وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Jun 2009, 01:20 ص]ـ
الأخ الكريم القطاوي ... السلام عليكم
تابعت نقاشكم العلمي ولا أكتمك أنني لم أرتح لقولك: ((ودلالات القرآن هي التي جاء بها المفسرين من السلف والخلف. وقالوا أن الآية فيها دلالة على جماع الجني للإنسية،، فهلا جئت لي بمفسر واحد يقول لا دلالة في الآية على هذا؟؟))
وتسمح لي أن أقدم لك بعض ما نقله أهل التفسير مما يدل على اختلافهم في فهم الآية:" لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان".
قال الطبري:"حدثني أبو حُميد أحمد بن المغيرة الحمصي، قال: ثني أبو حَيْوة شريح بن يزيد الحضرمي قال: ثني أرطاة بن المنذر، قال: سألت ضَمْرة بن حبيب: هل للجنّ من ثواب؟ قال: نعم، ثم نزع بهذه الآية (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ)، فالإنسيات للإنس، والجنيات للجنّ. وهذا الفهم يوافق فهم الأخ العامودي كما تلاحظ.
أما ابن كثير فيقول:" بل هن أبكار عرب أتراب، لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن. وهذه أيضا من الأدلة على دخول مؤمني الجن الجنة". وهذا دليل على فهم ابن كثير أن الجن الذكر يطأ الجنية في الجنة. وهذا يوافق فهم الأخ العامودي.
أما الألوسي فيقول: "وقال ضمرة بن حبيب: الجن في الجنة لهم قاصرات الطرف من الجن نوعهم، فالمعنى لم يطمث الانسيات أحد من الإنس، ولا الجنيات أحد من الجن قبل أزواجهن، وقد أخرج نحو هذا عنه ابن أبي حاتم، وظاهره أن ما للجن لسن من الحور".
أما الشوكاني فيقول:" وفي هذه الآية بل في كثير من آيات هذه السورة دليل أن الجنّ يدخلون الجنة إذا آمنوا بالله سبحانه، وعملوا بفرائضه، وانتهوا عن مناهيه". وهذا يدل على أنه يرى أن الإنس يجامع الإنس وأن الجن يجامع الجن.
أما أبو السعود فيقول:" أي لم يَمسَّ الإنسياتِ أحدٌ من الإنسِ ولا الجنياتِ أحدٌ من الجنِّ قبلَ أزواجِهنَّ. والكلام كما تلاحظ في غاية الوضوح.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[08 Jun 2009, 03:46 ص]ـ
الأخ الكريم البيراوي ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وأهلا بك وسهلا ..
نعم أخي: لم تسترح لكلمتي ولا ضير إن شاء الله، ولكنها من مهمات التفسير كما تعلم ..
أما تطبيقها بخصوص الآية:
فنقلت أنت رواية الطبري عن ضمرة بن حبيب وهو تابعي .. وكان السؤال إليه: هل للجنّ من ثواب؟ فأجاب بنعم ثم استدل بالآية وذكر أن الإنسيات للإنس والجنيات للجن، ولم يتعرض لموضوعنا ..
وقال ابن جرير: وكان بعض أهل العلم ينتزع بهذه الآية في أن الجنّ يدخلون الجنة.
وهذا موضوع آخر .. لسنا في صدد مناقشته .. ولا إشكال عندي في هذا، إلا أنه استدلال من تابعي في مسألة من مسائل الغيب، ولعلك تعلم معنى هذا.
ولكن كان مفروضا عليك في معرض الاعتراض والرد أن تبين لنا اختيار ابن جرير ..
فلم لم تذكر قوله: فإن قال قائل: وهل يجامع النساء الجنّ؟ فيقال: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ). اهـ أليس هو ها هنا يستشهد بالآية صراحة؟
وقال في الآية 74 من نفس السورة (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: لم يمسهنّ بنكاح فيدميهن إنس قبلهم ولا جانّ. اهـ
فقولك: وهذا الفهم يوافق فهم الأخ العامودي كما تلاحظ.
لم ألاحظ حقيقة .. أين إنكار أن في الآية دليل على جماع الجن للنساء؟ هذا ما نريده مشكورا.
ونقلك عن ابن كثير وقوله: " بل هن أبكار عرب أتراب، لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن، وهذه أيضا من الأدلة على دخول مؤمني الجن الجنة. اهـ
وقولك بعده: وهذا دليل على فهم ابن كثير أن الجن الذكر يطأ الجنية في الجنة. وهذا يوافق فهم الأخ العامودي. غير صحيح بالمرة .. وليس في كلام ابن كثير شيئا، ولم يظهر من قول ابن كثير أن الجن الذكر يطأ الجنية، ولو ظهر مالنا وهذا رحمك الله، نحن لم نختلف على دخول الجن الجنة ونكاحه فيها جنية أو حورية ..
وأنت ترى بعينك قول ابن كثير: لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن.
وهذا الذي نريده منه، فماذا بعد هذا؟ مالنا وقوله في دخول الجن الجنة .. هذا ليس بحثنا ..
أما نقلك عن الألوسي وتكرارك لأثر ضمرة بن حبيب ..
فقد نقل الألوسي عن مجاهد والحسن قولهما: قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى، [قال] فنفي هنا جميع المجامعين، وقيل: لا حاجة إلى ذلك إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم، ولا شك في إمكان جماع الجنى إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى. اهـ
ونقلك عن الشوكاني أعجب عندي!! لأنه قد دلل من الآية على دخول الجن الجنة، فأين موضوعنا أيها الحبيب؟
تكرار قولك: أن الجن الذكر يطأ الجنية في الجنة، هذا بعد دخوله الجنة، وهو موضوع آخر ..
وقد نقلت لكم تقرير جماعة من المفسرين في المقال أعلاه ..
وما يسانده من الأحاديث والآثار .. فلا داعي لإعادته ..
ومن يريد أن يبرهن على فساد هذا الرأي فليقل: أخطا ابن جرير وابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وابن عثيمين .. وغيرهم كثير ممن ذكرنا أعلاه، ثم يبين الدليل على خطأهم.
بارك الله فيكم، وسدد خطاكم أجمعين.
¥