3 - إعلان عمر لإسلامه على الملأ وما جرى له
منها ما رواه ابن إسحاق فقال: وحدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، عن ابن عمر قال: لما أسلم أبي عمر قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي قال: فغدا عليه.
قال عبد الله بن عمر: فغدوت أتبع أثره، وأنظر ما يفعل، وأنا غلام أعقل كل ما رأيت، حتى جاءه، فقال له: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد؟ فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر، واتبعت أبي، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش ـ وهم في أنديتهم حول الكعبة ـ ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ.
قال ويقول عمر من خلفه: كذب، ولكنى قد أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه، حتى قامت الشمس على رؤوسهم. قال وطلع، فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاث مئة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا، قال: فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش، عليه حلة حبرة وقميص موشى حتى وقف عليهم فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر، فقال: فمه؟ رجل اختار لنفسه أمراً فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم هكذا! خلوا عن الرجل. قال: فوالله لكأنما كانوا ثوباً كشط عنه.
قال: فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة: يا أبت، من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك؟ فقال: أي بني، العاص بن وائل السهمى.
أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 233) وابن حبان كما في موارد الظمآن (2/ 218) والحاكم في المستدرك (3/ 85) مختصرا. وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 39): وهذا إسناد جيد قوي. اهـ
وحسن إسنادها الإمام الألباني في صحيح موارد الظمآن (2181) وحسنها أيضا الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من فضائل الصحابة (82 - 83).
وآخره عند البخاري في قصة إسلام عمر رقم 3865.
4 - قصة خروجه وتسميته بالفاروق
رواها أبو نعيم عن ابن عباس قال: سألت عمر: لأي شيء سميت (الفاروق)؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إليَّ من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوسٌ في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت: فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترةً، فما تمالكت أن وقعت على ركبتي فقال: ما أنت بمنته يا عمر! فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فكبر أهل الدار تكبيرةً سمعها أهل المسجد فقلت: يا رسول الله! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: بلى! والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم! قلت: ففيم الإختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، فنظرت إلي قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ (الفاروق).
القصة أخرجها أبو نعيم في الحلية (1/ 40) وفي الدلائل (1/ 315) وابن الجوزي في مناقب عمر وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 20) وذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/ 280) وقال: وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة. اهـ
والقصة في سندها إسحاق بن أبي فروة، قال ابن حجر: متروك. ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة قد كذبه قوم وفيه أيضا من لم يعرف.
5 - ذهاب عمر لأبي جهل
قال ابن إسحاق وحدثني عبد الرحمن بن الحارث عن بعض آل عمر أو بعض أهله قال، قال عمر:
¥