ قال الشيخ الألباني رحمه الله عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى صاحب أضواء البيان: (كنت إذا رأيته كأني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية، رجل بين يديه العلوم يأخذ منها ماشاء). ص123.
¥