تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيديهم فى أيدى أعداء الإسلام كما فعلوا فى أفغانستان والعراق مثلا تحقيقا لانتصار مذهبى ضيق وبلوغ غاية قصيرة النظر؟ هذا هو السؤال.

والآن إلى الرد على الاعتراضات التى وُجِّهَتْ إلى ما سبق أن نشرتُه عن كتاب الموسوى الذى يشتم فيه أبا هريرة ويحقره ويقول فيه أشد وأسوأ مما قال مالك فى الخمر، فأقول وبالله التوفيق للمعلق الذى ذكر أن الشيعة ليسوا وحدهم الذين ذموا أبا هريرة، بل هناك مثلا محمود أبورية، وهو من أهل السنة: إننى أعرف أن أبا رية ألف كتابا بعنوان "شيخ المضيرة"، وقد قرأت شيئا منه قبلا، ولكن لم يقم وقتها من الدواعى ما يحملنى على الكتابة فى ذلك الموضوع. ثم تصادف منذ عدة ليال أن وقع كتاب الموسوى فى يدى فخطر لى أن أدرسه وأكتب عنه. وهذا هو السبب، ولا سبب غيره. ثم إن أبا رية إنما ألف كتابه تأثرا بكتاب الموسوى وأمثاله. وفوق هذا فإن أبا رية، لو قلنا إنه ليس شيعيا، هو فرد واحد، بخلاف كتاب الموسوى، الذى لا يمثل صاحبه وحده، بل يمثل آراء الشيعة كلهم تقريبا. أما إذا كان أبو رية قد تشيع ففى هذه الحالة لا معنى لاعتراض ذلك المعترض على اختيارى لكتاب الموسوى دون كتاب أبى رية.

وحين قرأت التعليقات المذكورة خطر لى فى الحال أن أنظر فى كتاب "الكافى" لمحمد بن يعقوب الكلينى المعروف لدى الشيعة بـ"ثقة الإسلام" والمتوفى سنة 329 هجرية، وهو يشبه لدى أهل السنة "صحيح البخارى"، لأرى هل هذا الكتاب يضم بين أحاديثه تلك النصوص التى أخذها الموسوى على أبى هريرة أو نصوصا تشبهها أَوْ لا حتى أعرف إلى أى مدى يكون للموسوى الحق فى إثارة هذه الزوابع والأعاصير. والحق أننى قد وجدت فى "الكافى" كثيرا من الأحاديث المشابهة لما أخذوه على أبى هريرة، وعليه فلا معنى لانتقادهم الصحابى الجليل. وفى "الكافى" أيضا كثير من الأحاديث التى تناقض المنطق والعلم وتخالف التاريخ الثابت وتذيع الخرافة والأباطيل، لكننا لا نحمل وزرها على أبى الحسنين أو مناصريه من الصحابة كسلمان والمقداد ... بل نقول إنها محمولة عليهم لأنه لا يُعْقَل أبدا أن يُقْدِم هؤلاء الكرام النبلاء على الكذب أو التزييف.

قلت إننى أعد نفسى مسلما فحسب، ومن ثم كان لا بد أن أوضح موقفى من إيران وحزب الله، أهم وأشهر كيانين شيعيين فى وقتنا هذا حتى يعرف القارئ مدى صحة دعواى هذه. فأما بالنسبة إلى إيران فقد أذكر أننى كنت متحمسا وما زلت لثورتها الأصيلة التى هب فيها معظم طوائف الشعب متمردين على الحكم الشاهنشاهى والتى وقف رجالها ونساؤها بصدورهم العارية فى وجه الجيش ولم يعبأوا بجبروته وأسلحته وتعضيد الولايات المتحدة لرضا بهلوى ووقوف كبار رجال الدولة آنذاك خلفه صفا واحدا، حتى أسقطوا الشاه ونظامه وجيشه ومخابراته وحطموا كل ذلك تحطيما. وكنت أقول وقتئذ بملء فمى: لقد ذهبت الشيعة بفخر اليوم كله، أما أهل السنة فلا يزالون "مَحَلَّك سِرْ! ". إنهم ينهنهون كالنساء مما يقاسونه على أيدى حكامهم وعلى أيدى الدول الكبرى التى تناصر أولئك الحكام، لكنهم لا يزيدون عن ذلك فترا واحدا، إذ تراهم رغم كل تلك النهنهة خاضعين خانعين راكعين ساجدين ومسبحين بأسماء ظالميهم ومستبديهم الذين حولوا حياتهم جحيما، طوال نهارهم وليلهم لا يفترون ولا يرعوون ولا يستحون. ورغم ما تبدّى بعد ذلك من أن الإيرانيين لا ينطلقون من الإسلام الرحب السمح بل من مذهبهم الشيعى الضيق المتعصب، وأنهم للأسف لا ينطوون لأهل السنة على حب أو خير، وأن كلامهم عن تحرير فلسطين هو فى الحقيقة، حتى الآن على الأقل، ليس سوى كلام لا يقدم ولا يؤخر، كلام شبعنا منه حتى بَشِمْنا، وبخاصة حين طلب الإيرانيون يوما من صدام حسين أن يسمح لقواتهم بالمرور خلال أرض العراق فى طريقها إلى فلسطين للدفاع عن أهلها فوافق الرجل فى الحال، فما كان منهم إلا أن حَرَنوا قائلين إنه ينوى أن يضربهم فى ظهورهم أثناء مرورهم! وهى حجة داحضة تافهة، وإلا فلماذا طلبوا منه مثل هذا الطلب أصلا ماداموا غير مطمئنين إليه؟ كما قرأنا فى الفترة الأخيرة أخبار التصريحات التى قام بها نائب الرئيس الإيرانى فى التاسع عشر من يوليه 2008م، تلك التصريحات التى ذكر خلالها أن "إيران صديقة الشعب الإسرائيلى"، وتمنيه مجىء اليوم الذي لا يحتاج فيه الإسرائيليون الحصول على تأشيرات لدخول إيران، وكذلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير