تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وروى ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (1/ 28) بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: كانت ابنة عوف بن عفراء مستلقية على فراشها فما شعرت إلا بزنجي قد وثب على صدرها ووضع يده في حلقها فإذا صحيفة صفراء تهوي بين السماء والأرض حتى وقعت على صدري فأخذها فقرأها فإذا فيها: من رب لكين إلى لكين: اجتنب ابنة العبد الصالح فإنه لا سبيل لك عليها فقام وأرسل بيده من حلقي وضرب بيده على ركبتي فتورمت حتى صارت مثل رأس الشاة، قالت: فأتيت عائشة رضي الله عنها فذكرت ذلك لها فقالت: يا ابنة أخي إذا خفت فاجمعي عليك ثيابك فإنه لن يضرك إن شاء الله قال: فحفظها الله بأبيها فإنه كان قتل يوم بدر شهيدا.

فهذه الآثار عن عمر وأنس .. وهما من هما .. فمن قال بغيره من الصحابة؟

هل فسر الكتاب وبينت معاني الأحاديث وتقررت العقيدة والعبادة إلا بالآثار عن الصحابة والتابعين؟؟ كيف تمرون على هذه الآثار ولا تلقوا بها بالا؟

أليس عمر داخل في الحديث: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .. الخ

وهذا القرآن، كما رضينا بنقل الحفظة له، فلنرضى بنقل العلماء الثقات من مفسري أهل السنة ..

وقد ذكرنا من كلام العلماء في تفسير قوله تعالى: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)

تقرير ابن جرير الطبري - وابن الجوزي – والبغوي – والقرطبي – والألوسي – والرازي – والخازن .. واكتفيت بذلك، وإلا فكثير من المفسرين قال بذلك وقرره ..

وقال به ابن تيمية شيخ الإسلام في تفسيره الكبير أيضا.

إخواني الكرام: هذا تجاسر على رد أقوال العلماء في فهمهم لكتاب الله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..

وإذا كانت الراية التي يرفعها كل سلفي هي: [الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة] فأين تطبيق فهم السلف والعلماء متبعي السلف على هذه المسألة؟

فرضنا أنني مضلل وكذاب وبحثي كله باطل وأدلته مردودة .. من قال بعدم هذا الذي نقلناه في بحثنا؟ اذكروا عالما واحدا يوازي هؤلاء الكبار؟

وكل ما تذكرونه من علة، تارة بذكر آية أو كلام عقلي .. هذا اتهام منكم للعلماء الكبار القائلين بهذه المسألة إذ جعلتموهم سذج إلى حد أن يعترض أحد الأخوة بقوله تعالى (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم .. ) فقط ليس للشيطان إلا الدعوة!! ورد بهذا كثير من الأحاديث الصحيحة الثابتة .. وكأن علماؤنا سذج لم يعرفوا هذا الدليل الخطير الذي غاب عنهم!! أستغفر الله، ولا أدعي عصمتهم ..

ولو علم الأخ سبب الآيات ومناسبتها وربطها بسياقها لفهم منها غير ما قرره متسرعا ..

ولو أنكم قرأتم خصائص الجن والشيطان في صحيح السنة [كما في المشاركة رقم 9] لما استبعدتم هذه المسألة، طالما أنكم لا تأخذون بما سقناه من أدلة .. أو لا ترونها دليلا صريحا، وخطأتم بهذا جمهور العلماء المذكورين ومعهم شيخنا ابن عثيمين!! ويا ليتكم جئتم بدليل على النفي!!!

حتى أن أحد الأخوة في مكان آخر قال لي: كيف يجامع معه؟ فقلت له: وكيف يأكل معه؟

الردود العقلية على السنة والأثر من أكبر مشكلات فهم الشريعة .. نسأل الله السلامة.

وجدت من فتاوى الشبكة الإسلامية رقم الفتوى 15979 بتاريخ 15 صفر 1423:

السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم .. أريد الاستشارة في أمر يخص سائلة حيث قالت لي بأن هناك شيئاً غريباً ينتابها ثلاث مرات في الأسبوع وأنه - أي هذا الشيء - يتمثل في أنها تحس بأن هناك شخصا يجامعها لمدة، فإذا استفاقت أحست وكأنها حقا في جماع وأحست بآلامه وهذا منذ كان عمرها 16 سنة أي منذ بداية البلوغ إلى يومنا هذا. جازاكم الله خيرا وشكرا.

الجواب على الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنا ننصح من ينتابها الخاطر المذكور وغيرها بالتحصن من الشياطين وشرهم، وذلك بالمداومة على أذكار الصباح والمساء والطهارة وترك الوساوس، وأن تعلم أن الشيطان عدو للإنسان ومهما استطاع الاعتداء عليه بأي نوع من أنواع الاعتداء لم يهمله، وقد صح أن الشياطين يعتدون على بني آدم فيشاركون الرجال في النساء، قال تعالى (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً) [الإسراء:64] وقد فسرت مشاركة الشيطان للإنسان في الأولاد بالتفافة على ذكر الرجل الذي يجامع بدون أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، جاء ذلك عن مجاهد وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً "، وقد سأل رجل ابن عباس قال "إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة نار، قال ذلك من وطء الجن ". والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه.

آخره والله أعلم .. وشكر الله لكم إخواني الكرام وسدد خطاكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير