وفيه عن الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال بلغ عمر أن امرأة متعبدة حملت فقال عمر أراها قامت من الليل تصلي فخشعت فسجدت فأتاها غاو من الغواة فتحشمها فأتته فحدثته بذلك سواء فخلى سبيلها. وسنده صحيح أيضاً.
فهذه الآثار ظاهرة في وقوع جماع الجني للإنسية ..
والقصة الصحيحة التي رواها أنس عن ابنة عوف بن عفراء وكانت مستلقية على فراشها فما شعرت إلا بزنجي قد وثب على صدرها .. الخ
وإن قلت لعله أراد شيئا غير الجماع .. قلت: يرده قول عائشة: يا ابنة أخي إذا خفت فاجمعي عليك ثيابك فإنه لن يضرك إن شاء الله ..
وفي الرواية الثانية قالت: قالت فدنا مني يريدني .. الخ، وهو واضح.
وفي حديث ابن عباس مرفوعا في دعاء الجماع: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه.
قال الحافظ في الفتح (9/ 229): وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه ... ولعل هذا أقرب الأجوبة. اهـ
وإذا صح شرعا أن الشيطان يأكل مع من لم يسمى الله، ويشرب معه، جاز أن يجامع معه إذا لم يدعوا بالدعاء الصحيح ..
وكذلك حديث: ستر بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع ثوبه قال بسم الله.
ما هو وجهه عندك إن لم يكن خوف طمع الجني ..
أما عن الواقع والمشاهد
فيخبرنا المتخصصين في علاج الجان بالرقية والأذكار .. من أهل السنة عن تجاربهم في هذا المجال ..
وخلاصته: أن جماع الجني للإنسية يحصل كثيراً، وترى المرأة نفسها وكأن رجلا يجامعها جماعا حقيقيا، وتشعر بالإيلاج، وقد تجد منيا، وذكر الشبلي أن في هذه الحالة يجب عليها الغسل ..
وأن الجن وان كان يجامع المرأة كرها واغتصابا، فقد يكون ذلك لعشق أو لإيذاء ابتداء كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية.
وأكدوا أن الجني لا يستطيع فض غشاء البكارة ولا أن يسبب الحمل للإنسية وعللوا ذلك باختلاف النوعين، وأكدوا أنه لو ظهر لها في صورة إنسي قد يفض الغشاء ..
وأقول: هذا الذي ذكروه لا يستغرب لما مر من أدلة ..
وأن أقرب حالة لجماع الجني للإنسية تكون أثناء النوم في حلم يكون هو فيه حقيقة وتكون المرأة في ثبات عميق فتفيق وقد أدركت أن هذا حصل لها كما يتذكر احدنا حلمه ..
وإن كانت هذه الحكايات غير مقبولة عقلا عندك، فاقبل الموجود من أدلة الشرع المذكورة عاليه.
وفيما ذكرنا كفاية .. والله أعلى وأعلم.
وجزاك الله خيرا على مرورك ومشاركتك الطيبة.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[31 May 2009, 08:36 ص]ـ
المانع عندي ايها الفاضل انه لا يوجد دليل شرعي على هذا الامر وكل ما تفضلت به اعرفه واعرف غيره وهي اقوال مجردة عن الادلة الشرعية
واظن ان قضية مثل هذه لا بد فيها من الدليل
واما قول مجاهد فهو قول باطل وليس ضعيفا كما ذكرت وقد درست هذه القضية بعنوان العلاقة بين الانسان والجان كما يصورها القران ونشرت هذا في بحث في مجلة اسلامية المعرفة العدد الاخير فانظره تكرما
والله يتولانا جميعا
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[31 May 2009, 07:55 م]ـ
أخي الكريم / جمال أبو حسان .. بارك الله فيك وسدد خطاك ..
قلت أكرمك الله في الدارين: لا يوجد دليل شرعي على هذا الأمر وكل ما تفضلت به أعرفه وأعرف غيره وهي أقوال مجردة عن الأدلة الشرعية.
برجاء إفادتنا بما تعرفه مما هو من قبيل وجهتنا.
وقلت: وأما قول مجاهد فهو قول باطل وليس ضعيفا كما ذكرت.
أرجو بيان البطلان من وجهة نظر حديثية.
وقولك: وقد درست هذه القضية بعنوان العلاقة بين الانسان والجان كما يصورها القران ونشرت هذا في بحث في مجلة اسلامية المعرفة العدد الأخير فانظره تكرما.
ليتك تنقل لنا منها زبدتها وما يتناسب مع مقالنا فإني لم أطلع عليها ويصعب علي حصولها.
وأتسائل متطفلاً: لماذا كانت الدراسة في ضوء القرآن فقط؟
وهل هذه العلاقة من خلال السنة الثابتة الصحيحة لا تقبل ها هنا؟
أو بمعنى آخر: وهو هل هذه المسألة العقائدية لا تثبت بالسنة وتثبت بالقرآن فقط؟
أرجو إفادتي عن هذه المسألة تحديداً. وجزاك الله خيرا.
وأقول:
أنا معك قلبا وقالبا في أن مثل هذه الأمور لا تطرح بلا دليل شرعي.
ولكن بنظرة عامة على خصائص الجن والشيطان .. يظهر لنا الآتي:
- أنهم يتناكحون ويتناسلون.
¥