نعم أخي جمال .. هذا هو الصواب إن شاء الله تعالى إن كنت تقصد الزواج بين الجن والإنس وعكسه .. وعليه فلا رابط للآثار في المسألة .. إذ ليس في جواز النكاح إلا رأي مالك والأعمش ..
وهذا مردود بما ذكر في آخر المقال تحت عنوان: المانع من جواز النكاح بين الإنس والجن .. وذكرت ما احتج به الشبلي من حجج، وهي ظاهرة القوة كما في أعلاه ..
بالاضافة إلى كراهة الحسن وقتادة له .. وهذا ما بينته وختمت به المقال أعلاه.
وأضيف:
روى ابن عدي في ترجمة نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن الطحاوي قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قدم علينا نعيم بن سالم مصر فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن. فلم أرجع إليه.
وقال شيخ الإسلام شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى: رأيت بخط الشيخ فتح الدين اليعمري، وحدثني عنه عثمان المقاتلي قال: سمعت الشيخ أبا الفتح القشيري يقول: سمعت الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: وقد سئل عن ابن عربي فقال: شيخ سوء كذاب. فقيل له: وكذاب أيضاً؟ قال: نعم، تذاكرنا يوماً نكاح الجن، فقال: الجن روح لطيف والإنس جسم كثيف فكيف يجتمعان؟ ثم غاب عنا مدة وجاء في رأسه شجة، فقيل له في ذلك، فقال: تزوجت امرأة من الجن فحصل بيني وبينها شيء فشجتني هذه الشجة! قال الشيخ الذهبي بعد ذلك: وما أظن ابن عربي تعمد هذه الكذبة وإنما هي من خرافات الرياضة. اهـ
من الدميري في حياة الحيوان الكبرى (1/ 210) في أثناء كلامه على الجن.
فالذهبي عد ذلك من الخرافات كما هو ظاهر من كلامه .. ولو استقصينا ذلك لنقلنا فيه الكثير ..
المهم أخي جمال: أن تكون الآثار والأحاديث الصحيحة المذكورة أعلاه تثبت وقوع الجماع من الجني على الإنسية من باب التعدي الذي حرمه الله على الجنسين ..
فهذا شيء وموضوع الزواج بين الانس والجن شيء آخر ..
وأرجو أن يكون هذا واضحا، لأنك اشرت أن الآثار المذكورة في المقال كلها ليست دليلا على جواز الزواج بين الجنسين ..
وجزاك الله خيرا ..
وشكر لك مرورك العطر.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 May 2009, 02:16 م]ـ
شكرا لك واما جماع الجن للانس فاني غير مصدقه ولا ارى شيئا ذا بال يدل عليه وكلها اقوال لاتستند الى دليل قويم
وفقنا الله واياك الى ما فيه الخير
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[31 May 2009, 01:05 ص]ـ
أخي الكريم / جمال أبو حسان .. بارك الله فيك وسدد خطاك ..
أرجوا أن تبين لنا ما هو المانع عندك؟
فإن كان المانع دليل شرعي فاذكره مشكوراً كي نحيط به علماً ..
وإن كان المانع عقلي، فقد ذكرنا رده من كلام الشبلي، ولغيره كلام مماثل لم نذكره خوف الإطالة ..
وإن كان المانع عرفي .. فالعرف يقر هذا، والحكايات فيه كثيرة ..
ويكفي قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (19/ 39):
وَصَرْعُهُمْ لِلْإِنْسِ قَدْ يَكُونُ عَنْ شَهْوَةٍ وَهَوًى وَعِشْقٍ كَمَا يَتَّفِقُ لِلْإِنْسِ مَعَ الْإِنْسِ وَقَدْ يَتَنَاكَحُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ وَهَذَا كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَكَرِهَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مُنَاكَحَةَ الْجِنِّ. اهـ
فهو أثبت وقوعِ ذلك ونقل كراهته شرعا كما في كلامه هذا ..
ومع ذلك، فله كلام صريح في دقائق التفسير (2/ 135) عن الاستمتاع الجنسي، فقال في تفسير قوله تعالى: (وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله) وبعد أن ذكر كلام السلف:
قلت الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض كما قال (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) ومن ذلك الفواحش كاستمتاع الذكور بالذكور والإناث بالإناث ..
ثم قال: وفي الجملة استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس .. وتارة يمكنه من نفسه فيفعل به الفاحشة وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنسي وقد يفعل ذلك بالذكران ..
¥