تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من أنواع الاستعاذة

• الاستعاذة بالله من الوسواس الخناس

قال تعالى: ? قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ?

وقد مر تفسيرها وبيان فوائدها في باب سبل الشيطان ..

وصح عن النبي ? أنه قال لأبي مليح وكان رديفه: لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قلت بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب.

[رواه أحمد 5/ 59 وأبو داود 4928 والحاكم 4/ 324 وصححه الألباني]

وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب.

ومر معنا حديث النبي ?: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

وذكر البخاري عن ابن عباس: أن الوسواس إذا ولد المولود خنسه الشيطان فإذا ذكر الله عز وجل ذهب وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه. والأثر ضعيف.

وخنسه: أي خنس المولود أي نخسه وطعنه في خاصرته والوسواس هو الشيطان سمي به لكثرة ملابسته الإنسان ووسوسته له ..

والخناس: لأنه يخنس أي يتقهقر ويتأخر عند ذكر الله تعالى.

• التعوذ من الخبث والخبائث

ثبت في الصحيحين [البخاري 142 ومسلم 357] عن أنس أن رسول الله ? كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.

قال كثير من العلماء استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم.

وجاء عن ابن عمر رضي اللّه عنهما وغيره: كان رسول اللّه ? إذا دخل الخَلاء قال: اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجس النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ الشَّيْطانِ الرجِيمِ.

[رواه ابن السني 18 عن أنس وابن ماجة رقم 299 والطبراني 8/ 210 عن أبي أمامة وحسنه الحافظ بشواهده ورواه ابن أبي شيبة 1/ 11 عن أبي حذيفة وغيره من قوله].

• همزات الشياطين وأن يحضرون

وقال تعالى: ? وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ? المؤمنون-98

فأمر تعالى أن يستعيذ العبد به من نوعي شر إصابتهم بالهمز وقربهم ودنوهم منه فتضمنت الاستعاذة أن لا يمسوه ولا يقربوه ..

وقال القرطبي: هذه الآية فيها مسألتان:

الأولى قوله تعالى: ? من همزات الشياطين ? والهمزات هي جمع همزة والهمز في اللغة النخس والدفع، يقال: همزه ولمزه ونخسه أي دفعه ..

وقال الليث: الهمز كلام من وراء القفا واللمز مواجهة، والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم ..

وقال أبو الهيثم: إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام وسمي الأسد هموسا لأنه يمشي بخفة فلا يسمع صوت وطئه.

الثانية: أمر الله تعالى نبيه ? والمؤمنين بالتعوذ من الشيطان في همزاته وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة، فلذلك اتصلت بهذه الآية، فالنزغات وسورات الغضب الواردة من الشيطان هي المتعوذ منها في الآية ..

وقوله: ? وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ? أي يكونوا معي في أموري فإنهم إذا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز وإذا لم يكن حضور فلا همز وفي صحيح مسلم: إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه. اهـ

وفي سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله ? كان يعلمهم من الفزع كلمات: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.

[رواه أبو داود 2/ 405 والنسائي كبرى 10601 وابن أبي شيبة 5/ 51 وحسنه الألباني]

قال في تحفة الأحوذي:

أعوذ بكلمات الله التامة أي الكاملة الشاملة الفاضلة وهي أسماؤه وصفاته وآيات كتبه، وعقابه أي عذابه، شر عباده من الظلم والمعصية ونحوهما ومن همزات الشياطين أي نزغاتهم وخطراتهم ووساوسهم وإلقائهم الفتنة والعقائد الفاسدة في القلب وهو تخصيص بعد تعميم وأن يحضرون أي ومن أن يحضروني في أموري كالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك لأنهم إنما يحضرون بسوء فإنها أي الهمزات لن تضره أي إذا دعا بهذا الدعاء وفيه دليل على أن الفزع إنما هو من الشيطان.

• الاستعاذة من الشيطان بكلمات الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير