تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لما أسلمت تلك الليلة تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت قال قلت - أبو جهل وكان عمر لحنتمة بنت هشام بن المغيرة - قال فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه قال فخرج إلي أبو جهل فقال مرحباً وأهلاً بابن أختي ما جاء بك؟

قلت جئت لأخبرك أني قد آمنت بالله وبرسوله محمد وصدقت بما جاء به ..

قال فضرب الباب في وجهي وقال قبحك الله وقبح ما جئت به.

رواه معضلا ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 101) ووصله ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 41) بسنده عن عبد العزيز بن عمران (وهو متروك) عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري (ضعفه ابن معين وقال ابن حجر صدوق له أوهام ووثقه أبو داود وعدة) عن حمزة بن عبد الله بن عمر وهو ثقة إمام ..

وإنما الإشكال عندي في سند ابن عساكر من أوله ففيه من لم أجد ترجمته.

وضعف كون أبو جهل خال عمر ابن عبد البر وابن الجوزي وقد رجّح القول بأن أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية وليست بنت هشام بن المغيرة مؤرج السدوسي في حذف من نسب قريش (ص-80) والكلبي في جمهرة النسب (ص-105) كما حققه الأستاذ عبد السلام بن محسن آل عيسى في كتابه دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (1/ 74).

6 - قتال عمر مع عتبة بن أبي ربيعة

جاء في رواية عن عائشة في قصة إسلام أبيها وضرب عتبة له وفي آخرها:

أن عمر رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه سلم، لما أسلم:

يا رسول الله علام نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهر دينهم وهم على الباطل؟ فخرج عمر، فطاف بالبيت ثم مر بقريش وهي تنتظره، فقال أبو جهل: زعم فلان إنك صبوت، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فوثب المشركون إليه، فوثب على عتبة بن ربيعة فبرك عليه، فجعل يضربه، وأدخل إصبعيه في عينيه، فجعل عتبة يصيح، فتنحى الناس عنه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج عمر أمامه وحمزة بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت وصلى الظهر معلناً، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: وفعل عمر في عتبة هذا الفعل لأن في أول الحديث ضرب عتبة أبي بكر ضربا شديدا حتى غير معالم وجهه ..

رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 48) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7274) مختصرا وفي سنده عثمان بن عبد الله ابن الأرقم ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 155) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 232) ولم يذكرا فيه جرحاً وتعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 198) فهو مستور.

ورواه خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي في حديثه (1/ 126) عن شيخه عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العُمَري وقد رماه النسائي بالكذب، وذكره عن خيثمة ابن كثير في البداية ورده فقال: والصحيح أن عمر إنما أسلم بعد خروج المهاجرين إلى أرض الحبشة، وذلك في السنة السادسة من البعثة. اهـ

ورواه قوام السنة أبو القاسم التيمي في الحجة في بيان المحجة (2/ 340) وفيه عمران بن موسى بن طلحة ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 422) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 242) وقد يكون مستور الحال لكن في إسناده من لم أجد له ترجمة، فأرجو أن هذا الحديث يحتمل التحسين بإذن الله.

7 - هل نزل قرآن في إسلام عمر

جاء في رواية أن عمر أسلم بعد تسعة وثلاثين رجلاً فصاروا أربعين فنزل جبريل بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال-64]

فروى الواحدي في أسباب النزول عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلا، ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

وذكره السيوطي في لباب النزول (1/ 100) من رواية البزار والطبراني بسند ضعيف من طريق عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس وقال: وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير فذكره. وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب مرسلا. اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير