تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

روى البيهقي من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: ذكره أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده قال: «قال لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتحبون أن أعلمكم كيف كان إسلامي؟ قال: قلنا: نعم، قال: كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا أنا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طريق مكة، إذ لقيني رجل من قريش، فقال: أين تريد يا ابن الخطاب؟ فقلت: أريد التي والتي والتي قال: عجبا لك يا ابن الخطاب، أنت تزعم أنك كذلك، وقد دخل عليك الأمر في بيتك. قال: قلت: وما ذاك؟ قال: أختك قد أسلمت، قال: فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم الرجل والرجلان ممن لا شيء له ضمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي في يده السعة، فينالاه من فضل طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين، فلما قرعت الباب قيل: من هذا؟ قلت: عمر بن الخطاب، فتبادروا فاختفوا مني، وقد كانوا يقرءون صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها. فقامت أختي تفتح الباب، فقلت: يا عدوة نفسها أصبوت؟ وضربتها بشيء في يدي على رأسها، فسال الدم، فلما رأت الدم بكت، فقالت: يا ابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل، فقد صبوت.

قال: ودخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة وسط البيت، فقلت: ما هذا؟ ناولينيها، فقالت: لست من أهلها أنت لا تطهر من الجنابة، وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون.

فما زلت بها حتى ناولتنيها، ففتحتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل ذعرت منه، فألقيت الصحيفة، ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها، فإذا فيها {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ} [الحديد] فلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت، ثم رجعت إلى نفسي، فقرأتها حتى بلغت {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد-7] حتى بلغ إلى قوله (إن كنتم مؤمنين) إلى آخر الآية، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فخرجوا إلي متبادرين وكبروا وقالوا: أبشر يا ابن الخطاب، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين، فقال: اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك: إما أبو جهل بن هشام، وإما عمر بن الخطاب، وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك فأبشر.

قال: قلت: فأخبروني أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلما عرفوا الصدق مني قالوا: في بيت بأسفل الصفا، فخرجت حتى قرعت الباب عليهم، فقالوا: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب قال: وقد علموا من شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يعلمون بإسلامي، فما اجترأ أحد يفتح الباب حتى قال: «افتحوا له، إن يرد الله به خيرا يهده» ففتحوا لي الباب فأخذ رجلان بعضدي حتى أتيا بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «خلوا عنه» ثم أخذ بمجامع قميصي، ثم جذبني إليه، ثم قال: «أسلم يا ابن الخطاب، اللهم اهده» فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة، وكانوا مستخفين، فلم أشأ أن أرى رجلا يضرب فيضرب إلا رأيته، ولا يصيبني من ذلك شيء. فخرجت حتى جئت خالي، وكان شريفا، فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: ابن الخطاب قال: فخرج إلي فقلت: علمت أني قد صبوت قال: أوفعلت؟ قلت: نعم، قال: لا تفعل، فقلت: قد فعلت: فدخل، وأجاف الباب دوني، فقلت: ما هذا شيء، فذهبت إلى رجل من عظماء قريش، فناديته، فخرج إلي فقلت مثل مقالتي لخالي، وقال مثل ما قال ودخل وأجاف الباب دوني. فقلت في نفسي: ما هذا شيء، إن المسلمين يضربون، وأنا لا أضرب. فقال لي رجل: أتحب أن يعلم بإسلامك؟ فقلت: نعم، قال: فإذا جلس الناس في الحجر، فأت فلانا - لرجل لم يكن يكتم السر - فقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت، فإنه قل ما يكتم السر. قال: فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت فيما بيني وبينه: إني قد صبوت. قال: أوفعلت؟ قلت: نعم، قال: فنادى بأعلى صوته: إن ابن الخطاب قد صبأ، فبادر إلي أولئك الناس، فما زلت أضربهم ويضربونني فاجتمع علي الناس. فقال خالي: ما هذه الجماعة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير