3/ أنه يدعو للنازلة لا يسترسل في الدعاء، فإننا نجد بعض الأئمة إذا أراد أن يدعو لنازلة بدأ بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر: «اللهم اهدنا فيمن هديت ... » وهذا خلاف السنة. انظر في حديث أبي هريرة السابق تجد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعاء بكلام يتعلق بالنازلة ولم يسترسل في الدعاء في هذا الموطن.
4/ وأنّ السبب إذا زال ترك القنوت.
5/ وأنه ليس للقنوت صيغة معينة، بل يدعو لكل نازلة بما يناسبها، قال ابن تيمية رحمه الله:" فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على شيئين:
أحدهما: أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه، ليس بسنة دائمة في الصلاة.
الثاني: أن الدعاء فيه ليس دعاء راتباً، بل يدعو في كل قنوت بالذي يناسبه ".
6/ ويسن التأمين للمأموم على دعاء الإمام في قنوت النازلة. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما في قنوت النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: " .. يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ ".
7/ ويسن رفع اليدين للإمام والمأموم؛ لحديث قتلة القراء، ففي المسند أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه ودعا عليهم.
8/ ومن الأحكام أنه لا يشرع مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء، قال ابن تيمية: " وأما مسح وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا تقوم بهما حجة ".
9/ والأولى أن يترك القنوت في صلاة الجمعة؛ لأنه لا دليل على القنوت فيها. بل يكون في الصلوات الخمس، وهذه المسألة خلافية بين علمائنا رحمهم الله.
10/ ويكون القنوت بعد الرفع من الركوع.
عباد الله:
إنّ الاهتمام بأحوال إخواننا المسلمين المنكوبين من هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، والأدلة على ذلك أكثر من أن يتسع لها مقام كهذا.
إنه لا يخفى على أحد منّا ما يعاني منه إخواننا في غزة هذه الأيام ..
اجتياح ظالم، وحرب مستعرة، دمار في كل مكان، قتل وتشريد، سفك لدماء النساء، استهداف مقيت للأطفال، في ظل صمت لا نظير له، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إنّ لأهلنا في غزة علينا لحقاً كبيراً ..
وحسبي في هذا المقال أن أذكر بحقين:
أما الحق الأول: فالدعاء لهم، في سجودنا، وفي قنوتنا، وبتحين ساعات الإجابة.هذا أقل ما يمكن أن نقوم به، أما قال الله تعالى: (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73]،
ومعنى الآية: أن الكفار ينصر بعضهم بعضاً، ونحن إذا لم تحل هذه النصرة بيننا ساد الفساد. ومما يحقق لنا هذا أن نقف معهم في نكبتهم ..
وتأمل هذا المثل الذي ضربه نبينا صلى الله عليه وسلم -وهو في الصحيحين-: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى».
وفيهما: «المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً» وشبَّكَ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أصَابِعِهِ.
وأما الحق الثاني فهو أن نجاهد معهم، فإذا كانت هذه الأمة المغلوبة على أمرها قد حيل بينها وبين الجهاد معهم بالنفس فيبقى الجهاد بالمال سبيل إعانتهم.
ولقد قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في آيات عديدة .. وجاء الأمر به في قوله تعالى: (وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) [التوبة:41].
وقال صلى الله عليه وسلم: «جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم».
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا».
اللهمّ انصر اخواننا فى فلسطين ..
اللهمّ وحد صفهم وشد أزرهم وثبت الأرض من تحت أقدامهم واربط على قلوبهم وسدد رميهم وتقبل شهداءهم واشفى جرحاهم ..
اللهمّ عليك بالصهاينة الملاعين ومن والاهم ومن نصرهم ومن خذلنا ومن ناصرهم
اللهم نصرك الذى وعدته ..
>> من خطبة: من حق أهل غزة علينا د. مهران ماهر عثمان نوري