ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[08 Jun 2009, 12:00 م]ـ
الأخ الكريم القطاوي:
الأخ البيراوي أراد أن يبين لك أن في تفسير الآية أقوالاً ــ وليس كما جزمت ــ فلماذا أخي تطالبه أن ينقل الأقوال الأخرى. ونحن نعرف أن مذهبك هو مذهب بعض أهل التفسير. ولكن ألا تلاحظ أنهم يستشهدون على ذلك بالحديث الضعيف (أقصد الذي قلت أنت أنه ضعيف). وإذا صح عندهم أفلا يعني هذا أن الأمر يشمل كل من لم يسم وليس الأمر خصوصية حادثة هنا أو هناك. ثم لو صح الحديث فأين الدليل على أن الشيطان يجامع استقلالاً دون أن يكون هناك جماع بين الزوج والزوجة؟ فهل يجامع البكر مثلاً، وأين الدليل النصي؟
ملحظ الأخ البيراوي دقيق ولكنك تصورت أنه يخوض في مسألة أخرى، وهذا إشكال في فهم الأدلة؛ فعندما يستدل العلماء بالآية على دخول الجن الجنّة فلأنهم يفسرون الآية أن الجن يجامع الجن والإنس يجامع الجن. فأرجو أن تدقق في الدليل وما ورد من نصوص.
أي علم هذا الذي يجعلك تستدل بنص فتأخذ نصفه وتترك نصفه الأهم ــ والذي هو مدار الحديث ــ أي أن امرأة حملت في عهد عمر رضي الله عنه.
قول المرأة"قذف في مثل شهاب النار" واضح أنه تمثيل لأنها تقول (في مثل) وأنت تجعله شهاباً. ثم أين الجن في ظاهر النص، طالما أنك تستخدم الظاهر، بل أين الجن لو أخذنا في ظاهر وباطن وما بينهما. أعرف أنك أخذته عن علماء!!!!!!!
أقول: يسهل علينا أن نميز عندما يكون قول العالم عن فهم للنص وعندما يكون الفهم متأثراً بأوهام العصر. وكثير منهم في هذه المسألة يصدرون عن تصورات العصور القديمة فيحملون النصوص على أفهامهم وإن كان ظاهر النص لا يؤيد، تماماً كما حصل في موضوع المرأة التهامية، فلا يوجد في النص جن وعلى الرغم من ذلك وضعوا في فم عمر رضي الله عنه ما لم يقله، ثم تأتي أنت وتقول لي قال السلف.
ابن تيمية، هذا العبقري الذي عز مثيله في عصره هو أيضاً لم يكن بإمكانه كبشر أن يبعد تماماً تصورات عصره، فتراه يرى أن المسألة منتشرة ومعروفة. ولا ننسى أن عصره كان عصر الاحتلال المغولي وعصر المذابح والمصائب المتتالية مما يعني أن نجد استفحالاً للأمراض النفسية في عصر يسوده الجهل بمثل هذه القضايا. ومن هنا كيف يرفض ابن تيمية شهادة الشهود الثقات ونحن نعرف أن كثير من الأمراض النفسية لا يشعر بها إلا أهل الخبرة والاختصاص؟!
نعم علينا اليوم بعد عصور الانفجار المعرفي أن نميز بين فهم العالم للنص، وانعكاس معارف عصره على فهمه للنص.
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[08 Jun 2009, 02:11 م]ـ
أخي الحبيب أبو دعاء .. بارك الله فيك .. وموضوع التوالد بينهما .. أنا أرده وإن قال به شيخ الإسلام، لماذا؟ لأنه لا دليل عليه كما أشرت في ردي على أخيك أبو الحارث .. . لم تزل حيرتي بعد أخي الفاضل فأنت تجيز الجماع وتستشهد بكلام حينما نقرأه نفهم أنك تحاول إقناعنا بأن الجن قد ينجب من الانسية إذا ما معنى أن الشيطان يسبق الرجل في الإنزال؟ الا يحتمل هذا إمكانية الحمل من الشيطان؟ وقال البغوي في تفسيره (5/ 106): وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: "بسم الله" أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل. وروي أن رجلا قال لابن عباس: إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة من نار؟ قال: ذلك من وطء الجن. اهـ وكلام المفسرين في هذه المسألة كثير نكتفي بما ذكرنا .. المغربون: قيل سموا بذلك لأنه دخل فيهم عرق غريب أو جاؤوا من نسب بعيد .. وقيل أي المبعدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع حتى شارك فيهم الشيطان. قلت: ولعل الأطفال الذين ولدوا بالعته المغولي منهم .. والله وأعلم. ما الدليل على أن الأطفال المصابون بالعته المغولي هم من المغربين؟ نحن نعلم أن الكفار لا يذكرون اسم الله وقت الجماع وبالتالي فكل أبنائهم ممن شارك الشيطان فيهم فلماذا تستن الأطفال المصابون بالعته المغولي فيقط؟ يتحدث بعض المفسرين عن أن أم بلقيس من الجن فهل أخطأوا الفهم أم أنهم لم يعتمدوا على الأدلة؟ قال المناوي في شرح حديث " أحد أبوي بلقيس كان جنيًا " قال قتادة: ولهذا كان مؤخر قدميها كحافر الدابة. وجاء في آثار: أن الجني الأم، وذلك أن أباها ملك اليمن خرج ليصيد فعطش، فرفع له خباء فيه شيخ فاستسقاه، فقال: يا حسنة اسقي عمك. فخرجت كأنها شمس بيدها كأس من ياقوت. فخطبها من أبيها، فذكر أنه جني، وزوجها منه بشرط أنه إن سألها عن شيء عملته فهو طلاقها. فأتت منه بولد ذكر، ولم يذكر قبل ذلك، فذبحته فكرب لذلك، وخاف أن يسألها فتبين منه. ثم أتت ببلقيس فاظهرت البشر فاغتم فلم يملك أن سألها، فقالت: هذا جزائي منك? باشرت قتل ولدي من أجلك? وذلك أن أبي يسترق السمع فسمع الملائكة تقول: إن الولد إذا بلغ الحلم ذبحك، ثم استرق السمع في هذه فسمعهم يعظمون شأنها، ويصفون ملكها، وهذا فراق بيني وبينك. فلم يرها بعد. هذا محصول ما رواه ابن عساكر عن يحيى الغساني اهـ من شرح المنَاوي للجامع الصغير. وقال القرطبي في تفسير " سورة النحل ": كان أبو بلقيس وهو السرح بن الهداهد بن شراحيل، ملكًا عظيم الشأن، وكان يقول لملوك الأطراف: ليس أحد منكم كفأ لي. وأبى أن يتزوج منهم. فزوجوه امرأة من الجن يقال لها ريحانة بنت السكن. فولدت له بلقمة وهي بلقيس، ولم يكن له ولد غيرها. وقال أبو هريرة: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: " كان أحد أبوي بلقيس جنيًا " ـ إلى أن قال: ـ ويقال إن سبب تزوج أبيها من الجن أنه كان وزيرًا لملك عات، يغتصب نساء الرعية، وكان الوزير غيورًا فلم يتزوج. فصحب مرة في الطريق رجلًا لا يعرفه فقال: هل لك من زوجة؟ فقال: لا أتزوج أبدًا. فإن ملك بلدنا يغتصب النساء من أزواجهن. فقال: لئن تزوجت ابنتي لا يغتصبها أبدًا. قال: بل يغتصبها? قال: إنا قوم من الجن لا يقدر علينا. فتزوج ابنته فولدت له بلقيس ـ إلى غير ذلك من الروايات. وقال القرطبي أيضًا: وروى وهيب بن جرير بن حازم، عن الخليل بن أحمد، عن عثمان بن حاضر قال: كانت أم بلقيس من الجن، يقال لها: بلعمة بنت شيصان.
¥