أرشيف ملتقى أهل التفسير

وقال يبدو أن مسلسل إغلاق المصليات واستبدالها بمراكز لحوار الأديان هو ديدن الجامعات الأسترالية، فقد قامت أشهر الجامعات الأسترالية "جامعة ملبورن" في العام الماضي بإغلاق مصلى المسلمين بحجّة ترميم المبنى، ووعدتهم ببناء مبنى بديل يفي بأعدادهم الهائلة في الجامعة، فمضى الطلبة يصلون في الممرات الجامعية، ويقيمون الجمعة في الصالة الرياضية التي لا تتوافر فيها أبسط الشروط لأداء الصلاة، وبعد مماطلات طويلة عزم الطلبة على تصعيد المسألة وفضح الجامعة في الإعلام، فتداركت الجامعة الأمر وأعطت الطلبة مكانا أكثر احتراما مهيّأ للصلاة الجماعية، الذي شفع للمسلمين في هذه المرة أن جامعة ملبورن تصنّف على أنها الجامعة الـ 19 على مستوى العالم، وأنّ لها سمعة دولية فضّلت ألا تغامر بها لأجل بعض الطلبة المسلمين.

سوف تكون أطول

وأكد أنّ الأمر في جامعة rmit مختلف، فتاريخ الجامعة وموقفها السلبي من بعض الحالات العنصرية التي واجهها الطلبة المسلمون سابقا ينبئ أنّ المعاناة هذه المرة ستكون أطول. المبرّر أن على الطلبة المسلمين أن يكونوا أكثر انفتاحا وأريحية في التعامل مع الطلبة من الديانات الأخرى.

ويشاء الله أن تحمل هذه المحنة التي عانى منها الطلبة بين طياتها منحة، حيث كسب المسلمون كثيرا من التأييد والتعاطف من غيرهم على مختلف المستويات، فقرر اتحاد الطلبة الأستراليين الأسبوع الماضي دعم الطلبة المسلمين في حقهم في الحصول على مكان مستقل، وكذلك انعكست المحنة على الطلبة، فولدت شعورا باللحمة والوحدة والهمّ المشترك بين الطلاب المسلمين على اختلاف مرجعياتهم والإحساس بجزء من المعاناة التي عاناها الجيل الأول من الصحابة الكرام لنشر هذا الدين.

مع ذلك تبقى المشكلة قائمة ولا يزال حقّ الطلبة قائما في الحصول على مكان يؤدون فيه شعائر دينهم بحرية، وتبقى الدوامة مستمرة ما دامت القضية لا تلاقي اهتماما أو تفاعلا من مسؤولي السفارات والبعثات في البلاد الإسلامية، فهم أوّل من يجب أن يتحرك لمعالجة مثل هذه الأزمات التي تواجه طلابنا في الغرب، كما ينبغي أن ترتفع الأصوات بمقدار الأموال التي تضخّ لهذه الجامعات. ولإخواننا الطلبة حقّ علينا في دعم كلّ نشاط قد يساعد على حل مثل هذه المشكلة، وتبقى مطالب الطلبة في تلك الجامعة في الحصول على مكان مناسب ومهيّأ للصلاة حقا مشروعا لهم، لا مجرد شغب وطمع طلبة مسلمين يطالبون بأكثر مما يستحقون.