30 ـ كل إنسان يجب عليه إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول: الله ورسوله أعلم في الأمور الشرعية، أما الأمور الكونية القدرية، فهذا لا يقول: ورسوله أعلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، مثلاً لو قال قائل: أتظن المطر ينزل غداً؟ تقول: الله أعلم، ولا تقل: الله ورسوله أعلم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم مثل هذه الأمور، لكن لو قال لك: هل هذا حرام أم حلال؟ تقول: الله ورسوله أعلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عنده علم الشريعة. ص475.
31 ـ ما يقوله بعض الناس ـ وأظنهم من الصوفية ـ: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه) فإن هذا حرام، كيف لا تسأل الله رد القضاء. وكأنك إذا قلت: اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، كأنك تقول: يارب عذبني ولكن الطف بي، يا رب أهلك أحبابي ولكن أرفق، وما أشبه ذلك، وكل هذه الأدعية يجب على الإنسان أن يتوخى فيها ما جاء في الكتاب والسنة وما كان بمعنى ذلك. وينبغي إن يقول: اللهم ارفق بي، اللهم اكفني الشر، وما أشبه ذلك. ص 492.
32 ـ هل ينبغي للإنسان أن يمدح أخاه بما هو فيه أو لا؟ هذا له أحوال:
الحالة الأولى:
أن يكون في مدحه خير وتشجيع له على الأوصاف الحميدة والأخلاق الفاضلة، فهذا لا بأس به، لأنه تشجيع لصاحبه، فإذا رأيت من رجل الكرم والشحاعة وبذل النفس والإحسان إلى الغير، فذكرته بما هو فيه أمامه من أجل أن تشجعه وتثبته حتى يستمر على ماهو عليه، فهذا حسن وهو داخل في قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).
الحالة الثانية:
أن تمدحه لتبين فضله بين الناس وينتشر ويحترمه الناس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أما أبو بكر فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحدث ذات يوم فقال: (من أصبح منكم اليوم صائماً)؟ فقال أبوبكر: أنا فقال: (من تبع منكم اليوم جنازة)؟ قال أبو بكر: أنا فقال: (من تصدق بصدقة)؟ فقال أبوبكر: أنا، فقال: (فمن منكم عاد مريضاً)؟ قال أبو بكر: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة).
وقال الني صلى الله عليه وسلم لعمر: (إن الشيطان ما سلكت فجاً إلا سلك فجاً غير فجك). كل هذا لبيان فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فهذا لا بأس به.
الحالة الثالثة:
أن يمدح غيره ويغلو في إطرائه ويصفه بما لا يستحق، فهذا محرم وهو كذب وخداع، مثل أن يذكر رجلاً أميراً أو وزيراً أو ما أشبه ذلك ويطريه ويصفه بما ليس فيه من الصفات الحميدة فهذا حرام عليك، وهو أيضاً ضرر على الممدوح.
الحالة الرابعة:
أن يمدحه بما هو فيه، لكن يخشى أن الإنسان الممدوح يغتر بنفسه ويزهو بنفسه ويترفع على غيره، فهذا أيضاً محرم لا يجوز. ص 564 ـ 565.
33 ـ هذا الكتاب رياض الصالحين من أبرك ما رأيت من الكتب في انتفاع الناس به مما يدل على حسن نية مؤلفه رحمة الله عليه. ص 712.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وفي ختام هذه الفوائد من هذا الشرح المبارك شرح الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة رب العالمين لكتاب رياض الصالحين أقول:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وهذه الفوائد إنما هي غيض من فيض وما تركت أكثر مما كتبت، فعفواً إن أطلت وعذراً إن قصرت فما أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
ملاحظة:
تم بحمد الله جمع فوائد من شرح الشيخ ابن عثيمين للأربعين النووية، وشرح صحيح مسلم، وشرح بلوغ المرام، وشرح المنتقى من أخبار المصطفى، وشرح حلية طالب العلم، وتفاسير الشيخ المطبوعة، وفوائد من شرح لم يطبع إلى الآن يسر الله إتمامه فهل ترون أن نجعل الفوائد من الشروح الحديثية تحت هذه الزاوية، والفوائد من التفاسير في زاوية أخرى أم نجعل جميع الفوائد متفرقة أو مجموعة، وفقنا الله وإياكم لما فيه رضاه، ونظمنا وإياكم في سلك من خافه واتقاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Feb 2009, 06:24 م]ـ
وفقنا الله وإياكم لما فيه رضاه، ونظمنا وإياكم في سلك من خافه واتقاه
آمين. وجزاك الله خيرا ..
وفقنا الله وإياكم لما فيه رضاه، ونظمنا وإياكم في سلك من خافه واتقاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Feb 2009, 07:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك عنا خيرا.
أقترح أن تفرد فوائد كل كتاب بموضوع مستقل، فكل منها جدير بذلك.
إلى الأمام وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2009, 07:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك عنا خيرا.
أقترح أن تفرد فوائد كل كتاب بموضوع مستقل، فكل منها جدير بذلك.
إلى الأمام وفقك الله.
أوافق أخي الشيخ محمد العبادي بارك الله في جهودكم جميعاً.
¥