وذكر الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان (1/ 93) عن الطرطوسي في كتاب تحريم الفواحش من رواية يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: المخنثون أولاد الجن، قيل لابن عباس كيف ذلك؟ قال إن الله عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم - نهيا أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض فإذا أتاها سبقه إليها الشيطان فحملت فجاءت بالمخنث. اهـ
وذكره ابن عدي في الكامل (6/ 295) وعنه الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 363) في مناكير يحيى بن أيوب مرفوعا فقال: عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي حدثني يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤنثون أولاد الجن قيل لابن عباس يا أبا الفضل كيف ذلك؟ قال نهى الله ورسوله أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض فإذا أتاها سبقه الشيطان إليها فحملت منه فأتت بالمؤنث.
قلت: الطريقين فيهما يحيى بن أيوب وهو ضعيف بالاتفاق، فالأثر لا يصح موقوفا ولا مرفوعاً.
المغربون: الذين يشترك فيهم الجن
وفي سنن أبي داود بسند فيه ضعف عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله ?: هل رؤي فيكم المغربون؟ قلت وما المغربون؟ قال: الذين يشترك فيهم الجن.
رواه أبو داود 5107 والترمذي الحكيم في نوادر الأصول وضعفه الألباني.
والمغربون: قيل سموا بذلك لأنه دخل فيهم عرق غريب أو جاؤوا من نسب بعيد ..
وقيل أي المبعدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع حتى شارك فيهم الشيطان.
قلت: ولعل الأطفال الذين ولدوا بالعته المغولي منهم .. والله وأعلم.
قال في عون المعبود: مقصود المؤلف – أبي داود - من إيراد الحديث في هذا الباب أن الأذان في أذن المولود له تأثير عجيب وأمان من الجن والشيطان كما أن الدعاء عند الوقاع له تأثير بليغ وحرز من الجن والشيطان .. والله أعلم ..
قلت: ساق في باب الصبي يولد فيؤذن في أذنه حديث عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: رأيت رسول الله ? أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة.
رواه أبو داود 5105 وحسنه الألباني ثم ضعفه آخرا.
فالتسمية والاستعاذة من الشيطان عند الوقاع والآذان في أذن المولود يدحر الشيطان دحرا ويضعف تسلطه على المولود .. لأن الشيطان يهرب من الآذان وله ضراط كما سيأتي.
آثار عن أمير المؤمنين عمر
وروى عبد الرزاق (المصنف 7/ 409) بسنده عن إبراهيم النخعي قال: بلغ عمر عن امرأة أنها حامل فأمر بها أن تحرس حتى تضع فوضعت ماء أسود فقال عمر: لمة من الشيطان.
قلت: وإبراهيم لم يدرك عمر وحدث عن أبو سعيد الخدري وعائشة وعامة ما يروى عن التابعين كعلقمة ومسروق والأسود. فالأثر منقطع.
وفي المصنف أيضا (7/ 410):
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه أن أبا موسى كتب إلى عمر في امرأة أتاها رجل وهي نائمة فقالت إن رجلا أتاني وأنا نائمة فوالله ما علمت حتى قذف في مثل شهاب النار، فكتب عمر تهامية تنومت قد يكون مثل هذا وأمر أن يدرأ عنها الحد.
وسنده حسن من أجل عاصم بن كليب وأبيه فإنهما صدوقان.
وفيه عن الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال بلغ عمر أن امرأة متعبدة حملت فقال عمر أراها قامت من الليل تصلي فخشعت فسجدت فأتاها غاو من الغواة فتحشمها فأتته فحدثته بذلك سواء فخلى سبيلها. وسنده صحيح أيضاً.
فهذه الآثار ظاهرة في وقوع جماع الجني للإنسية ..
قصة صحيحة يرويها أنس
وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن أنس بن مالك قال: كانت ابنة عوف بن عفراء مستلقية على فراشها فما شعرت إلا بزنجي قد وثب على صدرها ووضع يده في حلقها فإذا صحيفة صفراء تهوي بين السماء والأرض حتى وقعت على صدري فأخذها فقرأها فإذا فيها: من رب لكين إلى لكين: اجتنب ابنة العبد الصالح فإنه لا سبيل لك عليها فقام وأرسل بيده من حلقي وضرب بيده على ركبتي فتورمت حتى صارت مثل رأس الشاة، قالت: فأتيت عائشة رضي الله عنها فذكرت ذلك لها فقالت: يا ابنة أخي إذا خفت فاجمعي عليك ثيابك فإنه لن يضرك إن شاء الله قال: فحفظها الله بأبيها فإنه كان قتل يوم بدر شهيدا.
¥