تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن الغيلان [جمع الغول] ذكروا عند عمر فقال: إن أحدا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها، ولكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا.

رواه ابن أبي شيبة 6/ 94 عن بشير بن عمرو وله صحبة بإسناد رجاله ثقات.

أما عن تصور الجن والشيطان في صورة بشر فكثير جدا أذكر منه ما تيسر:

تبدي الشيطان حقيقة لنبي الله إبراهيم عليه السلام

في المسند عن أبى الطفيل عن ابن عباس قال: إن إبراهيم لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: قد تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض وقال: يا أبت إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه، فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه: أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا .. فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين [قال ابن عباس: لقد رأيتنا نبيع هذا الضرب من الكباش] قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم ذهب به جبريل إلى منى قال: هذا منى هذا مناخ الناس، ثم أتى به جمعا فقال هذا المشعر الحرام، ثم ذهب به إلى عرفة فقال ابن عباس: هل تدري لم سميت عرفة؟ قلت: لا، قال: إن جبريل قال لإبراهيم: هل عرفت؟ قال: نعم، قال ابن عباس: فمن ثم سميت عرفة .. ثم قال: هل تدري كيف كانت التلبية؟ قلت: وكيف كانت؟ قال: إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج خفضت له الجبال رءوسها ورفعت له القرى فأذن في الناس بالحج.

رواه أحمد 1/ 297 وحسنه شعيب الأرنؤوط.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما أتى إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه وسلامه المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض .. قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون.

رواه البيهقي في الكبرى 5/ 153 والحاكم 6/ 638 وصححه الألباني.

وفي السيرة النبوية: تبدي الشيطان للكفار من قريش في صورة شيخ من نجد .. إن صح الخبر!!

وظهور الشيطان في بدر بصورة سراقة مشهور ولبعضه شواهد تصححه.

وروى ابن إسحاق عن أبي أسيد مالك بن ربيعة بعدما كف بصره قال: لو كنت معكم الآن ببدر ومعي بصري لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى .. فلما نزلت الملائكة ورآها إبليس وأوحى الله إليهم أني معكم فثبتوا الذين آمنوا وتثبيتهم أن الملائكة كانت تأتي الرجل في صورة الرجل يعرفه فيقول له أبشر فإنهم ليسوا بشيء والله معكم فكروا عليهم فلما رأى إبليس الملائكة نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون وهو في صورة سراقة وأقبل أبو جهل يحضض أصحابه ويقول لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم فإنه كان على موعد من محمد وأصحابه ثم قال: واللات والعزى لا نرجع حتى نقرن محمدا وأصحابه في الحبال فلا تقتلوهم وخذوهم أخذا ..

ذكره ابن كثير في التفسير وابن إسحاق في السيرة 2/ 421 بسند ضعيف والبيهقي في الدلائل 3/ 57 وهو عند الحاكم 3/ 516 بسند صحيح.

ومن شعر حسان بن ثابت يفخر بقومه ويذكر خدعة إبليس لقريش:

سرنا وساروا إلى بدر لحينهم لو يعلمون يقين العلم ما ساروا

دلاهم بغرور ثم أسلمهم إن الخبيث لمن والاه غرار

وقال إني لكم جار فأوردهم شر الموارد فيه الخزي والعار

ثم التقينا فولوا عن سراتهم من منجدين ومنهم فرقة غاروا

وفي المسند عن ابن عباس: أن رجلا خرج – من خيبر - فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول: ارجعا، فرجعا، فقال له: إن هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له لأرسلنا بها إليه، قال: فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلوة.

رواه أحمد 1/ 278 وحسنه شعيب الأرنؤوط والحاكم 2/ 111.

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني الجن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير