4 - وهناك اختلافات أخرى في المتن يحسن الوقوف عليها مِن قِبل المختصين من مثل روايات عمر نفسه عن كيفية إسلامه، فالأساليب فيها مختلفة.
هذا ما حسِبتُ فيه فائدة لكتابته، وإن كان لا فالله أسأل أن يغفر لي زللي.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[14 May 2009, 07:06 م]ـ
المشارِكَةُ الكريمة .. بارك الله فيكِ وسدد خطاكِ.
أشكر لكِ مروركِ ومشاركتكِ ..
وأحسن الله إليكِ، ولكِ بمثل إن شاء الله تعالى.
فأولا قولكِ:
كثرة الشواهد والمتابعات إن كانت كلها ضعيفة جداً فإنها لا تُقَوِّي بعضُها بعضًا. اهـ
نعم هذا صحيح، وأرجو أن يكون الكلام على حديث بعينه صححناه أو حسناه كي يتسنى لنا الرد.
ثانياً: أما موضوع الوضوء:
ففي رواية أنس: إنك رجس وإنه {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} فقم فتوضأ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ {طه}. الخ
وفي رواية أسلم مولى عمر: فنظرت إلى الصحيفة وسط البيت، فقلت: ما هذا؟ ناولينيها، فقالت: لست من أهلها أنت لا تطهر من الجنابة، وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون. فما زلت بها حتى ناولتنيها، ففتحتها .. الخ
وفي بعض روايات حديث أنس في السنن الكبرى للبيهقي (1/ 88) وسنن الدارقطني (1/ 123) والحاكم في المستدرك (4/ 66 رقم: 6897) قالت له أخته إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ ثم اخذ الكتاب.
وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (23/ 405) قال:
أروني هذا الكتاب، فقالت أختي: إنه لا يمسه إلا المطهرون، فإن كنت صادقا فقم فاغتسل، قال: فقمت فاغتسلت وجئت فجلست، فأخرجوا إلي صحيفة فيها ..
وجميع روايات أنس وأسلم ضعيفة .. لم نصححها ..
ولكن يجاب عن اعتراض الشيخ عثمان الخميس - حفظه الله – أن مثل هذا التفصيل لم يكن تقرر بالصورة الكاملة بعد، لا سيما والقصة في بدايات الإسلام ..
وقد يقال أيضا وهو أوضح: هذا اجتهاد منها رضي الله عنها، وليس بملزم ..
ثم إذا ضعف الحديث فلا حجة فيه لهذا الاستنتاج أو لهذا الرد ..
فقول الشيخ: فكيف فات على فاطمة بل وعلى زوجها سعيد بن زيد هذا المعنى؟ ليس في محله ..
والآية المستشهد بها على فرض - صحة الرواية - فيها خلاف أيضا فيما هو المقصود بالكتاب، ومن هم المقصودون بمسه .. وعرض الخلاف موجود في كل التفاسير.
[قال أيضا شيخنا الخميس في تلك المحاضرة – بما معناه –: من حيث الجانب النفسي هل من الممكن أن يأتي كافر قوي شجاع ليوسِع زوج أخته ضربا ثم يصك أخته صكة تدميها ويطلب ما بيدها فترفض إلا أن يتوضأ، فيذهب وهو إذ ذاك على تلك الحال من فورة الغضب وسورته ليلبي طلب التوضؤ مِن قِبَل من أغْضَبَتْهُ!]. اهـ
وكأن الشيخ لم ير في بعض الروايات أنه ندم على ذلك؟ كما في رواية أسلم مولى عمر قال: ثم رجعت إلي نفسي فتناولتها ..
فلا يقال الجانب النفسي أو غير النفسي، فهذا موجود في كثير من الناس، بل قال الغزالي واصفا لشخصية عمر قبل إسلامه: وما إن يثور حتى يخور .. كما في فقه السيرة له ..
فهذا الاعتراض غير ملزم بداهة .. لا سيما والحديث أيضا ضعيف فلا حاجة بذكر الاعتراض المذكور.
أما اختلاف الروايات في معرفة عمر الكتابة، فالذي شذ من الروايات هي رواية الزهري ومرسلاته شبه الريح كما ذكرنا ..
وقول الشيخ: والدارس لتاريخ المصحف الشريف يجد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من القلائل في قريش الذين يكتبون .. الخ
قلت: صح أن عمر رضي الله عنه كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فمن قال كان كاتبا قبل إسلامه فليعلمنا بالدليل.
غير أن كل الروايات تقول أنه قرأ، بل في رواية البيهقي والداراقطني أنه كان كاتبا قارئا، وهي نفس رواية أنس الضعيفة. فالشاذ هو الزهري في روايته وكلتا الروايتين ضعيفتين فلا اعتراض.
وأخيراً قولكِ: هناك اختلافات أخرى في المتن يحسن الوقوف عليها مِن قِبل المختصين من مثل روايات عمر نفسه عن كيفية إسلامه .. الخ
¥