قال فخرجت فجئته فلم أجده قال فقلت فلو أني جئت الكعبة فطفت بها سبعاً أو سبعين قال فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة ..
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ..
وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام ..
وكان مصلاه بين الركنين الركن الأسود والركن اليماني ..
قال فقلت حين أتيته: والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول ..
فقلت لئن دنوت منه أستمع منه لأروعنه، فجئت من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويداً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن حتى قمت في قبلته مستقبله ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة ..
قال فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام ..
فلم أزل قائماً في مكاني ذلك حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ..
ثم انصرف وكان إذا انصرف خرج على دار ابن أبي حسين وكانت طريقه حتى يجزع المسعى ثم يسلك بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار ابن أزهر بن عبد عوف الزهري ثم على دار الأخنس بن شريق حتى يدخل بيته ..
قال ابن اسحاق: وكان مسكنه صلى الله عليه وسلم في الدار الرقطاء التي كانت بيدي معاوية بن أبي سفيان ..
قال عمر رضي الله عنه: فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس ودار ابن أزهر أدركته فلما سمع رسول اله صلى الله عليه وسلم حسي عرفني فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني إنما تبعته لأؤذيه ..
فنهمني ثم قال ما جاء بك يا بن الخطاب هذه الساعة؟ قال قلت لأومن بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله .. قال فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: قد هداك الله يا عمر، ثم مسح صدري ودعا لي بالثبات ثم انصرفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته.
قال ابن إسحاق والله أعلم أي ذلك كان. اهـ
رواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 346) وقوله: فالله أعلم أي ذلك كان .. إشارة منه للتغاير بين القصتين .. وفي هذا السند الذي ذكره ابن إسحاق ثلاثة علل: الأولى: المبهمين من أصحاب ابن أبي نجيح. الثانية: تدليس ابن أبي نجيح، فقد عنعنه. الثالثة: أنه مرسل عن عطاء ومجاهد والمرسل ضعيف.
ولا يساعده ما نقلناه من المسند لأنه ضعيف أيضا وإن تشابهت القصة.
يتبع بإذن الله تعالى **********
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[13 May 2009, 08:00 م]ـ
المرحلة الثالثة: قصة ما بعد إسلامه
ومما جاء من أحاديث وآثار فيما بعد إسلام عمر ..
1 - ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم صدر عمر
روى الحاكم والطبراني وابن عساكر بسندهم إلى خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر حين أسلم وقال: اللهم أخرج ما في صدره من غل وداء وأبدله إيمانا .. يقول ذلك ثلاثا.
أخرجه الحاكم (3/ 91) والطبرانى في الكبير (12/ 305) وفى الأوسط (2/ 20) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 38) وأبو نعيم في دلائل النبوة (1/ 73) وابن المقرئ في معجمه (3/ 297) كلهم من طريق أبو جعفر النفيلي عن خالد بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن سالم عن أبيه.
وقال الهيثمى في مجمع الزوائد (9/ 65): رجاله ثقات. وحسنه السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 246) وفي تعليق الذهبي في تلخيص مستدرك الحاكم: قال البخاري: خالد بن أبي بكر العمري له مناكير.
وقال ابن حجر: فيه لين .. وقال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (3/ 323): يكتب حديثه .. وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 254) وقال: يخطىء.
وقول البخاري يروي المناكير، ليس من التضعيف في شيء كما حققه اللكنوي في الرفع والتكميل (ص210) فراجعه فانه مبحث هام جدا.
2 - خوف عمر من قريش
قال ابن عمر رضي الله عنه: بينما عمر رضي الله عنه في الدار خائفاً، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال: ما بالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت، قال: لا سبيل إليك، وبعد أن قالها أمنت ..
فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟
فقالوا: نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ، قال: لا سبيل إليه، فكَّر الناس.
والحديث صحيح: رواه البخاري رقم 3864 وهو من أفراده.
¥