ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[07 Jun 2009, 09:54 م]ـ
أخي الكريم أبو الحارث .. سدد الله خطاك ..
أنا لا أحمل النقاش على سبيل الخصومة أو الخصوصية .. صدقا والله .. فلعله أن يفيد أحدنا الآخر ..
وأنا ما اتهمتكم برفض السنة، وإنما قلت اتهام للأئمة على فهمهم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. وكلامي موجود .. وكل جملة مرتبطة بسياقها فلا تعمم .. بارك الله فيك.
وأنا من كلامك قد أقول أنك شبهتني بالشيعة .. ولن أفعل ذلك لمعرفتي بما قلت ونقلت ..
وإتباع منهج العلماء في فهم النصوص الشرعية كتابا وسنة هو ما أتمسك به وأعض عليه بالنواجذ، لأن هؤلاء نقلة الرسالة وحملة الشريعة .. فلا تشبهم بالشيعة في افترائهم وكذبهم ..
ولو أن مسألة فرعية كهذه وليست من الأصول العقدية، فاتبعت فيها كلام العلماء من أهل السنة لكنت مأجورا عليه لقولهم هذا من خلال أدلة شرعية .. وليس عن هوى.
وقولك عن حديث ابن عباس: فليس فيه ما يدل على محل النزاع، بل الواضح أن .. الخ
الواضح أن كذا .. هذا من عندك؟ أترد قول ابن حجر والعلماء في شرحهم للحديث بقول من عندك هكذا؟ أليست هذه جرأة؟ أهذا هو العلم وطلب العلم؟ ألم تتعب نفسك وتنقل لنا عن عالم قال بهذا؟
طيب أخي: انقل لي من قال بقولك في هذا الحديث ..
من قال: ليس فيه دلالة على أن الجني يجامع مع الرجل أهله إذا لم يسم؟ هكذا تصريحا ً.
والسؤال قائم .. وفي حاجة إلى إجابة سريعة منك .. لأني نقلت من قال بدلالته على جماع الجني للإنسية، فانقل لي أنت من ينفي هذا؟؟
أما قولك: أما إذا فهم البعض أن هناك احتمالاً أن يستمتع الشيطان فليس هذا الفهم من دلالات النص الكريم.
فهو عندي ليس بأعجب من قولك قبل: سكوت النص الكريم عن تفصيل هذه الأحكام يشير إلى بعد وقوعها.
لأن قولك هذا يلغي من قائمة العلماء من ذكرتهم من كبار المفسرين كما ذكرتهم لك من قبل وأنت تقول عنهم (فهم البعض!!)
وممكن طفل صغير يقول لك الصلاة في القرآن مأمور بها ولكن تفصيل عدد الركعات والمواقيت جاء في السنة ..
ودلالات القرآن هي التي جاء بها المفسرين من السلف والخلف. وقالوا أن الآية فيها دلالة على جماع الجني للإنسية،، فهلا جئت لي بمفسر واحد يقول لا دلالة في الآية على هذا؟؟
السؤال قائم وفي حاجة إلى إجابة .. فلا تتركه وتذهب إلى غيره تكرمت.
أما عن أثر عمر .. وأن المرأة حملت الخ،، وهو يضاد قولي أنه لا حمل من جني لإنسية أو العكس ..
ففيه أمور: الأول: خذ ما فيه إن كنت تراه صحيحا، واترك قولي،،، فمن أنا؟
الثاني: لكي تعرف ما سبب هذا التناقض [المزعوم]- وليس ثمة تناقض – وإنما هذا ما فهمته أنت بعقلك واتهمتني به .. فاسمع الآن:
أنا نفيت هذا الحمل، وأثبت الإتيان لأن الأخير عليه أدلة صحيحة كثيرة، وهذا من باب العدل في التعامل مع النصوص، وهو منهج أهل السنة، ولو أني كنت أماري أو أدعي لقلت بجواز الحمل إذ سبق إلى ذلك وقرره شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكني كما قلت أنت لا أتعامل كتعامل الشيعة وأقدس العلماء إلى حد قبول رأيهم بلا دليل .. وهذا هو الفارق في مسألتنا ..
لما وجدت لقول علمائنا أدلة كثيرة وليس دليلا واحدا قبلت قولهم ونصرته، ولما لم أجد للقول بالحمل دليلا لم آخذ به ولم أنصره، بل وجب علي إنكاره وهو ما فعلته ولمتني أنت عليه .. فأنت أخي الحبيب لم تفهم هذا المنهج واتهمتني بسوء الفهم والتناقض!! فجزاك الله خيرا.
الأمر الثالث: وهو قولك أن الحديث ينص على أنه رجل .. فلعلك نسيت قول الله تعالى:
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن 6]
أما قولك: ولم تستيقظ إلا من قذفه الساخن!! فهل يتوازى هذا مع قولها: حتى قذف في مثل شهاب النار .. اعدل يا رجل .. ولا تقول واضح أنها تقصد كذا وكذا .. وهل المرأة لا تميز بين مني إنسان فتصفه بأنه شهاب من نار؟ ألا يظهر لك أن سر الغرابة في قول المرأة هو ما جعلني استشهد به؟
وقد أريحك رأسا وأقول لك اترك هذه الآثار وتمسك بظاهر الآية والحديث ..
ونصائحك على الرأس والعين أخي الحبيب ..
وأنت مطالب مثلي بأمور:
أولا: لا تتهم غيرك بالتناقض قبل أن تعرف منهج أهل العلم في الاستدلال.
¥